ماذا تعني الكلمة في اللغة والخط العربي؟
الكلمة: هي رمز للمعنى وبيان له والدلالة باللفظ وهي ما يميز الإنسان عن غيره من الحيوانات، كما أن الكلمة عبارة عن مجموعة من الحروف التي يكتبها الشخص بخط جميل ليتضح للقارئ المعنى الحقيقي للكلمة في اللغة.
إن التركيب في الكلمات يكشف عن طبيعة العلاقات بين الكلمة والمعنى فمثلاً الجملة: (ذهب محمد إلى السوق، أو محمد ذهب إلى السوق)؛ لتعطي للقارئ أن كل هذه الكلمات عبارة عن حروف خطت ضمن خط عربي له نفس المعنى الاجتماعي والتركيبي.
اللغة المكتوبة مجموعة كبيرة من الكلمات التي لها معانيها المعجمية تدرس تحت ما يسمى بالتغير الدلالي؛ لأن اللغة ظاهرة اجتماعية يخضع المستعمل منها لعوامل التطور والتغيير الذي يصيب مستويات اللغة جميعها ولكن المستوى الدلالي يكون التغير فيه واضحا أكثر من غيره من المستويات أو بنقلها.
أما نقل الدلالة فإنه يجري بين الكلمات التي بينها وبين معناه العجمي، علاقة دلالية مثل كلمة القطار وقد نقلت دلالتها من الأصل العجمي الدال على (الابل) التي تركب وتسير.
كما أن فهم المعنى على الظاهر لا يكفي بل لا بد من ربطه بالظروف المحيطة به. حيث أن علماء اللغة المحدثون يحسون كما أحسّ العرب من قبل بصعوبة هذا الموضوع وغموضه. وتبرز المشكلة في الترجمة، فإذا لم يدرك المترجم الإيحاءات التي تبثها الكلمات في اللغتين فإن المترجم لا يترجم سوى المعاني الظاهرة فيفقد النص حرارته وتأثيره بسبب ذلك.
وهكذا فأن صحة كتابة الكلمات وتجميعها ضمن الحروف الصحية وكتابتها بالطريقة الصحيحة تعطي المعنى الدلالي لتلك الكلمة.
فالخط ما هو إلا تطبيق لتلك الحروف تكتب بطريقة التجميع، وهو ما أسماه العلماء في اللغة بالتركيب اللغوي الذي خط بمعنى دلالي للحروف والكلمات المنطوق بها مع أنه في كثير من الأحيان يختلف اللفظ والنطق به عن الكلمات التي تكتب بالخطوط وأنواعها سواء كان ذلك في الخط الكوفي أو الخط الأندلسي بالإضافة إلى خط النسخ وغيره من الخطوط الأخرى، فإن لكل كلمة في اللغة وبكل خط تكتب به تلك الكلمات معنى دلالي.
وهكذا فإن تحول الكلام من إشارات إلى رسم صور ومن بعدها لنقوش وبعدها الحروف التي اجتمعت مع بعضها لتكتب تلك الرموز والنقوش بخطوط لها المعنى الدلالي. وهذا يعني أن الخطوط العربية لم توجد من عبث بل لتطوير معنى الخط وأصوله.