لوحة الحياة للفنان بابلو بيكاسو:
لوحة الحياة (La Vie) هي لوحة زيتية رُسمت عام 1903 لبابلو بيكاسو. تعتبر على نطاق واسع ذروة فترة بيكاسو الزرقاء، كما أنّ اللوحة موجودة في المجموعة الدائمة لمتحف كليفلاند للفنون.
وصف لوحة الحياة:
رُسمت لوحة الحياة في برشلونة في مايو 1903، حيث تبلغ أبعادها 196.5 × 129.2 سنتيمترًا (6.45 قدمًا × 4.24 قدمًا) وتصور زوجين من الأشخاص، زوجان عريان في مواجهة أم تحمل طفلًا بين ذراعيها.
في خلفية الغرفة، على ما يبدو استوديو، هناك لوحتان داخل اللوحة، تظهر اللوحة العلوية زوجًا عاريًا رابضًا ومحتضنًا، بينما يظهر الجزء السفلي شخصًا عاريًا وحيدًا رابضًا على الأرض يشبه إلى حد بعيد الحزن لفنسنت فان جوخ.
تم رسم هذه اللوحة في وقت لم يكن فيه بيكاسو يحقق أي نجاح مالي. وفي المقابل، بيعت اللوحة الجديدة بعد شهر واحد فقط من انتهائها، لتاجر فنون فرنسي، جان سانت جودان. تم الإبلاغ عن البيع في صحيفة برشلونة، ليبرال. مع لوحة (La Vie Picasso) أعاد رسم لوحة (The derniers Moments) من عام 1899 وهي لوحة كان قد قدمها في معرض باريس الدولي عام 1900.
تم تسليم اللوحة من قبل صندوق حنا إلى متحف كليفلاند للفنون، أوهايو في عام 1945 وهي في مجموعتهم الدائمة.
في عام 2020، تم إقراض اللوحة إلى الأكاديمية الملكية للفنون في لندن كجزء من معرض “بيكاسو وورق”، حيث تم عرضها مع رسومات تحضيرية وأعمال أخرى على الورق لاستكشاف الموضوعات المقابلة للفقر واليأس والاغتراب الاجتماعي.
كان تفسير التركيبة المبهمة موضوع نقاش كثير حيثُ يُظهر الشكل الذكر بوضوح صورة صديق بيكاسو، الرسام كارلوس كاساجيماس، الذي انتحر قبل وقت قصير من إنشاء بيكاسو (La Vie).
تظهر صور الأشعة السينية أن بيكاسو رسم صورة ذاتية لأول مرة ثم استبدلها لاحقًا بصورة صديقه. هذه الحقيقة والظرف الذي تحدث فيه المواجهة بين المجموعتين داخل الاستوديو يجعل الأمر مماثلًا تمامًا لأن الأسئلة التأملية الذاتية للفنان الشاب يتم تناولها في (La Vie). حيث يتفق العلماء على أن النقطة الحاسمة في الواقع هي الإيماءة الغامضة في مركز التكوين.
في عام 2003، اعترف (Becht-Jördens و Wehmeier) باللوحة الشهيرة (Noli me tangere) وهي تحفة فنية لأنطونيو دا كوريجيو في متحف ديل برادو، كمصدر محتمل لهذه الإيماءة واقترحوا تفسيرًا يقع على مستويين. الأول، السيرة الذاتية التي تتعلق بالعلاقة الثنائية بين الأم والطفل و “الصدمة العقلية ومشاعر الذنب التي تنجم عن الصراعات الحتمية” الناجمة عن الانفصال، والثاني مرجعي ذاتيًا حول الرسالة المسيانية للحديث.
فنان بمعنى فريدريك نيتشه “دوره في العالم جوهر الفن”. المستويان من التفسير “مترابطان من خلال الدور الهام الذي لعبته والدة بيكاسو” التي كانت تحمي طفلها وتعشقه، ممّا أدى إلى تكوين نوع من عبادة الطفل الإلهي ومن خلال الإعجاب بابنها ومحاولاته الأولى “شجعه على اتباع طريقه. وعززه في تصوره لذاته على أنه عبقري”.
