أخلاقيات العمل هي واحدة من الموضوعات الأكثر إثارةً للجدل والتّعقيد في كل العصور، من الأكاديميين إلى رجال الأعمال المُخضرمين، حيثُ أنّهُ درس الكثير من الناس العلاقة بين كسب المال والقيام بالشيء الصحيح، ومع ذلك لم يتم التوصل إلا للقليل من الاتفاق حول هذه المسألة، أحد الأسئلة في هذا المجال هو كيفية بيع الأشياء بطريقة أخلاقية.
ما هي المبيعات والتسويق الأخلاقية؟
إنّ المبيعات والتسويق الأخلاقية ليست في الحقيقة استراتيجية التسويق، إنّها أكثر مدرسة فكرية تُوجِّه جهود التسويق، من خلال أخلاقيات المبيعات والتسويق الأخلاقي، حيثُ يتم تعزيز المسؤولية والعدالة والإنصاف، بالطبع هذا موضوع صعب مُعالجته لأنّهُ ذاتي للغاية ولدى كل شخص أفكار مُختلفة قليلاً عما يشكل الصواب والخطأ، وبسبب ذلك فإنّ التسويق الأخلاقي ليس نظام قواعد بقدر ما هو نظام توجيهات.
لجعل الوضع أكثر تعقيداً، يكون التسويق غير الأخلاقي فعّالاً جداً، أضف إلى ذلك حقيقة أنّ السلوك غير الأخلاقي ليس بالضرورة سلوكاً غير قانوني وليس من الصعب معرفة سبب استخدام المزيد من الشركات للتسويق غير الأخلاقي، بدلاً من البديل الأخلاقي.
على سبيل المثال خذ حالة حبوب الحمية الكثير من الناس يشترونها، على الرغم من أنّها بالكاد فعّالة، (لماذا هو كذلك؟)، لأنّ الشركات التي تبيع حبوب الحمية تُبالغ في مطالباتها وتتلاعب بالعملاء لشرائها، إذا أعلنت هذه الشركات عن منتجاتها بطريقة أخلاقية فلن تدوم طويلاً، على الرغم من أنّ نموذج أعمالهم قد يجعلك غاضباً، إلاّ أنّهُ ليس غير قانوني ولذلك يستمرون في البيع.
إذا كنت تتطلع إلى بناء صورة علامة تجارية إيجابية وتطوير علاقات جيّدة مع عملائك، فقد تؤدي ممارسات التسويق غير الأخلاقية هذه إلى سقوطك، لا يُحِّب العملاء العلامات التجارية التي تتعامل معها بهذا الشكل، من أجل تطوير الثقة بين عملائك يجب أن تُفكِّر في استخدام التسويق الأخلاقي، إذا كان منتجك يرقى إلى مستوى المطالبات التي تقدمها عند الإعلان عنه، فسوف ينعكس إيجاباً على شركتك بأكملها، حيثُ أنّهُ سيشعر المستهلك أنّك تهتم بالقيمة التي تُقدِّمها لهم.
بالطبع لا يُمكننا القول أن أي شركة أخلاقية تماماً أو غير أخلاقية تماماً، وغالباً ما تكون الأخلاق ليست سوداء ولا بيضاء، حيثُ تتغير الحدود وما هو أخلاقي اليوم قد لا يكون أخلاقياً غداً، علاوةً على ذلك نمن المُمكِن أن تكون العديد من الشركات الأخلاقية في جزء من حملتها التسويقية غير أخلاقية في جزء آخر أو قد تكون أخلاقية في إعلاناتها ولكنها غير أخلاقية في عمليات إنتاجها، وهو موضوع آخر تماماً.
