ما هو تأثير ظهور الطباعة على الكتب والمخطوطات؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو تأثير ظهور الطباعة على الكتب والمخطوطات في العصر الوسيط؟

كان نشاط النشر والتجارة بالكتاب قد تطور في إيطاليا أكثر من أي بلد آخر في أوروبا. فقد ازداد الطلب على نسخ المؤلفات لمكتبات الملوك والأمراء والمصرفيين، وكذلك التجار والمدارس المختلفة والجامعات ورجال الكنيسة والعلماء وهواة جمع الكتب. وهكذا حل ثانية الوقت الذي كان فيه الأغنياء يساهمون بمكتباتهم الغنية في زيادة مكانتهم الاجتماعية.

وأصبحت فرنسا الغنية هي المركز لإنتاج الكتب والتجارة فيه على المستوى الأوروبي، ونظراً لكثرة المكتبات التي تبيع الكتب فقد دعي أحد شوارعها (شارع المكتبات)، وفي هذا الشارع كان يمكن للمرء أن يشتري الكتب وأن يلتقي الشعراء والكتاب والعلماء بشكل عام. بالإضافة إلى عدد كبير من المهتمين الذين كانوا يرغبون في معرفة الجديد في سوق الكتب ومعرفة الجديد في المجال الأدبي والعلمي.

وخلال سنوات 1440_ 1480 ميلادي وكان يأتي إلى ورشته لنسخ أشهر الكتاب والفنانين في المدينة، إلا أنه أضطر سنة 1480 ميلادي أن يغلق ورشته تحت تأثير منافسة الكتاب المطبوع وأن يعتزل في أملاكه بالقرب من فرنسا حيثُ ألف كتابه المشهور (سير حياة الناس المعروفين في القرن الخامس عشر)، الذي تحدث فيه أولئك الكتاب الذين كانوا يترددون كثيراً إلى ورشته للنسخ.

كان الخطاط قسبا زيا نودي ينسخ الكتب لأشهر الأمراء وهواة الكتب في أوروبا في ذلك الوقت ومنهم عائلة ويزود بعض العائلات بالكتب ومنها البابا نيقولا، والملك الهنغاري- الكويتي. ولأجل إرضاء زبائنه الكبار فقد طور قسبا زيا نورد حرفة نسخ الكتب إلى ما يشبه صناعة كاملة لا مثيل لها في أوروبا في ذلك الوقت.

بل ومن الصعب أن نجد لها مثيلاً في أوروبا قبل ذلك الوقت أيضاً وفيما يتعلق بمستوى الإنتاج في ورشته كان وخلال اثنان وعشرين شهراً قام النساخ الخمسة وأربعون الذين يعملون في الورشة بنسخ 200 مخطوط لصالح كوزمو، وكان قسبا زبا نود يحاول وبمساعدة العلماء الذين كانوا يحيطون به، أن يتوصل إلى أدق المخطوطات لكي ينسخ منها لاحقاً أفضل النسخ.

وكان هذا الخطاط الرجل المثالي والنموذجي الذي يمثل النهضة سواء من دقته في إنجاز العمل، أو من حيثُ اتساع مفاهيمه. وهكذا فإن هذا الخطاط قد فتح باب النشر والخط بخط النسخ لمعظم الكتب والمخطوطات التي كانت أكثر دقة وصحة عن غيرها من الكتب في العصر الوسيط لأوروبا.

وكان تأثير ظهور الطباعة على الكتب والمخطوطات في العصر الوسيط كما يلي:

  • لقد أدى ظهور الطباعة إلى إغلاق ورش النسخ التي نشئت في العصر الوسيط لأوروبا.
  • لقد انتشرت الطباعة إلى درجة أنه كان من المستحيل وقف انتشار الكتاب المطبوع.
  • فقدت المخطوطات المنسوخة وكذلك الكتب التي كانت تنسخ باليد رونقها وأهميتها بظهور الطباعة.
  • إن اكتشاف الطباعة لم يمنع من عادة نسخ الكتب والمخطوطات أي النسخ باليد.

لقد نسخت العديد من الكتب ومخطوطات كثيرة في النصف الثاني من القرن الخامس عشر الميلادي، كما أن معظم المدن الأوروبية ولم تتغلغل الطباعة ولم تتطور كثيراً. واستمر النسخ بالكتابة باليدين من خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر للميلاد.

ومن أشهر الأمثلة على هذه الكتابة من هذا النوع في كرواتيا الساحلية، حيثُ بقيت معظم الكتب الدينية بالأبجدية الغلاء فو تكية تنسخ باليد حتى بعد مرور زمن طويل على طباعة غوب نبرغت لكتابه الأول وحتى بعد تأسيس المطابع الأولى في كرواتيا نهاية القرن الخمس عشر، والتي أخذت تطبع الكتب لأجل حالات القساوسة الذين يستعملون الأبجدية.


شارك المقالة: