لوحة جراند بوليفاردز للفنان بيير أوغست رينوار:
لوحة جراند بوليفاردز هي عبارة عن لوحة زيتية، رُسمت من قِبل الفنان بيير أوغست رينوار في عام 1875. حيث تُظهر هذه اللوحة شارعًا مزدحمًا في مدينة باريس يظهر آثار التصنيع، كما أن اللوحة موجودة في متحف فيلادلفيا للفنون، وتعتبر هذه اللوحة من أشهر المناظر التي رسمها رينوار لباريس.
قصة لوحة جراند بوليفاردز:
استلهم العديد من الانطباعيين العظماء من المشاهد الحضرية النابضة بالحياة في باريس وفي خمسينيات وستينيات القرن التاسع عشر، تحولت باريس إلى مدينة حديثة من قِبل المخطط الحضري، جورج أوجين هوسمان.
أدى تجديده الحضري الضخم للمدينة إلى تصميم جديد تهيمن عليه شوارع واسعة تصطف على جانبيها مبانٍ حجرية موحدة ومساحات منتزهات مفتوحة، والتي لا تزال واضحة حتى اليوم. حيث تصوّر لوحة رينوار (لوحة جراند بوليفاردز) واحدة من أحدث أحياء المدينة وأكثرها عصرية، حيث كان المجتمع الباريسي من الطبقة المتوسطة يتجول في أوقات الفراغ.
فقد انتقل الفنان رينوار إلى مدينة باريس في سن الرابعة، عندما انتقلت عائلته هناك من مدينة ليموج. بالإضافة إلى أنه قضى جزءًا كبيرًا من حياته وهو يعيش هناك، كما أنه أحب المدينة كثيرًا، قائلاً: “في شوارع باريس شعرت أنني في بيتي”.
توضح لوحة جراند بوليفاردز (The Grands Boulevards) تجديد (Haussman) لباريس من خلال تصوير الشارع العريض المعبّد والمبنى الخرساني الكبير على يمين اللوحة. حيث أن الشارع يعج بالحياة؛ ولهذا السبب هذه اللوحة لا توضح جميع الفئات فحسب، بل تؤكد على الفلانيور.
ينتقل تركيز الفنان رينوار بعيدًا عن الشكل البشري باتجاه تأثير الإضاءة على الصورة. كما تُظهر اللوحة الملابس التي يرتديها الأشخاص بالتفصيل والتي يمكن من خلالها استنتاج طبقتهم الاجتماعية، ولكن فرديتهم مخفية لأن رينوار اختار عدم إظهار أي تفاصيل عن وجوههم.
بدلاً من ذلك، ينصب تركيزه على تأثير أشعة الشمس على المباني والأشجار. وتُظهر اللوحة تفاصيل رائعة في الظلال التي خلقتها الشمس الساطعة على الأشجار والظلال التي أنشأها الناس وظل العربة التي تجرها الخيول. ومن الواضح أن رينوار تأثر بالانطباعية في جميع أنحاء اللوحة، حيث يمكن رؤية الخصائص الانطباعية التي في رسمها رينوار، وهي عبارة عن ضربات الفرشاة القصيرة ومنظر خارج التركيز على ما يبدو.