قرطبة مدينة الكتب والخطاطون

اقرأ في هذا المقال


قرطبة مدينة الكتب والخطاطون:

قرطبة هي مكتبة من مكتبات التي أقيمت في الأندلس، والتي أسسها الخليفة الحكم الثاني وهو يحتل مكانة خاصة من ناحية اهتمامه بالعلم والخط العربي ويعتبر من الحكام المتنورين العرب؛ ذلك نظراً لرغبته في أن يجمع بأسرع وقت الكتب القيمة لمكتبته فقد أرسل المبعوثين إلى القاهرة ودمشق وبغداد والمدن الأخرى التي تهتم بالكتب.

وكان يبعث هؤلاء الكتاب والخطاطون من أجل شراء الكتب بأثمان عالية حتى استطاع أن يجمع بسرعة حوالي 400 ألف مجلد لمكتبته. وفي هذه المكتبة كان هناك (جيش) من الخطاطين والمزخرفين والمجلدين الذين كانوا يعملون لحاجات المكتبة بوضع فهرس لها في 44 مجلداً.

ولسوء الحظ فإن هذه المكتبة لم تعمر طويلاً إذ أن البرابرة نهبوها وانتهت من الوجود حين سقطت الأسرة الأموية. لقد كانت قرطبة فيها العديد من المكتبات، وكانت تعتبر المركز الرئيسي للكتاب في البلاد. فقد كان في المدينة عدد كبير من الخطاطين الذين كانوا ينسخون الكتب في محلاتهم ثم يبيعونها في قرطبة أو في مدن أخرى.

إلى جانب ذلك كان هناك كثير من الكتب ولكنهم مع ذلك يحرصون على أن يجمعوا في بيوتهم مجموعات نفيسة من المخطوطات ومن تلك الكتب (أقمت بقرطبة، ولازمت سوق كتبها مدة، اترقب فيه وقوع كتاب كان لي بطلبه اعتناء وهو بخط فصيح وتجليد مليح).

لقد بقيت قرطبة لوقت طويل مركز الحياة الثقافية وهي التي كانت إلى جانب القسطنطينية أكبر مدينة في أوروبا، وقد كان لنشاط الخطاطين وخاصة خلال القرنين العاشر وإلى الحادي عشر ميلادية أهمية عظيمة فحسب بعض التقديرات كان ينجز في كل سنة نسخ ما بين 60_80 ألف كتاب في قرطبة.

وفي الواقع لقد كان لهذا النشاط الكبير وخاصة النشاط المتعلق بالترجمة في ذلك الحين أهمية كبيرة بالنسبة للثقافة الأوروبية، هذا ولقد ترجمت العديد من الكتب ونسخت في مواضيع عديدة منها الفلسفة والعلوم، وقد أطلع الكثير من الأوروبيين على هذه الكتب من الترجمة والنسخ لهذه الكتب.

ومن اهتمام الخطاطين العرب بالكتب فقد تمت ترجمة ونسخ العديد من العربية إلى اللاتينية وهي مؤلفات الطب، الفلك، الرياضيات، وبفضل هذا النسخ لهذه الكتب تعرفت أوروبا على إنجازات العرب في العلم، والفلسفة وعلى مؤلفات الكتاب القدماء.


شارك المقالة: