المدرسة التكعيبية
تأسست المدرسة التكعيبية كحركة فنية في بدايات القرن العشرين، حيث كانت تهتم بتقديم التجريد الهندسي والهندسة في أعمالها الفنية. يُعتبر بابلو بيكاسو وجورج براك أحد أبرز رواد هذه المدرسة، حيث قادوا حركة التكعيبية وشكلوا مركزًا للإبداع الجديد في عالم الفن.
تتسم الأعمال التكعيبية بتجزئة الأشكال إلى مكونات هندسية أساسية، مثل المكعبات والأسطوانات والأسطح المستوية، مما ينتج عنه تكوينًا هندسيًا تجريديًا. يهدف الفن التكعيبي إلى تحليل الأشكال الطبيعية وتقديمها بطريقة مبسطة وهندسية، مع التركيز على الاستخدام الجديد للمساحة والضوء. كما يسعى الفنانون التكعيبيون إلى توفير تجربة بصرية وجديدة، وفتح آفاقاً جديدة للتعبير الفني.
بفضل تأثير المدرسة التكعيبية، تطوّرت تقنيات التجريد في الفن، وأسهمت هذه الحركة في تشكيل مستقبل التجريد والتأثير على العديد من الحركات الفنية في العقود التالية.
نشأة المدرسة التكعيبية
اعتاد فنانو العصور القديمة على محاكاة المناظر الطبيعية، ليبتكروا جمال الطبيعة بأشكال هندسية ولوحات خلّابة تجسّد عظمة الطبيعة، ومع التطوّر الحضاري بدأت مدارس الفن التشكيلي بالظهور، وكان من أهم هذه المدارس هي”المدرسة التكعيبية” التي انتشرت بدايةً في فرنسا وكان ظهورها هو المرحلة الأولى في ظهور الفن التجريدي.
واشتهرت المدرسة التكعيبية بإعتمادها على الأشكال الهندسية والخط الهندسي ، فكانت الأشكال فيها إمّا أن تكون اسطوانية أو كروية أو مربعة، وقامت على أساس نظرية “التبلور التعدينية” التي تفيد بأنَّ الهندسة هي أصل الأجسام.
ودمج الفنانون، على رأسهم الفنان المجدد بول سيزان، الأشكال الهندسية بالمناظر الطبيعية، بعد أن رأوا أنَّ الطبيعة بها مساحات هندسية مسطحة متينة البناء، وبعدها جدد فنانو القرن العشرين فكرة “بول” الهندسية إلى مكعبات ومخروطات وأسطوانات، ويعود الفضل في تطوير المدرسة التكعيبية وازدهارها إلى بابلو بيكاسو وجورج براك.
مراحل المدرسة التكعيبية
ومرت المدرسة التكعيبية بـ3 مراحل هي
- المرحلة الأولى أولها كان بين عامي 1907-1910، واقتصرت الموضوعات في هذه المرحلة على أشكال طبيعيّة اختزلت إلى مساحات هندسيّة مسطحة.
- وكانت المرحلة الثانية بين عامي 1910 و1912 وأطلق عليها التكعيبية التحليلية، حيث ازداد فيها تحليل الأشكال في الطبيعة وتفتيتها، واستخدام لون واحد ودرجاته، فكان الفنان يقسم الأشكال إلى أجزاء، ثم يجمعها ليعيد بناءها بطريقة تكعيبية.
- أمّا المرحلة الثالثة التي كانت بين عامي 1912-1914 والتي أطلق عليها التكعيبية التركيبية فهي تمثل ردة فعل على المرحلة التحليليّة، إذَّ إن التحليل الزائد كان يمكن أن يؤدّي إلى طريق مغلق، من ما أمكن فناني هذه المدرسة من العودة إلى رسم الأشكال الطبيعيّة، ورسم مواضيع واضحة المعالم.
واستخدم في هذه المرحلة قصاصات من الجرائد، أو من العنب، فكان أسلوبها أكثر واقعيّة، وامتلاءً بالألوان، وعرف هذا الأسلوب الذي أنشأه بيكاسو بـ”كولاج اللصق”، وقد شاع استخدام هذا الأسلوب بعد ذلك.
ويعد بابلو بيكاسو أشهر فناني هذه المرحلة إنتاجاً، وكذلك جورج براك، وفرناند ليجيه، وأندريه لوت، وجوان غريس.
ميزات المدرسة التكعيبية
تتميز المدرسة التكعيبية بعدة ميزات فنية وفلسفية تميزها عن الحركات الفنية الأخرى:
- التجريد الهندسي: تبرز المدرسة التكعيبية بتقديم أشكال هندسية مجردة وتجريدية، مثل المكعبات والأسطوانات والأشكال الهندسية الأخرى، مما يعكس اهتمامًا بالهياكل والتكوينات الهندسية.
- تحليل الأشكال: يتمحور الفن التكعيبي حول تحليل الأشكال إلى مكونات هندسية بسيطة، مما يعكس رغبة الفنان في فهم الطبيعة والكون من خلال تفكيك الأشكال إلى جوانبها الأساسية.
- التعبير عن الحركة: تُظهر الأعمال التكعيبية قدرة على التعبير عن الحركة والديناميات، حيث يتم استخدام التجزئة والتجريد لخلق إحساس بالحيوية والديناميكية في العمل الفني.
- استخدام الألوان والظلال: تعتمد المدرسة التكعيبية على استخدام الألوان بشكل محسوب ودقيق، وكذلك الظلال، لتعزيز الأشكال وتحديدها بشكل واضح ودقيق.
- التأثير على التجربة البصرية: يهدف الفن التكعيبي إلى إيجاد تجربة بصرية فريدة، حيث يتم التلاعب بالفراغ والمسافة بين الأشكال لتحقيق تأثيرات بصرية مثيرة.
- التأثير على التيارات الفنية اللاحقة: لعبت المدرسة التكعيبية دورًا هامًا في تطوير الفن التجريدي وأثرت بشكل كبير على التيارات الفنية اللاحقة، مما جعلها تحظى بأهمية كبيرة في تاريخ الفن الحديث.
أشهر لوحات المدرسة التكعيبية
- “الجرنيكا” لبابلو بيكاسو .
- “تباين الأشكال” لفرناند ليجيه .
- منظر طبيعي فرنسي” لأندريه لوت .
- “البزغ والفاكهة” لجوان جريس .
أشهر فناني المدرسة التكعيبية
- بابلو بيكاسو.
- جورج براك.