تُنفِّذ الشركات استراتيجيات تسويقية مُعيّنة، سواء كانت تضيف إلى خط إنتاجها أو تضيف قنوات توزيع جديدة، حيثُ أنّهُ عندما يقوم مديرو التسويق بتنفيذ استراتيجيات التسويق بمحض إرادتهم، فإنّهم يستخدمون التسويق الاستباقي، ومع ذلك في حالة حدوث بعض الديناميكيات في الصناعة مثل تغيير السعر التنافسي أو إدخال تقنية جديدة، فقد يحتاج محترفو التسويق إلى استخدام التسويق التفاعلي لدرء الآثار السلبية المحتملة على مبيعاتهم وأرباحهم.
أهمية التسويق الاستباقي مقابل التسويق التفاعلي:
تستخدم معظم الشركات في الواقع مزيجاً من التسويق الاستباقي والتفاعلي، حيثُ أنّ التسويق الاستباقي شائع جداً عندما تكون الصناعة جديدة، بسبب قلة المنافسة أو عدم وجودها على الإطلاق، وتتخذ الشركة الرائدة التي تدخل الصناعة جميع قرارات التسويق أو تكون استباقية، ومع ذلك وبسبب نجاحه يدخل المنافسون السوق تدريجياً، وذلك باتباع خطط عمل مُماثلة في الغالب، وبالتالي فإنّ التسويق التفاعلي يكون من جانب المنافسين الجُدد.
وبمرور الوقت مع تأسيس الصناعة، يحتاج رائد الصناعة أحياناً إلى تغيير استراتيجيتها التسويقية مع تأسيس المزيد من المنافسين في هذه الصناعة، فعلى سبيل المثال قد يُحاول أحد المنافسين ترسيخ نفسه كقائد خدمة وزيادة أقسام خدمة العملاء.
ويتوقع المُسوِّقون المتمرسون لرائد الصناعة بعض هذه التحركات مُقدّماً، ويكونون أكثر نشاطاً في توسيع قدرة الخدمة الخاصة بهم، ثم يحتاج قائد الصناعة في النهاية إلى استخدام استراتيجيات تسويق متعددة تفاعلية، خاصةً إذا حاول المنافسون استهداف عملاء القائد.
فإلى جانب المُنافسة، هُناك عوامل أُخرى تؤثر على ما إذا كانت الشركة بحاجة إلى أن تكون أكثر استباقية أو تفاعلية مع تسويقها، حيثُ أنّهُ يُمكِن أن يكون للاقتصاد تأثير على قرارات الشركة التسويقية، فعلى سبيل المثال قد يُجبر الركود الطويل الأمد (الممتد) مصنعاً صغيراً للمنتجات الممتازة وذات الأسعار المرتفعة على خفض أسعارها، وهي خطوة تسويقية تفاعلية.
وبالإضافة إلى ذلك قد يعتبر المسؤولون القانونيون أنّ إعلانات الشركة مُضلّلة، ممّا يجبر الشركة على تغيير إعلاناتها، وهو قرار تسويقي تفاعلي، فعلى العكس من ذلك قد يؤدي التدفق المفاجئ للموارد الطبيعية المُتاحة إلى تمكين الشركة من خفض أسعارها، وهي خطوة تسويقية استباقية، وتشمل العوامل الأُخرى التي يُمكِن أن تؤثر على قرارات التسويق الاستباقية والتفاعلية التغييرات السياسية والبيئية والتكنولوجية في الصناعة.