الفن التجريدي
هو فن يعتمد في الأداء على أشكال ونماذج مجردة تنأى عن مشابهة المشخصات والمرئيات في صورتها الطبيعية والواقعية، وهو نوع من الفنون التي ظهرت في القرن العشرين ويتميز بمقدرة وبقدرة الفنان على رسم الشكل الذي يتخيله سواء كان من الواقع أو الخيال في شكل جديد تماما، وقد يتشابه أو لا يتشابه مع الشكل الأصلي للرسم النهائي مع مراعاة البعد عن الأشكال الهندسية.
المدرسة التجريدية
المدرسة التجريدية هي أحد المدارس الفنية التي تهتم بالطبيعة بشكل عالٍ وتعبّر عنها بزوايا هندسية، حيث تحوّل المناظر الطبيعية إلى دوائر ومربعات ومثلثات، فهي تظهر كقصاصات ورقية متراكمة فوق بعضها البعض ، أو عبارة عن قطع إيقاعية مترابطة ليس لها أية دلائل بصرية بشكل مباشر، أي أنّ الفن التجريدي يعتمد على خيال الفنان ويعبر عنها بأشكال هندسية.
أنواع الفن التجريدي
التجريدية التكعيبية
بدأت المدرسة التكعيبية في باريس عام “1908م”، ووصلت إلى ذروتها في عام “1914”م وما زالت حتّى يومنا هذا تؤثر على الفنانين من مختلف أرجاء العالم، بحيث يتمّ فيها تجريد الأشكال في التكعيبية، وذلك بتحليلها إلى زواياها وخطوطها الأولى، أو أن يحاول الفنان إبراز زوايا مختلفة في الشكل ورسمها معاً في وقتٍ واحدٍ، وقد جاءت المدرسة التكعيبية بعد مرحلة الانطباعيين، فقد تأثرت بهم، وأخذت فكرة التركيز على إبراز اللون والضوء في اللوحة، ومن أبرز روادها الفنان: الفنان جورج براك، والفنان بابلو بيكاسو.
التجريدية المطلقة
بدأت التجريديّة المطلقة في عام 1910م، حيث يُؤمن أصحابها بأنّ رسالة الفنّ لا تتلخّص في إعادة تشكيل الأشياء الموجودة في الطبيعة، وإنّما التعبير عنها بالحقائق المطلقة، فهم يعتمدون بشكل أفقي طريقة رسمهم على الخطوط العمودية و الأفقية، وعلى الألوان الأساسيّة، ومن أبرز رواد هذا التيار الفنان: “بيت مونديريان”.
التعبير التجريدي
ويعتمد الفنان في هذا الأسلوب على إبراز وتصوير مشهدٍ معينٍ، وذلك يتم من خلال ضربات الفرشاة، أو اللون المستخدم، وينقسم التعبير التجريديّ إلى قسمين هما:
- الرسم الحركيّ، حيث يركّز الفنان في هذا النوع على إبراز ملمس اللوحة من خلال طريقة ضربة الفرشاة على اللوحة، ومن الفنانين الذين قاموا باتباع هذا الأسلوب من الرسم هو الفنان: “جاكسون بولوك”.
- رسم المساحات اللونية، يعبّر الفنان في مثل هذا النوع عن حالته النفسية، وذلك من خلال الشكل، والمساحات الكبيرة في الألوان، ومن أبرز الفنانين الذين اتبعوا هذا التيار الفنان: مارك روثكو.
الرسم الحركي
ويتم فيه التركيز من جانب الفنان على إبراز الملمس الخاص بلوحته، وذلك من خلال طريقة ضربه للفرشاة على اللوحة، ومن أبرز الأمثلة على الفنانين الذينقامو باتباع هذا الأسلوب أو تلك الرؤية الفنية هو الفنان جاكسون بولوك.
رسم المساحات اللونية
وفي هذا النوع أو الرؤية الفنية يقوم الفنان بالتعبير عن حالته النفسية الخاصة به، وذلك يكون من خلال الشكل المرسوم على اللوحة أو المساحات الكبيرة في الألوان، ومن أبرز الفنانين، والذين قاموا باتباع تلك الرؤية الفنية التجريدية هو الفنان “مارك روثكو “.
تاريخ الفن التجريدي
- بدأ الفن التجريدي بالظهور في القرن التاسع عشر الميلادي، حيث كان فنانوا الحركة الرومانسية يؤكدّون على اللّاوعي والخيال في عملية الإبداع، وينبذون التقاليد الكلاسيكيّة كالمحاكاة والمثالية في الفن، وبِحلول العقدين الأولين من القرن العشرين كانت مُعظم المدارس الفنية الجديدة كالتعبيرية والتكعيبية والمستقبلية تركز على إظهار الفجوة بين المنتج الفن والمظاهر الطبيعية.
- هناك العديد من مؤرخي الفن، ويَعتبر الفنان “فاسيلي كاندينسكي” بأنّه رائد الفن التجريدي في القرن العشرين، وذلك لإنتاجه أول لوحة تجريدية في العالم في عام “1911”م، إلّا أنَّ الرسامة السويدية “هيلما كلينت” انتهت من رسم لوحتها التجريدية الأولى قبله بحوالي خمسة أعوام أي في عام “1906”م وذلك في مدينة ستوكهولم، وبمحاولتها رسم القوى غير المرئية في الطبيعة، حيث كانت كلينت مهتمة بالأمور الروحية ورأت كعديد من فناني عصرها بأنَّه يمكنها محاولة تمثيل تلك القوى عن طريق الفن، سواء عن طريق الرسم أم الموسيقى.
- كان الفنان “كاديسكي” مُحركه الأساسي لقيامه برسم لوحته التجريدية الأولى هو رؤيته للوحة عيد الغطاس لمونيه، وبالإضافة إلى معاناته من حالة مرضية من ارتباك الحواس تجعله يرى ألوان عند استماعه للموسيقى، وهو ما جعله يرى أنَّ محاولاته التجريدية هي تعبير عن الحقيقة الروحية.
- يٌعتبر الفنان “بيت موندريان” من أشهر الفنانين الذين اتجهوا إلى التجريد، وذلك بعد تأثره بالمدرسة التكعيبية، وبدأ لوحاته التجريدية في عام 1917م في باريس، وبعد عامين استطاع تطوير لغته البصرية المميزة والشهيرة للغاية لدى محبي الفنون، والتي تمثل شبه شبكة من الخطوط تتخللها مساحات بيضاء أو مساحات من اللون الأساسي للوحة.
وخلال السنوات القليلة التالية ظهرت اتجاهات من مجموعات من الفنانين نحو التجريد، ففي ألمانيا عمل كانديسكي كمعلم للفن بداية من عام 1922م، بينما ظهرت في باريس مجموعة من الفنانين الذين أطلقوا على أنفسهم السرياليين في عام 1920م، وحاولوا إنتاج لوحات تمثل التعبير عن أفكارهم اللاواعية، وعلى رأس سرياليوا تلك المرحلة “جوان ميرو” الذي أنتج العديد من اللوحات بين عامي 1925، و1927م.