الخط والكتابة في أوروبا في فجر العصر الوسيط

اقرأ في هذا المقال


الخط والكتابة في أوروبا:

الرسم كأداة للتواصل في الفجر الوسيط: لقد عرفت أهمية الرسم كأداة للتواصل في كل الحضارات القديمة، وبالتحديد من المصريين الذين زينوا كتب الموتى بمشاهد من الحياة الأخرى وحتى اليونانيين والرومانيين، وقد كانت هناك في العصر القديم، على ما نعرف الكثير من كتب الرياضيات، علم النبات وغيرها من العلوم التي زينت بالرسوم.

ما هي أهم أعمال العالم الكبير فارون؟

  • وضع قاموساً ضخماً للأعلام زينه برسوم 700 شخص من الشخصيات المشهورة.
  • كما ويضيف بلين الكبير فقد استطاع المؤلف (بأن يجعلهم حاضرين في كل مكان كالآلهة).
  • مع التراجع الكبير للكتابة والتدرب على الخطوط وأنوعه في نهاية العصر القديم، وفي بداية العصر الوسيط أصبح الرسم وسيلة أهم للتواصل بين تلك الشريحة من الكهنة ورجال الدين وبين لمؤمنين من ناحية أخرى.

حيث لم يكن البابا غريغوري الكبير هو الوحيد الذي أدرك هذه الأهمية بل إن كل رجال الكنيسة قد أدركوا ذلك أيضاً من خلال عملهم اليومي، وبالتحديد في بحثهم عن أفضل وسيلة لشرح أحداث الكتاب المقدس للمؤمنين.

أهمية الرسم في وعظ (الحمقى) أي الأمين ففي هذه الرسالة المؤرخة في تشرين الأول لسنة 600 ميلادي يوضح صاحبها أن الكتابة بالنسبة للمتعلم تعادل الرسم بالنسبة (الحمقى)؛ لأن الرسم يمكن أن يقرأه الذين لا يعرفون فك الحروف.

ونتيجة لهذه المفاهيم فقد ظهرت لفافات مثيرة مصنوعة من الرقوق، ومزينة بمشاهد من الكتاب المقدس ورموز مختلفة، بالإضافة إلى رسوم الحكام الذين كانوا حينئذ في السلطة، وكان الشماس خلال قراءة النص من على منبر يفرد ببطء اللفافة بحيث يمكن للمؤمنين أمامه أن يشاهدوا الرسوم، وأن يتابعوا النص الذي يقرأه عليهم، ونظراً لأن الرسم كان يجب أن يكون في وضع عامودي ليناسب المشاهدين فقد أصبح النص يكتب أيضاً لكي يتناسب مع الرسم.

لقد بلغ طول اللفافات من مترين لتسعة أمتار بينما تراوح عرضها من 15 سم إلى47 سم وكانت هذه تستعمل كثيراً في إيطاليا خلال القرنين العاشر والحادي عشر الميلادي، بينما قل استعمالها كثيراً في القرون اللاحقة، وقد حفظت من هذه اللفافات نسخة تتضمن أدعية مع رسوم مناسبة كانت تتلى بمناسبة إيقاد الشموع في لحظة قيامة المسيح.

إلا أن أهمية الرسم كمادة للتواصل ستبرز بشكل خاص فيما بعد حين يتم طبع رسوم القديسين بالقوالب الخشبية، أو طبع الكتب التي تكثر غيها الرسوم إلى حد أن النص فيها يصبح في الدرجة الثانية من حيث الأهمية.

ومن هنا فإننا نجد أن الرسم كان هو الوسيلة الأهم في الكتابة والفن في الخط وعند الخطاطين العرب والغرب على حد سواء، ولكن الدين الإسلامي والذي كان يحرم الرسم والتصوير للتعبير عن الكلمات فقد حرموا هذا النوع من الكتابة.


شارك المقالة: