الخط العربي
الخط العربي: هو فن وتصميم الكتابة في مختلف اللغات التي تستعمل الحروف العربية، واللغة العَربية بشكلٍ عام هي مِن أقوى اللغات وأصعَبها في العالم، وتعدّ اللغة العربيّة أصعب لغات العالم وتليها الصينية.
وما يميز اللغة العربيّة الأسلوب الجميل والأنيق في الكتابة؛ فلكل خط من الخطوط العربية شكل خاص فيه، وتاريخٌ ارتبط بنشأته، وممّا يميز الخط العربي عن غيره من الخطوط هو طريقته في الكتابة التي تعتمد على فنّ الرَّسم أكثر من الكتابة العادية المعروفة، فيحرص الشَّخص الذي يتقن كتابة خطٍّ من الخطوط العربية على رسمه بأفضل الصُّور للدلالة على مدى جماله، ويُسمّى الشخص الذي يُتقن كتابة جميع الخطوط العربية (بالخطّاط).
نشأة الخط العربي
ويرجع الخط العربي في نشأته إلى الخطِّ النبطي، ثمَّ ظهرت المدرستان الكوفية والحجازية التي عملت على تطوير هذا الخط ونشره، فظهر في اللغة العربية أشهر خطّين وهما (الخط الكوفي )الذي تميَّز بالصَّلابة، و(الخط الحجازي ) الذي امتاز بالسهولة، وفي بداية ظهور الخط لم يكن منقطاً، حتى جاء أبو الأسود الدؤلي ووضع النقاط على الحروف.
اشتقاق الخط العربي :لم يصل الخطّ إلى ما هو عليه الآن إلّا بعد أن مرَّ بأربع مراحل،
- الأول: الدور الصوري المادي .
- الثاني: الدور الصوري المعنوي .
- الثالث: الدور الصوري الحرفي .
- الرابع: الدور الحرفي الصَّرْف.
تاريخ الخط العربي
1- العصر النبطي
أثبتت الدراسات أنَّ أصل الخط العربي يعود إلى تطور الخط النبطي؛ إذ إنّه نتيجةٌ لتقدّم حضارة الأنباط
من النَّاحية التجارية ظهرت حاجتهم الملحّة للكتابة، فاستخدموا الحروف الآراميّة في بادئ الأمر، ثمَّ غيّروها تدريجياً إلى الكتابة النبطيّة التي خالفت الآراميّة في ميلها للاستدارة، وشابهتها في التربيع، ثمّ ما لبثت أن ابتعدت عنها وصارت شبيهةً بالخطِّ المستخدم في الجاهليَّة، أخذ عرب الحجاز الخطّ عن الأنباط بسبب رحلاتهم المستمرّة إلى بلاد الشام وتفاعلهم المتواصل مع أهلها وتشاركهم في اللغة والديانات والمعتقدات.
2- عهد النبوة
كان الخطّ المُستخدم في تلك الفترة هو الخطِّ المدني والذي يتميّز مع الخطِّ المكيِّ باعوجاج الألف، وميل الشَّكل؛ إذ إنّ الميل في الحروف أسهل وأسرع للكتابة، كما يتطلّب جهداً ووقتاً أقلَّ مقارنةً بكتابة الحروف القائمة والتي تتطلّب جهداً ودقَّة ووقتاً أكبر.
كانت الكتابة منتشرة في مكّة نتيجةً لأهميّتها التجارية؛ إذ كانوا قبل انتشار الإسلام يكتبون بالخط المكي، وبعد بعثة النبي عليه الصلاة والسلام اتّخذ عليه السلام كتّاباً للوحي، منهم : أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وغيرهم.
وأوّل من كتب للنبيّ عليه الصلاة والسلام بعد الهجرة هو أبيّ بن كعب، كما شجّع عليه الصلاة والسلام على تعلُّم الكتابة بإطلاق سراح كلّ أسير من أسرى معركة بدر مقابل تعليمه الكتابة لغيره من المسلمين .
عهد الخلفاء الراشدين
في عهد الخلفاء الراشدين كانت هناك أنواع مختلفة للكتابة، منها كتابة البرديّات والتي يُستخدم فيها الخط المدوّر للكتابة على البردى ،والكتابات الحجريّة على الأحجار بخطٍ مستقيم وغليظ بلا ميل، بالإضافة إلى كتابة المصاحف.
أنواع الخط العربي
1- خط الثلث
يعتبر من أروع الخطوط جمالاً ومنظراً، إلّا أنّه أصعبها إتقاناً وكتابةً، ويعد الأصل الأساسي للخطوط العربية، كما أنّه الميزان الرئيسي الذي يوزِّن ويقيم إبداع الخطَّاط به، وأبرز ما يميزه أنّه كثير المرونة، حيث تتعدَّد أشكال أغلب الحروف فيه، وبذلك من الممكن كتابة جملة واحدة بعدَّة مرَّات وبأشكال متنوِّعة، كما أنّه لا يتطلَّب وقتاً طويلاً لكتابته، ويقتصر استخدام هذا الخط على بعض الآيات، والعناوين، إضافة لبعض الجُمل.
2- خط النسخ
يعتبر خطُّ النسخ وليداً لخطِّ الثلث، وخصوصاً من حيث وصلته بالخطِّ وكتابته ،الّا أنّه يمتاز بجماله، كما يمتاز بدقَّة حروفه ووضوحها خلال عملية الكتابة، و سُمي بهذا الاسم لكثرة استخدامه في عملية نسخ ونقل الكتب.
3- الخط الكوفي
استخدمه أهل العراق بشكل كبير وقد انتقل من الكوفة إلى المناطق الأخرى، وهذا سبب تسميته (بالكوفي) ، ويعدُّ من أقدم الخطوط المستخدمة، وهو مأخوذ من الخط النبطي القديم الذي كان منتشراً في منطقة الجزيرة العربية وحوران،
4-خط الرقعة
يعد من أكثر الخطوط استخداماً في الحياة اليوميَّة، فهو يمتاز بشكله الجميل، وسهولة كتابته وقراءته، وسمي بهذا الاسم لأنّه كان يكتب على الرِّقاع القديمة، ويستخدم هذا الخط في كتابة عناوين الصُّحف، والمجلَّات والكتب.
5-الخط المصحفي
يستخدم لنسخ المصاحف ،وهو عبارة عن خط يجمع ما بين خط الثلث وخطِّ النسخ ،وهذا السَّبب وراء تسميته بهذا الاسم.
6- الخط الأندلسي المغربي
هو عبارة عن خطٍّ تمَّ اشتقاقه من الخط الكوفي، وكان يطلق عليه قديماً اسم الخطِّ القيرواني، وذلك نسبة لإحدى المراكز الموجودة في المغرب العربي والذي يُعرف بالقيروان، ويستخدم هذا الخط في نسخ القرآن الكريم المكتوب في شمال إفريقيا والأندلس، وأبرز ما يميزه هو استدارة حروفه.
7- الخط الفارسي
كانت بداية ظهور هذا الخط في بلاد فارس، وتحديداً في القرن التاسع الهجري، وهو يمتاز بجماله، وبدقَّة وامتداد حروفه، كما يمتاز أيضاً بوضوحه وسهولته، إضافة إلى بساطته وعدم تعقيده.
خصائص الخط العربي
- نشأ الخط العربي نشاة عربية خالصة، فلم يشُبه أيّ تدخّل خارجيّ؛ إذ يقول الدكتور مصطفى عبد الرحيم: إنّ الخط العربيّ هو الفنُّ الوحيد الذي نشأ عربياً خالصاً، وصافياً ونقيّاً، إذ لم يتأثّر بمؤثِّرات أخرى.
- نال الخط العربيّ شرف عناية العرب الخاصَّة به، حيث أنَّهم تفنّنوا وتباهوا فيه وفي كتابة حروفه.
مراحل تطور الخط العربي
الخط العربي قبل الإسلام
بدايات الخطِّ العربي كانت قبل الإسلام باعتباره فنَّاً من الفنون، حيث إنّ النقوش قبل الإسلام التي وصلت إلينا كانت عبارة عن خطوط كوفيَّة، ويمكن القول أنّ انتقال الكتابات القديمة لمرحلة الحرف تعود إلى الدَّولة الفينيقيَّة منذ أكثر من ثلاثين قرناً
وبعدها تفرَّعت الحروف الفينيقية إلى أربعة أفرع وهي كالتالي (العبريَّة، والآراميَّة، والحميريَّة، واليونانيَّة)، ثمَّ تطوّر إلى ستة فروع وهي:
- التدمري.
- الهندي.
- والفهلوي.
- العبري السرياني.
- العبري المربَّع.
- الفارسي.
الخط العربي بداية الإسلام
لما نزل القرآن الكريم وبدأ تدوينه، قاموا بتدوينه على خطِّ الجزم وسمي بالخط المكِّي، وكانت أوّل مدرسة للكتابة في الاسلام بعد معركة بدر، عندما طُلب من الأسرى المشركين تعليم صبيان المدينة المنوَّرة الكتابة.
وبذلك انتشر الخطُّ الموزون المُسوَّي، وبالتالي فإنّ تلك الكتابة كانت كتابة المصاحف الأولى التي كُتبت في زمن عثمان بن عفان.
وكان يستخدم بكتاباتهم بشكل يومي نظراً لليونته، فقد كان يُكتب بشكل عشوائي نظراً لعدم خضوعه لأيِّ قواعد ثابتة، وبالتالي لم يتم كتابة المصاحف به، أمّا الثاني فهو الخط الكوفي والذي يعدُّ أساس الخطوط العربية كلِّها.
وقد ظهر في منطقة الكوفة، ويقوم على أساس الخطوط المستقيمة القاسية، وكان كتّاب الوحي يكتبون به الآيات القرآنية على سعف النخل دون همزات وتشكيلات، وقد تمَّت الكتابة به في العصر الرَّاشدي أيضاً.
الخط العربي في العصر الأموي
تطوُّر الخط في هذا العصر تطوُّراً نوعياً، حيث قام أبو الأسود الدؤلي بوضع الحركات الإعرابية، كما وضع النقاط على الحروف لتمييز الحروف المتشابهة عن بعضها، ولذلك أصبحت النقطة جزءاً من الحرف العربي.
الخط العربي في العصر العباسي
تطوّر الخط العربي في العصر العباسي وتفرَّع إلى أحد عشر نوعاً وهي الديباج، والسجلَّات، والزنبور، والجليل، والعهود، والاسطوحار، والخرفاج، والمدمرات، والقصص، والسجلات .
من المهم أن تكون مرتاحاً حتى تتمكَّن من الكتابة بشكل صحيح، لذلك يجب عليك اختيار طاولة مستوية السَّطح، والحرص على أن يكون ارتفاع الكرسي متناسباً مع ارتفاع الطَّاولة، فلا يجب أن يكون منخفضاً حتى لا تلجأ إلى رفع ذراعك وتكتب بشكل مُتعب، ولا أن يكون مرتفعاً فتلجأ إلى أن تحني ظهرك ممّا يؤدِّي إلى مشاكل وآلام في الظَّهر.