بعد أن تمّ تمصير الكوفة، ثم اتخاذها عاصمةً للخلافة الإسلامية، فقد نزح العديد من أهل الحيرة والأنبار لحلولها محل مدينتهم، ولقد نزل فيها أيضاً قبائل من اليمن في جانبها الشرقي، حيثُ كانوا يعرفون في ذلك الوقت يعرفون الكتابة بالخط المسند فانتشر الخط في أهلها وبرعوا فيه وجوّدوه واخترعوا فيه حلية وزخرفة تشبه الزخرفة التي استعملها السريانيين في خطهم المعروف بالسطر نجيلي وإن لم تكن مثلها بالضبط.
ما هي الأشكال التي وصل إليها الخط الكوفي؟
- خط التقوير: فقد كان يسمى: بالليّن، و كذلك سميّ بالنسخ.
- خط البسط: أما عن تعريفه فقد كان يُعرف بأن عرقاته منخسف الى أسفل كقاف الثلث وكان أكثر ما يستعمل في الرقاع والمراسلات والكتابات المعتادة.
- الخط المبسوط: وهو ما يسمى باليابس، وهو ما كانت عرقاته مبسوطة كالنون الطويلة ولا يستعمل ها النوع من الخط إلا في النقش على أبواب المساجد والمعابد وجدران المباني الكبيرة وكتابة المصاحف الكبيرة والمحاريب، وكل ما يقصد به من زينة وزخرفة، وهذا التقسيم يمتاز بكتابة بعض الحروف على شكل مخصوص كما هو الحال بالقاف والنون الطويلة، وإلا فالخط الكوفي جملة أنواع كما هو معروف.
وعلى هذا يمكن اعتبار الخط الكوفي هو أول أنواع الخط العربي الذي كتب به العرب وطوّروا فيه، وجاء بعده أنواع أخرى من الخطوط مثل خط النسخ، خط الثلث وكذلك الخط النبطي وخط الرقعة. وبعد دراسات كثيرة للخط بدأت الخطوط تتوالى أنواعها، وتتطور بتطور الزمان والمكان الذي وجدت به.
حيث إنه ولولا اكتشاف الإنسان القديم للخط العربي سواء كان ذلك بالنقش على الجدران أو الحجارة، او بالرسم والنحت لما أُكتشف الخط ولما وصلنا هذا التاريخ العريق، الذي رفع من قيمة أمتنا العربية والإسلامية.
كما وجدت كتُب ألفت في الخط العربي، حيث وضعوا علماء المخطوطات الجميلة وطوروا في أساليب العلم المتطوّرة، فالقراءة والكتابة هي التي لها الفضل الأول في حفظ تلك النصوص العلمية المتطورة، وبالرغم من وجود الأجهزة المتطورة في الكتابة وتطور التكنولوجيا إلا إن الإنسان قديماً وحديثاً ومستقبلاً لن يستطيع أن يهجر القراء والكتابة وتعلم أصول الخطوط وفنونها ومعرفة منشأ الخط العربي.