مفهوم الجمال
عُرف الجمال بأنه وحدة العلاقات الشكلية بين الاشياء التي تدركها حواسنا ، وكان يُرى الجمال بأنه ذلك الجني الانيس الذي نصادفه في كل مكان، وعرف أيضاً بعلم الشهوات والزين والأستاطيقا.
وهو علم ينبثق عن الفلسفة كفرعٍ من فروعها، ولا يصنف على أنه علم منفرد أو خاص بحد ذاته، ويمكن تعريفه بأنه ذلك أحد فروع الفلسفة التي تتعامل مع الطبيعة والجمال والفن والذوق، أما مفهومها العلمي فهو عبارة عن دراسة حسيّة أو مجموعة من القيم العاطفية المعروفة بالأحكام المنبثقة عن الشعور أحياناً.
تاريخ علم الجمال
ويُعّد علم الجمال من العلوم الحديثة النشأة، حيث أنه جاء بعد زمن طويل من مجيء الفكر الفلسفي التأمّلي المتعلّق بالفن والجمال، وبذلك يمكننا القول بأن علم الجمال مُخضرم، أي أنه حديث وقديم النشأة في وقت واحد.
ومنذ حداثة عهده لم يمتلك اليونانيون المعرفة الكاملة بالجمال، وإنما صبوا جل اهتمامهم على الفن ومدى دلالته على الحقيقة وعلاقته بالخير.
مراحل علم الجمال
الجماليات القديمة
ظهر العديد من الأمثلة على الفن في حقبة ما قبل التاريخ، إلا أنها نادرة، وتتسم بعدم وضوح سياق إستخدامها وإنتاجها ،ويشار إلى أن الفن القديم ومذاهبه الجماليّة انتشرت في الحضارات القديمة العظيمة، كالحضارة المصرية، وبلاد ما بين النهرين، وبلاد فارس، واليونان، ولقد حرصت هذه الحضارات على وضع أسلوب خاص بها يميز فنها وينفرد عما سواه. (Volume 0% ).
الجماليات الإسلامية
لا يرتبط هنا الفن الإسلامي بالدين كعقيدة فقط، وإنما يشمل أيضاً وجوهاً فنية وأنماطاً في الثقافة الإسلامية ضمن حدود إسلامية، ومن أكثر أنواع الفنون التي ظهرت في هذه المرحلة هي آرابيسك والفسيفساء والخط العربي الإسلامي بالإضافة الى العمارة الإسلامية وكافة أشكال التجريد.
الجماليات الهندية
بدأ الفن تدريجياً بالتطور في هذه المرحلة، كما أنه ركّز هنا على ضرورة تحفيز المواضيع الخاصة، سواء كانت هذه المواضيع فلسفية أم روحية، أو تمثيل الجماهير الهندية رمزياً، ومن الأشكال الجماليّة التي جسّدتها هذه المرحلة مرحلة الجماليات الهندية هي العمارة الهندية الكلاسيكية، والنحت، والرسم، والأدب، والموسيقى، والرقص.
الجماليات الصينية
وللفن الصيني تاريخ عريق في الأساليب المتنوّعة، وتمثل التركيز في العصور القديمة، إذ دأب الفلاسفة الصينيون إلى الجدال فيما بينهم حول الجماليات والاستطيقا.
الجماليات الإفريقية
واتخذ الفن الإفريقي أنماطاً وأشكالاً متفاوتة منذ نشأته، بالرغم من ذلك لم يظهر له أثر كبير خارج أفريقيا، وتأثّر بشكل كبير بالأشكال التقليدية والقواعد الجمالية الصادرة بشكل شفوي ومكتوب، وقد ظهرت في هذا السياق أنماط في الفن؛ كفن الأداء والتجريد والنحت.
الجماليات الغربية في القرون الوسطى
وصف الفن في القرون الوسطى بأنه ديني، ويعتمد في تمويله بشكل كبير على خزينة الدولة، وقد ظهر بشكل جليّ عند الروم الكاثوليك، والكنيسة الأرثوذكسية، حيث مُثل به على الكؤوس ومباني الكنيسة ذاتها، ويُذكر إلى أنّ الجمالياّت في هذه المرحلة ارتكزت بشكل رئيسي على الفكر الكلاسيكي البحت.
فلسفة الجمال
أحد الفروع المتعدّدة للفلسفة، لم يُعرفْ كعلمٍ خاصٍّ قائمٍ بحدِّ ذاته، حتّى قامَ الفيلسوف (بومجارتن) بالتّفريق بين علم الجمال، وبقيّة المعارف الإنسانيّة، وأطلقَ عليه لفظةَ الأستاطيقا (Aesthetics )، وعيّن له موضوعًا داخل مجموعة العلوم الفلسفيّة. وهناك من قال بأنّ: الجماليّات هي فروع فلسفة التعامل مع الطبيعة والجمال والفنّ والذّوق.
علم الجمال وفلسفة الفن
علم الجمال أحدث فرع من فروع الفلسفة، وقد أُعطي الاسم الخاص به، الذي استخدم لأول مرة في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. بَيْد أن الفلاسفة ابتداءً من قدامى الإغريق وحتى العصر الحالي، ناقشوا فلسفة الفن، وقد تحدث معظمهم عمَّا إذا كان الفن نافعًا للناس وللمجتمع.
وأشار بعضهم إلى أن الفن قد يكون ذا مخاطر، إلى جانب فوائده؛ كما جادل القليلون بأن الفن والفنانين يوقعان الفوضى بدرجة كبيرة، بحيث يهددان النظام الاجتماعي. غيرَ أن معظم الفلاسفة يؤمنون بجدوى الفن، لأنه يتيح لنا التعبير عن عواطفنا، أو يزيد من معرفتنا بأنفسنا وبالعالم، أو ينقل لنا تقاليد الحقب والثقافات المختلفة.
ويستخدم علماء علم الجمال تاريخ الفن لفهم فنون الحقَب السالفة. كما يستخدمون سيكلوجية الفن لفهم كيفية تفاعل حواسنا مع خيالنا وإدراكنا عند تجربتنا للفن، ويُعد نقد الفنون مرشدًا لاستمتاعنا بكل عمل فني على حدة.
وتساعد العلوم الاجتماعيّة مثل علم الأجناس وعلم الاجتماع علماء علم الجمال على فهم كيف يتصل ابتكار وتقدير الفن، بالفعاليات الإنسانية الأخرى. كما توضِّح العلوم الاجتماعية أيضًا كيفية اختلاف الفنون في صِلتها بالبيئات المادية والاجتماعية والثقافية.