اقرأ في هذا المقال
- اللوحة الجدارية
- الفن الجداري
- تاريخ الفن الجداري
- أهمية الجداريات في الفن التشكيلي
- الجداريات في الوطن العربي
اللوحة الجدارية:
هي أي قطعة من الأعمال الفنيّة المرسومة أو المطبقة مباشرة على الجدار، السقف أو غيرها من الأسطح الكبيرة الدائمة. والصفة المميّزة الخاصة للوحة الجدارية، هي أن تُدمج عن طريق انسجام العناصر المعمارية للفضاء المعيّن في الصورة.
الفن الجداري:
يُعد أهم الفنون التي يعاصرها عالمنا، كما يتميّز بتعدّد المعجبين به ومتابعيه بكافة أنحاء العالم، فعلى الأرجح بأيامنا هذه إنك لن تحتاج الذهاب إلى قاعات عرض، لمشاهدة اللوحات الفنية التي تعرضها؛ لأنه كل ما عليك فعله هو مشاهدة الجداريّات المتواجدة على جدران الميادين العامة، الفنادق ، المنازل وبكافة الشوارع أثناء الذهاب والإياب.
تاريخ الفن الجداري:
فن التصوير الجداري موجود منذ عهد الإنسان البدائي، الذي كان يعبّر بالرسم على جدران الكهوف. وهومُنذ قِدم البشرية، حيث يُعدّ من أقدم أشكال الإبداع في التاريخ، لكنه يتجدَّد عبر العصور معبّراً عن استمرارية الحياة وجدّتها وعنفوانها. وقد تم استثمار الفن الجداري مُنذ القديم؛ لتقريب الدين من الشعب عبر تزيين المعابد بالرسوم. وهي توثّق الكثير من الطقوس الدينية والعادات الاجتماعية. وازدهر الفن الجداري أيضاً مع الفن الإسلامي.
وفي العصر الراهن ساهم فن التصوير الجداري، الذي يوصّل رسالته الجمالية والثقافية دون حواجز أو قيود. وينفتح على كل الشرائح المجتمعية، في دمقرطة الفن التشكيلي، حيث بات الإنسان يرى الجداريات مباشرة ودون وسائط، أثناء تنقله اليومي، أو وهو يتنزّه أو ينتظر قطاره أو طائرته، فتكون أكثر طزاجة؛ لأنه بمجرد انتهاء الفنان التشكيلي من رسم معالمها تصبح في متناوله. وهناك من يتابع حتى مراحل إنجازها.
أهمية الجداريات في الفن التشكيلي:
لقد حررت الجداريات الفن التشكيلي ولو نسبياً من صالات العرض وجعلته ينفتح على المجتمع. ومكَّنت الفنان من نشر رسالته وترجمة أفكاره. واستطاعت أن تسهم في جمالية المدينة وبهائها، فقد حوّلت الجدران إلى حوامل فنية انتقلت من فضاءات جامدة وميتة ومتسخة في بعض الأحيان، إلى أماكن تضج بالحياة والجمال.
حيث أن الكثير من الفنانين يساهمون في تكريس ظاهرة الجداريات في الوقت الراهن، التي تُعدّ ظاهرة صحية وتعود بفوائد كثيرة على المجتمعات، حيث تهذّب الذوق وترقى به، كما أنها وسيلة لمد الجسور بين الثقافات. وبعض الحكومات انخرطت في تشجيع هذا الفن، حيث تكلّف تشكيليين معروفين بإنجاز جداريات في أماكن عامة.
وفي بعض الأحيان يتم الانزياح عن المألوف. وتنجز هذه الأعمال على الطريق كما حصل مع الفنان الجزائري المحجوب بن بلة، الذي قام بإنجاز لوحة على مسافة اثني عشر كيلومتراً في الطريق على مسار باريس.
الجداريات في الوطن العربي:
وفي مصر، دخل الفنّان التشكيلي المصري “طه القرني”، أو فنّان الشعب كما تقول جدارياته الأكبر في العالم، حيث دخلَت موسوعة جينس للأرقام القياسية قبل حوالي ثمان سنوات تحديداً في عام 2007 للميلاد، من خلال جداريته التشكيلية «سوق الجمعة» التي عُدّت حينها أكبر لوحة في العالم، إذ بلغ طولها 23 متراً وارتفاعها 140 سم، قبل أن يواصل جدارياته الضخمة بالمولد في عام 2008 للميلاد، حيث حطّم بها رقمه السابق وجاءت بعرض 32متراً.
وظل ” الفرني” حاضراً في ثورة 25 يناير بجدارية، بارتفاع متر ونصف وباثنين وأربعين مترا طولاً، حيث جاءت بعنوان “جدارية الثورة المصرية”. وحملت ثمانية عشرة قطعة تشكيلية، تخلّقت برؤى فنان الشعب لتحكي فصول ثورة يناير.
كذلك فقد وثّق الليبيون ثورتهم وحربهم بجداريات، انتشرت في العديد من المدن الليبية. وأصبح للهواة أيضاً دوراً فيه وهو ما جعله فناً شعبياً بامتياز، حيث عبّرت فيه الشعوب عن نفسها بعد أن بقيت لسنوات محرومة من حرية التعبير. وهو ما جعل البعض يسميه أدب الشوارع.
وأشهر الجداريات موجودة هي التي شهدها الجدار الإسرائيلي العازل، الذي قسّم الأرض وشتت الأهل. ويعج هذا الجدار برسومات ولوحات فنيّة بديعة، تؤرخ الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة لحقوق الإنسان، في صورة سلمية للاحتجاجات الفلسطينية.