حضارة اليونان والمواد التي استخدموها لتعلم الخط وتعليمه

اقرأ في هذا المقال


المواد التي استخدمها اليونانيون لتعلم الخط:

لتكوين النصوص القصيرة كان اليونانيون يلجؤون إلى الكتابة على قطع الأواني الفخارية المحطمة، وقد كانوا يسمونها (أو ست راكون) وعادة ما كان يكتب على سطحها الخارجي، وقد عرف عن (الأثنينون) بأنهم كانوا يكتبون بخطوطهم على تلك الأواني أسمائهم.

لكن أداة الكتابة تلك لم تكن مناسبة لكتابة النصوص الطويلة عليها، وذلك بسبب مساحتها القصيرة لكنها كانت مجانية، لذلك فقد كانت تلك المادة مادة الفقراء للكتابة عليها لذلك لم يكن بيت يخلوا من تلك المادة، ومن أشهر الخطاطين الذين كانوا يكتبون على تلك المادة (كل يا نيت) والذي حسب ما ذكر العلماء بأنه كان فقير الحال إلى حد أنه كان يدون محاضرات أساتذة زينون على قطع الفخار لأنه كان عاجزاً عن شراء ورق البردي.

لم تكن تلك المادة للكتابة محصورة على اليونانيين فقط بل كانت تستخدم أكثر في مصر في شتى العصور، سواء كان ذلك في العصر الفرعوني وحتى في العصر الروماني وما بعده. وفي هذه القطع الفخارية نجد نصوصاً متنوعة.

ما هي أنواع النصوص التي كانت تكتب عليها القطع الفخارية؟

  • كان الشعراء يستخدمون هذه المادة لكتابة أشعارهم عليها.
  • كما كانوا يستخدمون تلك المادة ليخطوا عليها القصص القصيرة.
  • بالإضافة إلى أنهم استخدموها لكتابة الوصفات الطبية عليها.
  • وأكثر ما كتب عليها في الخط المصري القديم، وكذلك بقية الخطوط الأخرى التي كانت تعرف في اليونان.

في القرن الثالث قبل الميلاد أصبحت الكتابة على القطع الفخارية شائعة لتدوين الوثائق الرسمية للحسابات المختلفة وكذلك لكتابة الصلوات على تلك القطع الفخارية، فقد استعمل الأطفال أيضاً تلك المادة الفخارية لتعلم الخطوط والكتابة عليها في المدارس وكانت هذه المادة مناسبة بشكل خاص للتدريب عليها خاصة في المدارس؛ لأنه كان بالإمكان مسح الكتابة منها بسهولة ثم الكتابة عليها مرة ثانية.

إن القطع الفخارية كانت على الغالب مادة الكتابة للشرائح الاجتماعية الفقيرة في مصر التي لم تكن قادرة على شراء ورق البردي الرخيص الثمن نسبياً، فقد استمر القبط للكتابة على المواد الفخارية حتى جاء العرب، وقد خط القبط على القطع الفخارية الأدعية، ومقاطع من الكتاب المقدس، وبعض النصوص الشعائرية.

لقد اكتشف علماء الأثار في مصر آلاف القطع الفخارية التي تتضمن النصوص المختلفة وحتى بعض الرسوم الزينية، وفي الواقع أن القطع الفخارية تعتبر مصدراً أساسياً للتعرف على الحياة الاقتصادية والمعتقدات الشعبية والعادات والجوانب الأخرى من حياة الفقراء في مصر القديمة.

ومن بين المواد التي استخدمت في اليونان للخط عليها جلد الثعبان وقد كتب على تلك المادة روائي بيزنطي واسمه (ز ا نورا) في القرن الثاني عشر الميلادي كتب فيه عن الحريق الذي شب في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد المكتبة الإمبراطورية في القسطنطينية، وكان قد أتى على كتاب نادر يصور فيه ملاحم (هومير) وكانت هذه الملحمة قد كتبت بماء الذهب على جلد ثعبان.

وفي العصر القديم استخدمت أحياناً للكتابة شرائح الذهب والفضة بينما استخدم الرصاص أكثر، وقد أكد علماء الآثار هذه الأخبار بعد أن اكتشفوا عدداً كبيراً من شرائح الرصاص تتضمن نصوصاً مختلفة، وقد أوضحت هذه الاكتشافات أن شرائح الرصاص كانت نادراً ما تستعمل لتدوين النصوص الأدبية بل كانت غالباً ما تستعمل لتدوين الملاحظات الدينية والسحرية المختلفة.

بالإضافة للرصاص فقد خط العلماء ومحبي تعلم الخط والكتابة على ورق البردي التي استخدمته معظم الحضارات الإنسانية.


شارك المقالة: