لقد كان للخط العربي القديم جمالية تُضاهي جميع الخطوط؛ لذلك وصف الخط العربي بالجمالية والإتقان والاتزان. بالإضافة الى أن الخطاطون كانوا يتنافسون لبيان جمالية هذا الخط الذين أبدعوا في كتابته. وقد اعتبره كثير من الخطاطون بأنه لوحة فنية جميلة، ترسمها أنامل الخطاطون وعشقهم لتلك الخطوط. لذلك فقد كان الخطاطون يعتمدون لبيان جمالية الخط على:
هندسة الخط العربي: وهذه تعني القياسات التي يتحدد عن طريقها صحة كتابة الحرف، وتقدير الأبعاد الخاصة لكل حرف من الحروف، وأن مقياس الحروف بواسطة النقطة، أصبح منذ عهد ابن مقلة وقد أصبحت الوسيلة لتحديد العلاقات العضوية بين أجزاء الشكل للتعبير عن علاقات فنية.
ما هي أهم الجوانب الهندسية التي ينتظم بها الخط العربي؟
- نسبة الفاصلة في الخط.
- التمام في الخط: وتعني إعطاء الحروف حقها في أبعادها من طول وقصر وكبر وصغر الحرف.
- الإكمال: إعطاء حقه في الاستقامة والتسطير.
- الإشباع: وهذه الخاصية تتعلق بالقلم مباشرة.
- الإرسال: في هذه الخاصية يجب على الخطاط أن يعتمد فيها على القلم وانسيابه بين يديه. فالجمالية تعتمد على صحة أوضاع الحروف، حيث اعتمدت صحة هذه الحروف على:
- الترصيف: وتعني الحروف المتصلة وأخذ كل حرف حقه.
- التأليف: وتعني التقاء الحروف غير المتصلة مع بعضها مباشرة.
- التنصيل: وهو حسن مواقع المدّات.
- التسطير: وهذا يعني صحة أشكال الحروف وأوضاعها تبني الحروف. أما عن الخاصية الجمالية للخط العربي حسب رأي ابن البصيص على طريقة ابن البواب والتي وضع لها أركان خاصة وهي:
- الأوضاع: وهي الأشكال والحالات التي وضعها ابن البواب.
- التناسب: هذا ولقد اعتبرها ابن البواب شرط من شروط الخط الجميل.
- المقادير: وفيها لا تزيد ألفها على لامها.
- البياضات: هي الفراغات الحاصلة بين الحروف. لكن هناك الخطاط الطيبي الذي أوجز خصائص الجمالية الخطية فيما يلي:
- الانتصاب.
- الرشاقة.
- الامتداد.
- التدوير.
- التناسق.
- التناسب: وهناك عدد من الخطاطين الذين يرون أن الخط يعتمد على عدد من الخصائص الجمالية وهي تعتمد على:
- النقطة: هي أصغر وحدة في الخط وتبرز الأهمية لهذه النقطة الصغيرة بأنها تميز حرف عن غيره.
- السطر: هو خط تستقيم فيه الحروف ويربط بين نقطتين والخط الجميل كذلك يعتمد على ما إذا كانت الكتابة مترابطة وعلى سطرٍ منمق وأنيق.
إن هذه الخطوط بجماليتها وقواعدها لا أي من كان أن يظهر جماليته ودقته وإرساء القواعد الحرفية والقلم الذي يعبر فيه الخطاط إبراز الجمالية الخطية للخط العربي الجميل وغير من الخطوط.
وأكثر ما ظهرت هذه الجمالية في رسم الخط في المصاحف والزخارف الكتابية التي أعطت الصورة المثالية واللوحة الفنية الجميلة، سواء كان ذلك للخط العربي أو لغيره من الخطوط مع تغير الأساليب والقواع والفروق بين هذه الخطوط.
