ما هي الفجوات بين المُنتج والمُستهلك؟

اقرأ في هذا المقال


لقد أصبحت عملية التبادُل التي يُركّز عليها التسويق أكثر صُعوبة في العصر الحديث نظراً لزيادة حدَّة المُنافسة، والاتجاه العام لتطبيق مُتطلبات اتفاقية الهجات العالمية، وهو ما يُمثّل فُرصاً تسويقية لبعض الشركات، بينما يُمثّل تهديداً للبعض الآخر.

ما هي الفجوات بين المُنتِج والمُستهلك؟

وفي ظل عمليات التبادُل الأكثر تعقيداً زادت الفجوة بين المُستهلك والمُنتج، سواء كانت هذه الفجوة زمانية، مكانية، قيمة، ملكية، أو حتى فجوة الإدراك بينهما، ويسعى التسويق من خلال وظائفه المُتعدِّدة إلى سدِّ هذه الفجوات بين المُستهلك والمُنتج، وفيما يلي شرح مُبسَّط عن هذه الفجوات وهي كما يلي:

  • الفجوة الزمانية: وهي التباعُد الزمني بين وقت إنتاج المُنتجات واستهلاكها، فالكثير من الشركات على مُستوى العالم، قد تزيد إنتاجها في مواسم مُعيّنة، وذلك حتى يتم استهلاكه على مدار العام، مثل شركات المُعلّبات أو الأغذية وغيرها، والعكس صحيح حيثُ أنّ بعض الشركات تعمل على مدار العام، ليستهلك إنتاجها بشكل زائد في موسم مُعيّن، مثل الشركات التي تُنتج المياه الغازية، لذلك فإنّ التسويق من خلال وظائف النقل والتخزين وتحمُّل المخاطر، يُحقّق المنافع الزمانية للمُجتمع.
  • الفجوة المكانية: ويُقصد به التباعُد الكبير بين المُنتِج والمُستهلك من حيثُ المكان، على سبيل المثال شركة(تويوتا) للسيارات مقرّها الرئيسي في اليابان، بالإضافة إلى أنّ مُنتجاتها يستهلكها كُل دُّول العالم تقريباً، لذلك فإنّ التسويق من خلال وظائف النقل والتخزين، وأحياناً التمويل وتحمُّل المخاطر، يسعى إلى سدِّ هذه الفجوة بين المُستهلك والمُنتَج، وهو ما يعني بالتبعية وتحقيق المنافع المكانية للمُجتمع كَكُل.
  • فجوة القيمة: ويُقصد بها اختلاف وجهة نظر المُنتِج عن وجهة نظر المُستهلِك في تقدير القيمة، حيثُ ينظر إليها المُنتِج، على أنّها السعر الذي سيدفعه العميل للحُصول عليها، بينما العميل ينظر للقيمة على أنّها تضحيات يُقدّمها للحُصول على مجموعة منافع ملموسة وغير ملموسة.
  • فجوة الحيازة: وهي الفجوة التي تحول دون إتمام عملية التبادُل، بين المُستهلك والمُنتِج، نتيجة وجود عوائق تحول دون عملية نقل المُلكية، لذلك فإنّ التسويق من خلال وظائف البيع والشراء والتمويل وتحمُّل المخاطر، يُساعد في التغلُّب على هذه العوائق، وتحقيق منفعة الحيازة للمُجتمع.
  • فجوة الإدراك: وهي الفجوة التي تحول دون إتمام عملية التبادُل من خلال عدم معرفة المُنتِج بحاجات عُملائه، أو عدم معرفة العميل بالمُنتجات التي تُشبِع رغباته في السوق، لذلك فإنّ التسويق من خلال وظائف التدّفُق المادّي للمُنتجات(التوزيع، البيع)، والمعلومات التسويقية يسعى إلى التغلُّب على هذه الفجوة، وخلق منافع إدراكية للمُجتمع.

المصدر: من كتاب استراتيجيات التسويق للدكتور محمود جاسم محمد صميدعي. عمان طبعة2007.من كتاب أصول التسويق السياحي للدكتور صبري عبد السميع حسين. القاهرة طبعة 1992.


شارك المقالة: