مفهوم الناتج المحلي الإجمالي:
يُعترف الناتج المحلي الإجمالي على أنه أحد المقاييس التي يتم أخذها الحسبان عند التحدث عن الاقتصاد بشكل عام، وعن اقتصاد الدول بشكل خاص. وهو عبارة مقدار الناتج المحلي من الصناعات والمنتجات المحلية سواء كانت خدمية أو عينية، والذي يدل على تقدم الدولة وازدهار اقتصادها ونجاحها فكلما زادت نسبة الناتج المحلي الإجمالي زاد تقدم الدولة وأصبحت مصنفة من أقوى الدول عالمياً.
فمن خلال زيادة نسبة الناتج المحلي الإجمالي فإن الصادرات المحلية للدولة سوف ترتفع، وبالتالي سوف تقل نسبة المديونية المترتبة على الدولة في ميزات المدفوعات وهو من أهم الموازين التي تتحكم بالدول وبمقدار مديونيتها.
ومن الممكن أن تقوم الدول بالعديد من العمليات والأنشطة التي تُساعد على نمو وزيادة معدلات الناتج المحلي الإجمالي التي من شأنها تُساعد الدول على تحسين اقتصادها وتوفير العديد من الفرص للمستثمرين المحليين أو المستثمرين الأجانب، ومن هذه الأنشطة تحفيز المستثمرين وتشجيعهم على فتح العديد من المشاريع الاستثمارية والسياحية والترفيهية التي تُساعد على تقدم وازدهار اقتصاد البلاد.
تأثير الاقتصاد السياحي على الناتج المحلي الإجمالي:
كما ذكرنا سابقاً فإن الناتج المحلي الإجمالي يعمل على تحسين الاقتصاد بشكل عام، وكذلك يساعد على توفير العديد من فرص العمل للأفراد وذلك عن طريق المشاريع والمصانع التي يتم فتحها في البلاد بغرض تنشيط البلاد وكسب المستثمرين.
وفيما يخص الاقتصاد السياحي فهو يتأثر بشكل كبير ومباشر الناتج المحلي الإجمالي فكلما تحسن الاقتصاد السياحي كلما زادت نسبة الناتج المحلي الإجمالي؛ حيث يمكننا القول أن العلاقة ما بين الطرفين هي علاقة طردية. فمن خلال المشاريع السياحية التي يقوم بفتحها المستثمرين والجهات والقطاعات الحكومية يتم القيام بإنتاج العديد من السلع والخدمات المحلية والتي عادةً ما يتم الارتقاء بها للوصول إلى أفضل المستويات لكي تضمن الحصول على رضى المستهلك خصوصاً المستهلك الأجنبي.
وكذلك تعمل الجهات الحكومية على تحسين جميع الصناعات التي يتم تقديمها للسائحين وللزائرين للمناطق السياحية، فعادةً ما تشغل هذه الصناعات الحيز الكبير من وقت وجهد وتفكير الجهات الحكومية خاصةً تلك التي ترغب بتحسين الاقتصاد السياحي؛ مما يؤدي إلى زيادة نسب الناتج المحلي الإجمالي.