آلة العود
جاءت تسمية العود من اللُّغة العربيّة، وهو كلُّ خشبةٍ دقيقةٍ كانت أَو غليظة ورطبة كانت أَو يابسة، وهي تُعتبرُ من أقدم الآلات العربيَّة الموسيقيّة التي يعود تاريخ اكتشافها إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد.
ويُصنّف على أنه من الآلات الوتريَّة التي اشتهرت في العصر القديم والمعاصر، والتي أبدع صناعتها العديد من الصُّناع؛ كالبغدادي، ومحمد فاضل، وخالد هلال، والمصري، والدِّمشقي، كما اشتهر في العزف عليها الكثير من العازفين أمثال: سيد مكاوي، ومحمد عبد الوهاب، ورياض السنباطي، وفريد الأطرش، وفي هذا المقال سنعرفكم على بعض المعلومات عن آلة العود.
أجزاء آلة العود
- الصندوق المصوّت: وله عدَّة أسماء، حيث إنَّهُ يُسمَّى أيضاً ظهر العود، أو القصعة.
- الوجه أو الصدر: حيث تفتح فيه العديد من الفتحات التي تُسمَّى قمرية، وهي تسهم في زيادة رنين الصوت، وقوَّتهِ.
- الفرس: ويستخدم هذا الجزء في ربط الأوتار قرب مضرب الريشة.
- الرقبة: وتسمَّى أيضاً زند العود، وهي عبارة عن المكان الذي يضغط عليهِ العازف على الأوتار.
- العظمة أو الأنف: حيث توضع في أعلى رأس زند العود من جهة المفتاح، وذلك من أجل إسناد الأوتار عليها، ورفعها عن الزَّند.
- المفاتيح: يبلغ عددها اثني عشر مفتاحاً، وتقوم بوظيفة شدّ أوتار العود.
- الأوتار: يبلغ عددها خمسة أوتار مُزدوجة، ويمكن إضافة وتر سادس عن طريق ربطهِ بالعود.
- الريشة: وهي الأداة التي يستخدمها العازف في العزف، حيثُ إنَّها تزيد الرَّنين، كما أنها تُعتبر الجزء الرئيس في العود، وبدونها لا يمكن للصَّوت أن يصدر، ولا بدّ من الإشارة إلى أنَّ بعض العازفين يستخدمون ريشة مصنوعة من العاج، وذلك لأنَّها تقوّي الصَّوت.
أنواع العود
- العود العربي: يُعتبر العود العربي من أهمِّ الأنواع المُنتشرة في كلٍّ من شمال إفريقيا، وبلاد الشام، والعراق، والخليج العربي، وإيران، ويتَّصف العود العربي بصوتهِ الجميل الرُّومانسي، وتُستخدم العديد من أنواع الأخشاب في صناعتهِ، ومن أشهرها: أخشاب الزَّان، واللَّيمون، والجوز، والسمسم، وكلَّما كان الخشب جافّاً كان الصَّوت أفضل.
- العود التركي: يُستخدم في تركيا واليونان، ويتميَّز هذا العود بوزنهِ الخفيف، وصوتهِ الحادِّ، كما أنّه أصغر حجماً من العود العربي.
- العود العراقي: يتبع العود العراقي إلى عائلة العود العربي، إلَّا أنَّهُ يتميَّز بالعديد من التغييرات التي أجراها عليهِ محمد فضل، ويتميَّز العود العراقي بعذوبة صوتهِ، وبذبذباتهِ الطويلة.
- العود الإيراني: هناك نوعان من العود الإيراني، الأول يشبهُ العود العربي إلى حدٍّ كبيرٍ، أمَّا الثاني فهو بربت؛ وهو أصغر من العود العربي، والتركي، ويتميَّز بصوتهِ العميق.
تاريخ آلة العود
أقدم آثارٍ تعودُ لآلةِ العود يصل عمرها إلى خمسة آلاف عام، حيث عُثر على نقوش حجرية تمثل نساء يعزفْنَ على آلة العود، وقد اشتهر العود عبر التاريخ وأبدع الصُّناع في صنعهِ، وتُشير الدِّراسات التاريخية إلى أنَّ أول ظهور لآلة العود كان في بلاد ما بين النهرين في العصر الأكادي، كما ظهر في مصر في عهد المملكة القديمة، وقد دخل إلى بلاد الشام .
وظهر في إيران لأوَّل مرَّة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، كما كانت آلة العود هي الآلة المُفضَّلة لدى الناس في العصر البابلي، وقد تطوَّر شكله وعدد أوتاره تدريجيًّا حتى وصل إلى وضعهِ الحالي، حيث بدأ بوترٍ واحد، ثم بوترين وثلاثة وأربعة، وأضاف زرياب الوتر الخامس إليه، حتى أنَّ طريقة الإمساك بهِ كانت تختلف عمَّا هي عليهِ في الوقت الحاضر.
ذكرت الأساطير العربية أنَّ مخترع العود هو “لامك”، وهو من أبناء الجيل السادس لآدم -عليه السلام-، ويُقال: إنّ أول من صنعه “بطليموس”، وأمَّا في تاريخ المبرد فقيل: إنّ أول من صعنهُ هو “جمشيد” ملك ملوك الفرس وأسماه “البربط” أي “باب النّجاة”، كما ذكر بعض المؤرخين أنَّ العود ظهر عند المصريين القدماء قبل أكثر من ثلاثة آلافٍ وخمسمئة سنةٍ .
وأصبح العود في قصور الأمراء والملوك في ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، وأضافوا إليه الدساتين التي يخلو منها العود الشرقي حاليًا، ووضع مؤلِّفون موسيقيّون قطعاً موسيقيَّة لآلة العود، وطبعت في إيطاليا وإنجلترا بسنوات مختلفة.
ومِن بين مَن وضعوا هذه القطع الموسيقية: جان سيبستيان باخ وهاندل، ولكن فيما بعد انتشر البيانو والجيتار، واختفت آلة العود من الموسيقا الأوروبية، وأمَّا العود العربيُّ فقد صُنع في القرن السادس الميلادي.