إنّ التسويق هو منظومة من الأنشطة المُتكاملة والبحوث المُستمرة التي يشترك فيها كُل العاملين في الشركة أو المُنشأة، وتختص بإدارة مزيج تسويقي مُتكامل ومُتميز من خلال البناء، والحفاظ عليه، وتدعيم علاقات مُستمرة ومُريحة مع العُملاء، تهدف إلى تحقيق انطباع ايجابي في الأجل الطويل، وإلى تحقيق وعود ومنافع مُتبادلة، لكُل أطراف تلك العلاقات.
ما هو المفهوم الحديث للتّسويق؟
يعتبر المفهوم المُعاصر أنّهُ ذو نظرة شاملة وكاملة، فهو يُدرّس التسويق كسلسلة من الأنشطة، هدفها الأساسي يتمثل في زيادة إرضاء المُستهلك أو العميل بالسعر والزمان والمكان المُناسبين، مع الأخذ بعين الاعتبار تغيُّرات أذواق المُستهلكين، في ظل المُنافسة المُتجدّدة، ومُحاولة التعامُل والتأقلم معها، بالإضافة إلى أنّ المفهوم التسويقي لم يَعُد مُقتصراً على تلك المُنظمات، التي لا تهدف إلى تحقيق الربح.
إنّ المفهوم الحديث للتّسويق يعتمد على عدة ركائز مُهمة، وهي كما يلي:
- دراسة الحاجات والإمكانات والرغبات والأذواق المُتصّلة بالمُستهلكين أو المُستخدمين، في الأسواق المُستهدفة للخدمات والسّلع الخدمية خارجياً ومحلياً.
- تحديد ذلك القدر من الإشباع، الذي تقدر عليه مؤسسة تسويقية أو إنتاجية أو كلاهما معاً، من تلك الرغبات والحاجات والأذواق المُحدّدة، من قِبَل المُمارسين التسويقيين أو العاملين.
- توجيه كافة الجُهود والأنشطة داخل المؤسسة أو المُنشأة، وبإشراف مُباشر من الإدارات العُليا ونُفوذ مقبول لإدارة التسويق، لإيجاد المُعادلة المُتوازنة بين الرغبات والحاجات الخاصة بالمُستهلكين أو العُملاء المُستهدفين، وذلك من خلال توفير القدر الكافي منها، والذي من المُمكن تقديمه للعُملاء أو المُستهلكين على شكل خدمات أو سلع وبأسعار مُناسبة.
ما هي مراحل تطّور المفهوم التّسويقي؟
مر مفهوم التسويق بمجموعة من المراحل، حتى أصبح يحمل مفهومه الحديث، ففي العقد الثاني من القرن العشرين، وبظهور الثورة الصناعية، تَجمّع الحرفيون في المُدن، وأصبحوا في قلب هذا التطوّر في البُلدان الصّناعية، فبدأت مُشكلة التّسويق تظهر كوظيفة مُرافقة للعمل الإنتاجي، وبرزت بشكل مُلفت للانتباه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ومن المُمكن تلخيص هذه المراحل كما يلي:
- التوجّه الإنتاجي.
- التوجّه البيعي.
- التوجهّ التّسويقي الحديث.
- التوجّه بحاجة المُستهلكين.
- التّسويق المُتكامل.
- تحقيق الرّبح في الأجل الطويل.
- التوجّه نحو المفهوم الاجتماعي.