التدفق النقدي التشغيلي:
إنّ التدفق النقدي التشغيلي هو التدفق النقدي الداخل والخارج من الأنشطة التشغيلية أو الأنشطة التجارية المعتادة، حيثُ أنّ التدفق النقدي التشغيلي هو أحد المكونات الثلاثة لبيان التدفق النقدي، ولتحديد التدفق النقدي التشغيلي، علينا البدء بصافي الدخل أو صافي الخسارة المأخوذة من بيان الدخل، والقيام بإجراء تعديلات، إمّا بالزيادة أو النقصان للنقد، للبنود غير النقدية المدرجة في رقم الدخل الصافي، وعلينا القيام أيضاً بإجراء تعديلات على البنود النقدية، بما في ذلك الدفعات المقدمة والمعاملات التشغيلية الأُخرى، التي لا تظهر على الفور في بيان الدخل.
كيفية المحافظة على التدفق النقدي التشغيلي بشكل إيجابي:
يُعدّ تشغيل مؤسسة مربحة أمراً أساسياً للحفاظ على التدفق النقدي التشغيلي الإيجابي، حيثُ أنّهُ إذا تجاوزت نفقات الشركة إيراداتها، فإنّ صافي الخسارة المتكبدة يُمكِن أن يستنزف النقد.
ومع ذلك لا يزال من المُمكِن للشركة تحقيق ربح مع تحقيق تدفق نقدي تشغيلي سلبي، لذلك فإنّ المهم للغاية هو توقيت التدفقات النقدية الداخلة والخارجة لصالح الشركة، وهذا يعني أنّهُ في أيّ فترة محاسبية مُعيّنة، يجب على الشركة هيكلة المدفوعات التي تتلقاها والفواتير التي تدفعها لتلقي أكثر ممّا تدفعه خلال تلك الفترة.
وتقوم الشركات التي تطلب ودائع العملاء والمدفوعات المسبقة بتوليد النقد مُقدماً لإنفاق النقد لتسليم المنتج أو الخدمة، لذلك فإنّ هيكلة العقود التي تتطلب مدفوعات مسبقة هي طريقة ممتازة لتعزيز التدفق النقدي، ويُعدّ تقديم حوافز للعملاء للدفع في الوقت المحدد أو مبكراً طريقة أُخرى.
حيثُ تعمل الذمم المدينة المدفوعة في (15) يوماً أو أقل على تعزيز التدفق النقدي بشكل كبير، في حين أنّ تلك المدفوعة في (60) يوماً أو أكثر تقلل بشكل كبير من التدفق النقدي التشغيلي.
بالإضافة إلى ذلك إنّ استغراق وقتاً أطول لسداد فواتير الشركة أو المؤسسة يزيد من الأموال النقدية، حيثُ أنّهُ إذا قُمنا بتمديد المدفوعات من (10) أيام إلى (30) يوماً، فستكسب الشركة (20) يوماً أُخرى، يُمكنها من خلالها جني المزيد من النقود، ويؤدي استخدام بطاقات الائتمان أو خطوط الائتمان الخاصة بالشركة والبائعين أيضاً إلى الاحتفاظ بالنقد وزيادة التدفق النقدي التشغيلي.
ومن المُمكِن للشركات ذات التدفق النقدي التشغيلي الإيجابي القوي أن تدعم النمو داخلياً، وهذا يعني أنّهُ يُمكِن للشركة تمويل الاستثمار في الأصول طويلة الأجل أو زيادة النفقات المرتبطة بالتوسع باستخدام النقد الناتج عن عملياتها، بخلاف ذلك يجب أن تعتمد الشركة على أنشطة التمويل، النقد الناتج عن القروض الجديدة أو المستثمرين، لتمويل النمو وتغطية أيّ نقص في التدفق النقدي التشغيلي.