الحضارات القديمة للشرق الأقصى والخط العربي

اقرأ في هذا المقال


وصل الورق أولاً إلى كوريا ثم عن طريق كوريا توصل اليابانيون إلى معرفة إنتاج الورق، وحتى ذلك الوقت كانت تقنية إنتاج الورق في الصين قد وصلت إلى قمتها حتى أن العرب والأوروبيون لم يحتاجوا إلى أن يضيفوا شيئاً جوهرياً إلى هذه التقنية.

ما هي طرق الكتابة عند الصينين؟

  • كانوا يستخدمون في البداية الكتابة بنظام العقد.
  • بعدها لجأوا للكتابة التصويرية والتي فقدت صلتها بالأشياء التي ترمز إليها بفضل التزين الأسلوبي، والتي لحقت بها ممّا جعلها تتحوّل في منتصف الألف الثانية قبل الميلاد إلى نظام أيدوغرافي.
  • ومع الزمن تم تبسيط هذا النظام وتنظيمه وما زال هذا النظام قائم للآن.

ما هي مواد الكتابة وشكل الكتابة في الحضارة الصينية؟

  • الورق: قبل أن يكتشف الصينيون الورق كانوا يستخدمون للكتابة شرائط طويلة مصنوعة من أعواد البامبو.
  • درع السلحفاة والعظام.
  • ألواح الخشب والأحجار.
  • أواني النحاس.
  • استخدام الحرير، وقد كتبت النصوص الطويلة على شرائط البامبو وعلى الحرير بينما كتبت النصوص القصيرة (المعادلات السحرية المختلفة أسماء الناس) على مواد أخرى.
  • وكان البامبو يقسم إلى شرائط طويلة بحيث يمكن أن يكتب عليها عمودياً سطراً أو سطرين أو عدة سطور، وفي رأس الشريط كان هناك ثقب، بحيث كان يمكن أن تجمع عدة شرائط وهذا الشكل للكتاب كان يبدو عندما يتم الخط على عظم السلحفاة، والخشب.
  • وقد كانت ألواح الخشب أعراض من شرائط البامبو، ولذلك كان يمكن أن تكتب بها سطور عمودية أكثر.
  • أما الخط على الحرير فقد كانت له ميزة كبيرة على الأنواع الأخرى المذكورة لأنه؛ كان ليناً ومناسباً للكتابة والخط عليه ممّا جعله أشبه بورق البردي في مصر، وكان من الميزات السيئة لهذه المواد باستثناء الحرير أنها كانت ثقيلة وغير ملائمة للاستعمال.

ولهذا السبب فقد لجأ العلماء والخطاطون إلى اكتشاف نوع جديد من المواد فهم الذين ساروا وراء المقولة (الحاجة أم الاختراع)، وقد عمد تساير لون إلى طحن هذه المواد الأولية وإضافة الماء من حين لآخر حتى توفرت له عجينة، ثم فرش هذه العجينة على شكل شريحة رقيقة فوق مصفاة وحين جف الماء أخذ شريحة الورق ودقها لكي تجف تماماً وبهذا الأسلوب توصل تساير طبق رقيق ومتين من الورق.

إن تحليل النماذج التي بقيت من الورق من ذلك الوقت يثبت أنه في ذلك الزمن كان الورق يصنع فقط من المواد الأولية، وهذا دون استخدام  الصمغ، وخشية من انتشار الحبر في موضع الخط كان يتم طلاء الورق بالجبس.

بعد ذلك أصبح يضاف لخلطة الصمغ وهو نوع من الهلام المصنوع من النشا، وبهذا الشكل كان يتم الحصول على ورق من نوع ممتاز وسعر رخيص ولهذا انتشر الورق بسرعة، فقد بقي الورق ينتج في الصين أو المناطق المجاورة والتي تخضع لتأثيرها الثقافي بشكل مباشر.

ما هي أهم الكتب التي انتجت في الحضارة القديمة في الشرق الأقصى؟

لقد كتب العلماء والخطاطون في مناطق الشرق الأقصى بخط النسخ، ونظراً لتعقيد الكتابة الصينية فإن النسخ كان عملاً مرهقاً بالنسبة للنساخ الصينيين وذلك بالمقارنة مع عمل زملائهم في حوض المتوسط؛ لذلك فقد كان النساخون يرتكبون أخطاء كبيرة ممّا كانوا يتسببون في مشاكل مشابهة لتلك التي كان يتورط بهما النساخ في اليونان أو في روما، لذلك فقد كانت طبقة رجال الدين القوية تهتم دائماً بهذه المشاكل وبالتالي كيفية الحفاظ على الشكل الأصلي للنصوص الدينية المقدسة سواء كانت كونفوشية أم بوذية.

لهذا فقد دفع هذا النساخ الصينيون لكي يخترع طريقة جديدة نسخ الكتاب وهي التي أدت فيما بعد لاكتشاف الطباعة. وهذا جعل الحكام لصرف الجهود والأموال من أجل الاستطاعة في كيفية اكتشاف نوع جديد من الكتابة والخط عليها لقد وجدوا أفضل طريقة هي القوالب الخشبية من أجل نقل النصوص كما هي.

كان “تساير كونغ هو” الذي كان معروفاً كأحد أشهر الخطاطين من عصره وقد قام بإنجاز النماذج ويعطيها بعد ذلك للآخرين كي ينقشوها على الحجر، وبفضل هذه النقوش وبعض المصادر الأخرى، وهكذا فقد انتهت فترة النقش على الخشب والألواح الطينية.

بقي الحكام الصينيون سواء في العصر القديم أو العصر الوسيط نقش الأعمال الكلاسيكية من الحجر للأسباب ذاتها وحتى نقش بعض الأعمال التاريخية، وقد نقشت بعض هذه الأعمال حينئذ مبنى الأكاديمية القومية بالذات بطول يصل إلى 70 متراً.

أما النصوص البوذية فقد أخذت نقش على الحجر منذ القرن الخامس الميلادي، وقد كانت الأسباب الدافعة لذلك هي نفسها التي قادت إلى نقش أعمال كونفوشيوس وهو الحرص على النصوص الأصلية سواء كان ذلك من قلة انتباه النساخ أو من تآكل مواد الكتابة.


شارك المقالة: