مواد الخط والكتابة في العصر الوسيط لأوروبا

اقرأ في هذا المقال


مواد الخط والكتابة في العصر الوسيط لأوروبا:

خلال العصر الوسيط لأوروبا كانت هناك ثلاثة أنواع تكتب عليه الخطوط وهي: الرق، ورق البردي، والورق العادي. وكان الرق بميزاته على ورق البردي قد فرض نفسه كأهم مادة للكتابة في العصر الوسيط وبقي يستعمل طيلة هذا العصر وحتى في العصور اللاحقة إلى أن ظهر الورق بسعره الرخيص وقضى على استخدام ورق البردي.

وبالمقارنة مع ورق البردي الذي كان يستورد من مصر البعيدة في بداية العصر الوسيط فقد كان الرق يصنع في الأديرة وحتى في الكميات التي كان يحتاجها الخطاطون في ورش النسخ في تلك الأديرة، ومن هنا فلم يكن هناك داع لبيع وشراء الرق، كما كان الأمر مع ورق البردي؛ لأن كل دير كان ينتج من الرق ما يحتاج إليه.

في الواقع كان الاكتفاء الذاتي، حتى فيما يتعلق بمادة الكتابة يفرض نفسه كأفضل حل؛ نظراً لأن الكثير من طرق التجارة كانت مطبوعة أو أنها تستخدم قليلاً؛ ولأن الأديرة كانت تكفي نفسها بنفسها من كل المواد تقريباً أما فيما يتعلق بورق البردي فقد بقي يستعمل في أوروبا خلال بداية العصر الوسيط، ولكن بكميات أقل بكثير ممّا في السابق، وفي عدد أقل من البلدان.

فقد كان ورق البردي يستعمل بشكل استثنائي في فرنسا وإيطاليا لكتابة المؤلفات حتى القرن السابع الميلادي بينما ظل مستخدماً فيما بعد لكتابة الوثائق الرسمية وفي الإدارة بشكل عام. وهكذا فإننا نجد أن الحكام الفرنسيين كانوا يستخدمون ورق البردي فقط في مراسلاتهم حتى العقد الثامن من القرن السابع الميلادي.

بينما أصبح استعماله نادراً خلال القرن الثامن الميلادي، وقد تلاشى استعمال ورق البردي حينئذ في عدة بلدان أخرى، إلا أن البابوات بقوا يستخدمونه في مراسلاتهم حتى القرن الحادي عشر الميلادي.

وقد كان التخلي التدريجي عن استعمال ورق البردي في أوروبا يرتبط بالتراخي التدريجي للعلاقات التجارية بين مصر وأوروبا الغربية بعد فتح العرب لمصر في القرن السابع الميلادي، وفي الواقع لقد كان قدوم السفن السورية إلى مرسيليا وبقية موانئ غرب المتوسط يقل باستمرار ممّا يقلل بدوره من وصول ورق البردي إلى أوروبا.

وقد كان انقطاع هذه الصلات التجارية التقليدية بين مصر وأوروبا الغربية بالذات هو السبب الحقيقي الذي جعل الورق البردي الرخيص نسبياً يخسر المعركة نهائياً يخسر المعركة نهائياً مع الرق.


شارك المقالة: