مفهوم المدرسة الكلاسيكية ومبادئها

اقرأ في هذا المقال


تعتبر المدرسة الكلاسيكية أحد أهم التيارات الفكرية والجمالية التي شكلت تاريخ الفلسفة والفنون في الغرب، نشأت في اليونان القديمة وروما، واستمرت تأثيراتها تمتد عبر العصور، لتشكل الأساس الذي بنيت عليه الكثير من الحضارات الغربية، فيما يلي سنتناول مفهوم المدرسة الكلاسيكية، ومبادئها الأساسية، وتأثيرها على مختلف المجالات الفكرية والفنية.

المدرسة الكلاسيكية

تعد المدرسة الكلاسيكية إحدى التيارات الفنون التي نشأت في أوروبا خلال القرون الـ17 والـ18، وكانت تهدف إلى إحياء وتجديد الفنون القديمة الرومانية واليونانية. كما امتد تأثيرها إلى الموسيقى والأدب أيضًا.


كان للمدرسة الكلاسيكية تأثير كبير على الفنون البصرية، حيث كانت تسعى إلى تحقيق التوازن والتناغم في التصميم، والاعتماد على القوانين الهندسية والتناسق في الشكل والهيكل.


كانت لديها رؤية مثلى للجمال تقوم على استخدام العناصر البصرية بشكل متناغم ومتوازن، وكذلك التركيز على التصوير الواقعي والمثالية في تجسيد الأشكال البشرية والطبيعة. يُعتبر التفرغ للتقنية والتأكيد على الأخلاقيات والقيم الكلاسيكية جوانباً رئيسية من تميز المدرسة الكلاسيكية في مختلف مجالات الفنون، وقد أسهمت في تأسيس قواعد فنية تاريخية تعكس تراثًا ثقافيًا هامًا.

تعد المدرسة الكلاسيكية من أشهر المدارس الفنيّة، وهي حركة ثقافية وفنية تطورت في فرنسا وبعدها في أوروبا، ما بين القرنين الـ17 والـ18، أي بين 1660 و1715″ ، وتطلق كلمة كلاسيكي عادة على الأشياء القديمة، فالشخص الكلاسيكي هو الشخص القديم الذي يحتفظ ويتشبث بالنظم القديمة، وأسلوبه هو كلاسيكيته، وهو لفظ أصله يوناني، ويعني “الطراز الأول”.

نشأة المدرسة الكلاسيكية

نشأت المدرسة الكلاسيكية كتجاوب فني على التحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها أوروبا خلال القرون الـ17 والـ18، كانت هذه الحقبة تتسم بانتعاش الفكر الإنساني والعودة إلى تقاليد الفنون القديمة الرومانية واليونانية، بدأ الفنانون الكلاسيكيون في التأثير بشكل أساسي بأسلوب الآثار القديمة والتماثيل الكلاسيكية، حيث استلهموا من التصميمات المثلى والتناغم الذي كانت تتميز به أعمال الفنانين الكبار في تلك الفترة.

تركز المدرسة الكلاسيكية على تحقيق التوازن والتناغم في التصميم، وقد اعتبرت مبادئ الرقة والأناقة والوضوح جوانبًا أساسية، كما ركزت على الاعتماد على القوانين الهندسية والتناسق في الشكل والهيكل. كان لديها تأثير كبير على مختلف فنون العمارة والرسم والنحت، حيث أسهمت في تشكيل مفهوم جديد للجمال والأناقة الكلاسيكية، وأثرت بشكل كبير على تطور الفنون في العصور التالية.

مبادئ المدرسة الكلاسيكية

  • مبادئ المدرسة الكلاسيكية تتسم بالتركيز على الأسس القديمة للفنون، وهي تجسد تفضيل الأفكار الرومانية واليونانية القديمة. تتضمن هذه المبادئ عدة جوانب أساسية تميز الفن الكلاسيكي:
  • التناغم والتوازن: تعتبر المدرسة الكلاسيكية منصة لتحقيق التوازن المثلى بين مكونات العمل الفني، سواء كان ذلك في الرسم، النحت أو العمارة. الهدف هو تحقيق تناغم جمالي يتدفق بسلاسة ويوفر إحساسًا بالتوازن.
  • الوضوح والوحدة: يتطلب الفن الكلاسيكي التركيز على تفاصيل واضحة ومفهومة، مع التحكم في التعقيد والزخرفة الزائدة. يهدف الفنانون الكلاسيكيون إلى تحقيق وحدة في التعبير والتصميم.
  • المثالية والرقي: تسعى المدرسة الكلاسيكية إلى تجسيد المثالية في الأشكال الفنية، سواء كان ذلك في تمثيل الجمال البشري أو تصوير الطبيعة. تظهر المثالية في السعي إلى تحقيق أعلى مستويات التميز والرقي الفني.
  • الاعتدال والرفاهية: تتميز المدرسة الكلاسيكية بالتفضيل للبساطة والاعتدال في التصميم، مع التركيز على إيجاد توازن بين العناصر المختلفة لتحقيق شعور بالراحة والانسجام.
  • الإلهام من القدماء: تعتمد المدرسة الكلاسيكية على استلهام فنها من الفنون القديمة الرومانية واليونانية، واستخدام مبادئها في خلق أعمال فنية تحمل بصمة التراث الكلاسيكي.
  • تلخص هذه المبادئ القيم الفنية التي شكلت جوهر المدرسة الكلاسيكية وساهمت في تحديد معايير الجمال والفن في فترات تاريخية محددة.

خصائص المدرسة الكلاسيكية

  • من خصائص الأعمال الفنية في هذه المدرسة أنهُ يسود العقل على اعتبار أن غايتها القصوى تتمثّل في تجسيد الجمال في جوهره الخالص المجرد، فمثلا كل جزء في جسم الإنسان هو جمالية بحد ذاته، ويجب الاهتمام بتفاصيله الدقيقة وإبراز جماليته الكمالية كما كان معتقداً.
  • تحويل صور الطبيعة إلى قيم زخرفية وأشكال هندسية، فالجمال فيها هندسي يخضع لأحكام العقل لا الخيال.
  • عدم الاهتمام باللون، فلا توجد فيها تعبيرات بمساحات لونية كبيرة، لكنها تهتم بالزخرفة.
  • الاهتمام بتطبيق وتنفيذ القوانين، خصوصاً تلك التي تعتمد على مُتابعة العمليّات التشغيليّة، ممّا يُساهم في توفير التّنسيق المناسب الذي يُؤدّي إلى نجاح العمل.
  • الاختصاص في دراسة القرارات؛ أيّ الاعتماد على التّحليل والتّدقيق المُناسب لكلِّ قرار اقتصاديّ أو إداريّ قبل المُباشرة في تنفيذه عن طريق الاستعانة بآراء المُتخصّصين في المجالات الاقتصاديّة والإداريّة المُتنوّعة.

أشهر رواد المدرسة الكلاسيكية

1- نيكولاس بوسين: رسام فرنسي اشتهر بمشاهداته التاريخية والأسطورية.

2- جاك لويس ديفيد: رسام فرنسي اشتهر بمشاهداته الثورية والسياسية.

3- أنتونيو كانوفا: نحات إيطالي اشتهر بتماثيله الرخامية الكلاسيكية.

4- جوزيف هايدن: ملحن نمساوي اشتهر بأعماله السيمفونية والكلاسيكية.

5- فولفغانغ أماديوس موتسارت: ملحن نمساوي اشتهر بأعماله الأوبرالية والسمفونية.

تأثير المدرسة الكلاسيكية

كان للمدرسة الكلاسيكية تأثير كبير على الفن والثقافة الغربية. ساعدت على إحياء الاهتمام بالثقافة والفنون اليونانية والرومانية القديمة. كما ساعدت على تطوير مفاهيم جديدة للجمال والانسجام والنظام.

لا تزال المدرسة الكلاسيكية مؤثرة حتى اليوم، ويمكن رؤية مبادئها في العديد من أشكال الفن والثقافة المعاصرة.


شارك المقالة: