سيرة دريد لحام

اقرأ في هذا المقال


دريد لحام:

ممثّلٌ سوري قدير من مواليدِ حيِّ الأمين في دمشق القديمة، فقد قدّم العَديد من الأعمال الكوميديّة والدراميّة.

نبذة عن دريد لحام:

فنانٌ سوريٌّ قديرٌ قدمَ العديدَ من الشخصيات، أكثرُ ما اشتُهر به تجسيدَه لشخصيّة “غوار الطوشة” التي كانَت ذاتَ طابعٍ كوميدي. واختارته اليونيسيف ليكونَ سفيرًا للنوايا الحسنة في الشرقِ الأوسطِ وشمالِ أفريقيا، إلى أن استقال من منصبِه بسببِ الحربِ على لبنان عام “2006”.
وكانت مسيرةُ الفنان دريد لحام في عالمِ التمثيلِ غنيّةً بالأعمالِ المميّزة، حيث حققت أعمالُه العديدَ من النجاحات. وترك فنّه بصمةً في المجتمعِ السوري والعربيّ، بعد أن أثبت نفسه كممثلٍ موهوبٍ ومجتهدٍ ليصبح ذو شأنٍ عظيم، فقد مثّل وأخرجَ وكتبَ سيناريوهات جميعَ أعماله واستمرَّ بذلك حتى وقتنا هذا.

بدايات دريد لحام:

وُلد دريد محمد حسن اللحام في دمشقَ من مواليدِ عام “1934”، لأبٍ سوريّ وأمٍ لبنانيّة من بلدة مشغرة في قضاءِ البقاع الغربي. لم يكُن ميسورَ الحال في شبابه، درسَ الكيمياء في جامعة دمشق وعمل لاحقًا كمدرسٍ في نفسِ القسمِ.

وبدأ رحلته الفنيّة مع تدشين التلفزيونِ السوريِّ عام “1960”. واختاره المخرج صباح قباني ليشاركَ الفنان نهاد قلعي الذي كان مشهورًا آنذاك بطولةَ مسلسلٍ صغيرٍ باسم سهرة دمشق، ابتكرَ الفنانين ثنائيًا يُسمّى “دريد ونهاد” وحقّقا نجاحًا مُثيرًا في العالم العربيّ، منذ عام “1960 “حتى تقاعد قلعي من العمل وذلك بسبب المرض في عام “1976”.

وتأثّرت أعماله المسرحيّة بالمسرحيّاتِ الموسيقيّة للفنّانِ عاصي الرحباني وزوجته المطربةُ فيروز. ومن ثم تخلّى عن التعليمِ الجامعي ليكرّسَ وقته بالكاملِ لحياته الفنية، على الرغم من معارضةِ الجميع له باعتبارهم أنَّ الفن هو عملٌ لا يستحق أن يَترُك لحّام عمله المحترم كمدرسٍ جامعي من أجله، لكنّه أصرَّ على فعلِ الصواب بنظره وقال لاحقًا أن تكريس حياته للفن كان أكثرَ القرارات حكمةً التي اتخذها في حياته.

إنجازات دريد لحام:

مسيرةُ دريد لحام غنيّةٌ بالأعمالِ الفنيّة المميّزة، فقد مثّل في العديد من المسلسلات وجسّد العديد من الشخصيّات. ومن أكثرها تأثيرًا كانت شخصيّة “غوار الطوشة” التي ظهرت لأوَّل مرة في مسلسل “مقالب غوار”، من إخراج خلدون المالح.

ولم يَختر هذا الاسم جزافًا، بل كان مأخوذًا من أحدِ الأشخاص الذي كان يعرفهم. وأُعجب لحّام بهذا الاسم وأضافَ إليه لقبَ الطوشة ليكون الاسمَ المثاليّ لجميعِ ما يقوم به غوّار، في أعماله السينمائيّة والتلفزونيّة والمسرحيّة.

ولم تقتصر الشخصية على مجال، بل قفزت إلى عالم المسرح والسينما لتسيطرَ على أجملِ الأفلام والمسرحيات السوريّة، مثل “كاسك يا وطن”، “ضيعة تشرين”، “شقائق النعمان”، “غربة”، “صانع المطر” وغيرها من عشراتِ المسرحيّات الأفلامِ السينمائيّة السوريّة.

ولم يكن غوّار الطوشة مجرّدَ لقبٍ لشخصيّةٍ تلفزيونيّة، بل رمزًا للمواطنِ السوريّ العاديّ الذي يكافح من أجل لُقمةِ عيشه ويتحدث عن مشاكله وهمومه. كما حقّقت له هذه الشخصيّة شهرةً كبيرةً على مستوى الوطن العربي.

ومسلسل “عودة غوار”من بُطولةِ الفنّان دريد لحام وكل من الفنان ناجي جبر وحسام تحسين بك، أيضاً غيرهم من الممثّلين السورييّن، جسّد هذا المسلسل عودةَ غوّار، حيث يُعتبر تكملةً للأجزاءِ السابقة، لكن مع قصّةٍ مختلفةٍ، فقد قُتلت زوجة غوّار واتُّهِم غوّار بمقتلها ويدخل السجن ل20 عامًا. ويخرج بعد ذلك ليبحثَ عن ابنته، ليُثبِت لها أنّه شريفٌ وبريءٌ من التُّهمة، يتخلّلُ المسلسل أحداثٌ إنسانية واجتماعية مختلفة ولاقى نجاحًا كبيرًا.

ومسيرةُ العظيم دريد لحام الفنية غنيّة بالأعمال التي حملت العديد من الرسائل من الواقع السوري والعربي. ومن أهمِّ الأفلام التي قدمها كان فيلم “الحدود” عام”1984″، كتبَ نصّه السينمائي والسيناريو والحوار الكبير محمد الماغوط وأخرَجه، حيث لعب فيه دريد لحام الدورَ الرئيسيّ وشاركه التمثيل الكثير من الفنانين الموهوبين، كالممثلة رغدة، رشيد عساف وغيرهم من الممثلين السوريين.

وسَخِر الفِيلم من ادّعاء الوحدة العربيّة والتّعاون العربي؛ وذلك من خلال سائِقٍ مُسافر بين بلدي غربستان وشرقستان. وتشاءُ الصّدف ويفقد السائق أوراقه الثبوتيّة وجوازَ سفره أثناء مروره بين البلدين، فلَم يستطع العودة إلى بلدِه الأصل ولا دخول البلدِ الآخر، فيضطرُّ للتخييم في منطقةٍ متوسطة بينهما على خط الحدود. ومن خلالِ تعامله مع العديد من الأنماط المختلفة من البشر يتعرّضُ للكثيرِ من المواقف الكوميدية، لتقع العديد من المفارقات والمعاكسات حتى تُفرج أموره أخيرًا.

وقدّم لحّام مسرحياتٍ كثيرة مثل “كاسك يا وطن” عام “1979”، هي مسرحيةٌ اجتماعية سياسية كوميدية من تأليف الكاتب والشاعر محمد الماغوط ومن إخراجِ خلدون المالح، كما تُعتبر هذه المسرحيّة عملًا ناقدًا وهادفًا كما وحقّقت نجاحًا كبيرًا في جميع أرجاء الوطن العربي.

وأعمال الفنان دريد لحام لا تُحصى سواء كانت في التّمثيل او المَسرح أو حتى في الغناء، حيث قدّم دريد لحام عددًا من الأغاني والسكتشات والمونولوجات، سواء أكانت من تَأليفه أو بصوته. ومن أشهرها “فطّوم فطّوم فطّومة”، أغنية “سلامات”، أيضاً أغنية “بكتب إسمك يا بلادي”، “طيمشة منيمشة” و”يامو ليكي”.

أشهر أقوال دريد لحام:

إن كَثرَة الّصّدمات تُحوّل الإنسان إلى شخص لا يُجيد التّعبير جيّداً. وأحياناً تَجعله الصّدمات أكثر قوّة وصلابة وقدرة على التّعبير.

حياة دريد لحام الشخصية:

دريد لحام متزوّجٌ من السيدة هالة البيطار وله منها ثلاثُ أبناء منها وسبعةُ أحفاد، أمّا من حيث ديانة دريد لحام ومعتقداته وطائفته الأصلية، فقد ولد لعائلة مسلمة شيعية.

حقائق سريعة عن دريد لحام:

  • حائزٌ على إجازةٍ في العلوم الكيميائية من جامعة دمشق “1958”. ويحمل شهادة دبلوم في التربية.
  • عَمِل مدرسًا في بلدة صلخد جنوب سوريا حتى “1959”.
  • توجّه في عام “2004” إلى الخرطوم بصفته سفيرًا للنّوايا الحسنةِ في الأمم المتّحدة؛ لتدشينِ مشروعٍ تطوعي لإزالة الألغام في جنوب السودان بالتّنسيق مع وزارة الشؤون الإنسانيّة في السودان.
  • نالَ العديد من الجوائز والأوسمة وشهاداتِ التقديرِ من الجالياتِ العربيّة في العالم والبلاد العربية، فاستحقَّ وسام الكوكب الأردني عام “1956”، وسام الاستحقاقِ السوري من الدرجة الأولى عام “1976”، وسام الوشاحِ الأخضر/ ليبيا في عام “1991، درع مهرجان القاهرة للإعلام العربي في مصر لعام “2008”. وتطول القائمة لتشمل ثلاثة عشر وسامًا وشهادةَ تقديرٍ.
  • عمل كمقدّم برامج، من بين هذه البرامج: “على مسؤوليتي” و”عالم دريد” و”دريد هذا المساء”.

شارك المقالة: