بغداد واهتمامات الخلفاء بالخط العربي والكتب

اقرأ في هذا المقال


بغداد واهتمامات الخلفاء بالخط العربي والكتب:

بغداد وكما يقول المؤرخون بأنها مدينة جديدة وليست قديمة، وقد بنيت في القرن الثامن الميلادي، لقد بناها العرب بأنفسهم في مركز دولتهم الواسعة وبالتحديد على ضفة نهر دجلة، حيث تتقاطع الطرق التجارية التي كانت تربط المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط.

لقد كانت السياسة الحكيمة للأسرة العباسية والموقع الجغرافي الملائم، قد حول بغداد إلى أهم المراكز الثقافية للعالم الإسلامي وأكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان (حوالي مليون ونصف نسمة) ففي هذه المدينة، ابتداء من القرن التاسع الميلادي وحتى سقوطها بأيدي المنغوليين سنة وتطور إنتاج الكتاب بشكل لا مثيل له في ذلك الوقت.

وكان الخلفاء يتحمسون للكتاب ويهتمون به، إذ أنهم كانوا يشجعون العلماء على ممارسة العلوم ويحضون الكتاب على كتابة مؤلفاتهم، وقد شاركت أعداد كبيرة من الناسخين والمترجمين والمجلدين والمزخرفين في إنتاج الكتب وفي ترجمة وتفسير النصوص المختلفة.

لقد جمعت المكتبات الكبرى في بغداد المثقفين حيث كانوا يتناقشون في العلوم ويسمعون النصوص، كما في مكتبة الإسكندرية والمكتبات القديمة الأخرى، وفي بغداد أيضاً كان يعين لإدارة هذه المكتبات أناس مثقفون بمكانة اجتماعية كبيرة.

من هم أشهر  الذين كانوا يجمعون الكتب للخطاطين؟

  • هارون الرشيد وكان يحتل مكانة خاصة في جمع الكتب، لقد اشتهر هذا الخليفة بجمع الخطاطون في بلاطه من مترجمين ونساخون ليقوموا بنسخ الكتب اليونانية القديمة وترجمتها.
  • أما ابنه المأمون والذي حكم خلال 813_833 ميلادي فقد أسس الأكاديمية المعروفة ببيت الحكمة والتي ضمت مرصداً فلكياً ومكتبة ضخمة لقد اجتمع فيها أشهر العلماء المترجمين والخطاطين في ذلك الوقت، سواء كانوا من العرب أو من الهنود، والفرس.

لقد كان المأمون نفسه يشجع العلماء على دراسة الفلسفة اليونانية وعلى ترجمة الكتب من اللغات السريانية واليونانية والسنسكريتية والفارسية إلى اللغة العربية، هذا وقد كان المأمون يرسل مبعوثيه الذين يثق بهم إلى بلدان الشرق الأوسط لكي يبحثوا عن المخطوطات اليونانية القديمة. بل حتى أنه أرسل وفداً إلى الإمبراطور البيزنطي ليون الخامس لكي يطلب منهم بعض المخطوطات اليونانية القديمة.

فقد دمرت المكتبة التي أقامها المأمون حين دخل المنغوليين بغداد وأحرقوا الكتب التي فيها وفتحوا بغداد وكان ذلك في عام 1259ميلادي، وهكذا فإن بغداد كان لها الدور الأكبر في الخط والكتب التي ترجموها وألفوا فيها العديد من الكتب والمخطوطات.


شارك المقالة: