تقوم الشركات والمؤسسات الناجحة على إنشاء دراسات مُختلفة لأبحاث السوق؛ حتى يتمكنوا من التعرف على عملائهم الرئيسيين، حيثُ أنّهُ يُمكِن للبيانات المستمدة من مثل هذا البحث أن تُساعد الشركة بشكل أفضل في تقسيم المستهلكين إلى مجموعات شراء مُنفصلة وفريدة من نوعها.
التقسيم في أسواق المستهلك:
تتمتع الشركة التي تُحدِّد شرائح المستهلكين المُختلفة بشكل صحيح بفُرصة أفضل لتطوير استراتيجيات تسويق وحملات إعلانية فريدة للوصول إلى هؤلاء المستهلكين، حيثُ يستلزم تقسيم السوق الاستهلاكية دراسة المجموعات الديموغرافية الرئيسية وتحديد تلك التي تناسب ملف تعريف المستهلك النموذجي للشركة، حيثُ أنّهُ يُمكِن أن تشمل الخصائص الديموغرافية (العمر والجنس ومتوسط دخل الأسرة وحجم الأسرة وحتى مهنة رب الأسرة).
وغالباً ما تُحدِّد الشركة شرائح العملاء الرئيسية من خلال تطوير ملفات تعريف من عملائها الثقيل أو الأكثر تكراراً، على سبيل المثال قد يكون الرجال في منتصف العمر الذين يزيد دخلهم الأسري عن (75000) دولار شريحة مستهلك رئيسية لشركة مالية، ويُمكِن للإعلان بعد ذلك أن يستهدف المنشورات التي يقرأها المستهلكون أو البرامج التلفزيونية التي يشاهدونها.
ويجب على الشركة النظر في العديد من شرائح المستهلكين الرئيسية. وعلاوةً على ذلك، عندما تُقدِّم الشركة المزيد من المنتجات، فأنّهُ يُمكِن أن تظهر شرائح مستهلكين جديدة كعملاء مخلصين، على سبيل المثال إنّ الشركة التي تُقدِّم منتجات تقليدية للرجال الذين يُقررون تطوير مجموعة منتجات نسائية ستضيف شريحة مستهلكين رئيسية أُخرى إذا نجحت في مسعى التسويق.
حيثُ أنّ ثقافة المستهلك هي نظرية في التخطيط الاستراتيجي للتسويق تأخذ في الاعتبار العلاقة التي تربط المستهلكين بمنتجات أو خدمات مُعيّنة، وأنّ أحد الأمثلة الأكثر شهرة لثقافة المستهلك هو صعود شركة (Apple) إلى القمة في مجال التكنولوجيا؛ وذلك لأنّها ابتكرت منتجاً يُلائم احتياجات المستهلكين بطريقة أصبح فيها المشترون جزءاً من حركة التكنولوجيا.
لذلك فأنّهُ يُعدّ تحديد السوق المستهدف أمراً ضرورياً ويتضمن أكثر من مجرد التركيبة السكانية الأساسية، وتُساعد الثقافة الاستهلاكية المجموعات المستهدفة من الأشخاص الذين يتشاركون نفس الرغبة ونفس الحاجة لمنتج أو خدمة.
ويجب أن لا تحاول الشركة أبداً تحديد الشرائح الرئيسية ذات أحجام عيّنات أبحاث السوق الصغيرة؛ وذلك لأنّ البيانات يُمكِن أن تكون غير موثوقة للغاية، حيثُ أنّ أفضل طريقة لتقسيم الأسواق الاستهلاكية المُختلفة هي إجراء الأبحاث باستمرار والعمل بأحجام عيّنات كبيرة ذات دلالة إحصائية.