سيكولوجية التصميم الداخلي للمطعم
يتم تحديد الرفاهية في تناول الطعام من خلال عوامل معينة مثل الانتباه إلى التفاصيل التي قد تبدو أحياناً غير مهمة، مثل وزن أدوات المائدة، ونعومة سطح القضيب الرخامي والأنسجة على الجدران، لكنها تلعب دوراً ضرورياً في المساهمة في التأثير العام من الفضاء.
وبمجرد أن يتم دمجها معًا، فإنها تخلق دوراً مهماً في رفع الهالة والشعور بالتطور والرفاهية لرواد تناول الطعام. كما وأن هناك خمسة عناصر أساسية مهمة في تتحكم في سيكولوجية التصميم الداخلي للمطعم. هنا، سنوضح هذه العناصر ونوضح كيف تستخدم المطاعم هذا العلم لصالحها.
1- اللون
في التصميم الداخلي للمطعم، تلعب علم سيكولوجية اللون دورًا مهمًا. حيث أن هناك ثلاثة ألوان تعتبر أفضل الألوان للمطاعم لأنها تساعد في تحفيز الشهية. وهذه الألوان هي الأحمر والبرتقالي والأصفر. إذ ينتج اللون الأحمر الفاتح إشارة قوية للشهية في دماغ الإنسان، وهذا هو السبب في أن معظم مطاعم الوجبات السريعة وتغليف الأطعمة تستخدم اللون الأحمر الساطع كلون مميز لها. كما وأن اللونان البرتقالي والأصفر أيضاً منبهات للشهية ويربط الدماغ هذه الألوان بالسعادة والدفء.
بالإضافة إلى ذلك تعتبر الألوان الرمادي والأسود والبني والأرجواني والأزرق من عوامل تثبيط الشهية. وعادة ما تكون مرتبطة بالطعام السيئ أو السم، لذلك فإن دماغنا لا شعورياً يخجل أو ينفر من هذه الألوان. كما وأن اللون الأزرق أيضًا لون مهدئ يدفع إلى النوم لذا لا ينصح باستخدامه بكثرة في تصميم المطعم.
هل تريد أن يكون ضيوفك مستيقظين ومحفزين عند تناول الطعام. فاللون الأخضر هو لون مهم جداً من هذه الناحية. حيث أصبح الناس أكثر وعياً بتناول الطعام الصحي والعضوي والرغبة في خيارات نباتية وصحية. بالنظر إلى هذا التحول الهائل في عادات الأكل، من الآمن أن نقول إن اللون الأخضر منبه قوي للشهية ولا ينبغي تجاهله عند التفكير في اللون للتصميم الداخلي للمطعم.
2- الإضاءة
تحدد إضاءة المطعم المزاج العام وهي جانب مهم للغاية في سيكولوجية المطعم، حيث أن هناك ثلاثة أنواع رئيسية من إضاءة المطعم، والتي يجب أن تعمل معًا بسلاسة لخلق الحالة المزاجية المرغوبة مثل الإضاءة المحيطة وهي الإضاءة الرئيسية التي تحدد المزاج العام لمطعمك. كما يعتمد النوع المفضل للإضاءة المحيطة على نوع المطعم، ولكن يتم تطبيق بعض القواعد الرئيسية.
أما بالنسبة للإضاءة الساطعة فهي تخلق أجواء مفعمة بالحيوية وهي أكثر ملاءمة للمطاعم غير الرسمية سريعة الوتيرة حيث يأتي الضيوف ويذهبون بسرعة. وأخيراً الإضاءة المنخفضة مناسبة لمطاعم الأكل الفاخر والراقية، لأنها تخلق بيئة حميمة ومريحة تشجع الضيوف على أن يكونوا على مهل، وثقة بالنفس، وأن يتكئوا على التحدث. وإذا كنت مطعماً يقدم خدماته للعديد من الضيوف في مواعيد العشاء على سبيل المثال، فإن الإضاءة المحيطة المنخفضة هي الأنسب.
3- الصوتيات والموسيقى
سيحدد نوع المطعم نوع الصوت الذي يجب أن يحتوي عليه. ومع ذلك، لا نريد تصميم مطعم إما بصوت عالٍ أو هادئ جدًا، حيث أنه عندما يكون صوت المطعم مرتفعًا جدًا، يمكن أن يشتت انتباه الضيوف عن الطعام وتعطيل محادثتهم. على النقيض من ذلك، عندما يكون المطعم هادئًا للغاية، يمكن أن يجعل المكان يبدو غير مرغوب فيه أو يتسبب في شعور الضيوف بالوعي الذاتي والعزلة.
ويمكن أن يساعد التصميم الداخلي للمطعم في التحكم في الصوتيات، على سبيل المثال يمكن أن تساعد الأسقف العالية أو الأكشاك المبطنة في التحكم في الضوضاء. وعندما نقرر أن يكون لدينا مطبخ مفتوح أم لا، نضع في الاعتبار تأثير ذلك على صوتيات المطعم حيث يمكن أن تتدفق ضوضاء المطبخ إلى قاعة الطعام وتشتيت انتباه الضيوف. كما وأن هناك حالات يكون فيها تصميم مكان مرتفع الصوت هو التأثير المطلوب.
4- الأثاث والتخطيط
عند تجهيز التصميم واختيار الأثاث للمطعم، فإن القاعدة الأساسية هي أن كل طاولة يجب أن تكون طاولة جيدة. إذ يحب بعض الضيوف عادةً اختيار طاولتهم أو يفضلون الجلوس في مناطق معينة من المطعم، خاصةً عندما يكون هؤلاء الضيوف منتظمين. لكن بغض النظر عن مكان جلوس الضيف في المطعم، يجب أن يشعر وكأنه يتمتع بمقعد ممتاز وبالتالي تجربة طعام ممتازة، وذلك من خلال طاولة جيدة، نعني أن الأثاث والموقع مريحان ومدروسان جيدًا حتى لا يشعر الضيف بقصر.