الأفكار والإنجازات المرتبطة بفن الفيديو:
أولاً: مع إدخال جهاز التلفزيون في النصف الثاني من القرن العشرين، اكتسب الناس هواية جديدة تستهلك كل الوقت. واستخدم العديد من الفنانين في ذلك العصر الفيديو لعمل أعمال سلطت الضوء على ما اعتبروه زحفاً تلفزيونياً وقوة خبيثة تدريجياً، وذلك من خلال إنتاج محاكاة ساخرة للإعلانات والبرامج التلفزيونية. حيث أنهم قد أشاروا بأصابع استفزازية إلى الطريقة التي أصبح بها المجتمع (بشكل سلبي) مفتوناً بالتلفزيون أو استسلم لأوهامه المغرية. ومن خلال استمالة تقنيات هذه الوسيلة، قدم الفنانون وجهات نظرهم الخاصة إلى الطاولة، مستكملين عالماً جديداً شجاعاً من قدرة البث ليشمل مساهمات إبداعية وخصوصية وفردية.
ثانياً: استخدم بعض الفنانين الفيديو لجعلنا نفكر بشكل نقدي أكثر، وفي كثير من الأحيان نتطلع إلى تشريح اتفاقيات أفلام هوليوود. وذلك من خلال تجنب القوالب النموذجية للسرد المعتمد، أو من خلال تقديم الموضوعات الشخصية والمحظورة بشكل مكثف على الشاشة كأعمال فنية، أو عن طريق التنافس على أفكارنا حول كيف يجب أن يبدو الفيلم ويشعر به، حيث يستخدم هؤلاء الفنانون اللوحة القماشية المستعارة من السينما للقضاء على التصورات المسبقة.
ثالثاً: بالنظر إلى ما هو أبعد من إمكانيات تسجيل الفيديو، يستخدمه العديد من الفنانين كوسيط لخصائصه الجوهرية مع العمل الذي يحاكي أكثر أشكال الفن التقليدية مثل الرسم أو النحت أو الكولاج أو التجريد. حيث أنه قد يظهر هذا كسلسلة من المشاهد غير الواضحة والمتشابكة المكونة كصورة مرئية. قد يأخذ شكل تسجيل أداء يُقصد به انعكاس للحركة أو إدراك الفضاء. كما وقد تتكون من معدات فيديو فعلية وإخراجها ككائنات في العمل. وأخيراً، قد يكون عملًا لا يمكن أن يوجد بدون مكون الفيديو مثل القطع الفنية التي تستخدم إشارات الفيديو والتشويه والتنافر أو التلاعبات السمعية والبصرية الأخرى.
رابعاً: نظرًا لأن فن الفيديو كان جديداً بشكل جذري في وقته، فقد شعر بعض الفنانين الذين كانوا يحاولون تجاوز الحدود في المجتمع المعاصر أن الفيديو هو تنسيق مثالي لعملهم الخاص، ويمكن ملاحظة ذلك في الحركة الفنية النسوية، حيث اختارت العديد من النساء اللواتي يأملن الابتعاد وتمييز أنفسهن عن أسلافهن الفنانين الذكور، حيث كنت هذه الوسيلة لتجديدها، وإحساسها بالتقدم، وفرصها التي لم يتم استغلالها أو تأسيسها على نطاق واسع.
