ما هي عمليات إدارة المعرفة في منظمات الأعمال؟

اقرأ في هذا المقال


عمليات إدارة المعرفة:

تناولت أغلب مداخل إدارة المعرفة والتعريفات التي تطرّق لها الباحثين في إدارة المعرفة على أنها عملية، فالمعرفة التي تم اشتقاقها من المعلومات ومن المصادر الداخلية والمصادر الخارجية لا تعني أي شيء دون تلك العمليات التي تغنيها، وتمكّن من الوصول لها والمشاركة فيها والقيام بخزنها والعمل على توزيعها والحافظ عليها واسترجاعها وقت الحاجة؛ بهدف التطبيق أو إعادة الاستخدام، وفي هذا الصدد يجب أن تتم الإشارة إلى أن المعرفة إذا لم تُأخذ كما هي تكون معرفة مجردة عن القيمة، لذلك فهي تحتاج إلى إعادة إغنائها حتى يصبح لديها قابلية للتطبيق في الميادين الجديدة، قبل القيام بتطبيقها لتوليد القيمة.

فإن عمليات إدارة المعرفة تعمل بصورة تتابعية وتكاملية فيما بينها، فكل منها تعتمد على ما سبقها من عملية  وتقوم بدعم العملية اللاحقة لها، لذا اتجه أغلبية الباحثين في إدارة المعرفة على رسم هذه العمليات على شكل حلقة، وقد اختلف المتخصصون والناقدين في حقل إدارة المعرفة في عدد العمليات وترتيبيها  والمسميات التي أطلقت عليها، وإن كان أكثرهم أشار إلى العمليات الأساسية، وهي:

  • تشخيص المعرفة.
  • تولید المعرفة.
  • خزن المعرفة.
  • توزيع المعرفة.
  • تطبيق المعرفة.

فالتعرّف على هذه العمليات تغني المعرفة وترفع من جاهزية التطبيق لها، حيث تعتمد منظمات الأعمال على طرق متنوعة في كل عملية تتناسب مع طبيعة عملها.

ويجب أن يتم دراسة دورة الحياة الكاملة لإدارة المعرفة، وعمليات الحصول على المعرفة من مصادرها الخارجية ومصادرها الداخلية والعمل على تصنيفها  وثم القيام بتقييمها وثم خزنها، وإعطاء الفرصة للوصول لها وتحقيق الفائدة منها، والعمل على تحسينها وتطويرها، والقيام بحذفها عندما تصبح لا فائدة منها.

فإن إدارة المعرفة في الممارسة العملية يكون هدفها الحصول على المعرفة وتوثيقها وتنظيمها والسماح للآخرين من الوصول إليها . وبعض الباحثين في إدارة المعرفة ميّز بين أربع عمليات الإدارة المعرفة، وهي كما يلي:

  • الإيجاد والابتكار.
  • المشاركة.
  • الاستخدام وإعادة الاستخدام، والتي قاموا برسمها بشكل حلقة تبدأ بالإيجاد والابتكار وتنتهي بها.

وأشار قسم آخر منهم إلى عمليات إدارة المعرفة من توليد المعرفة والتوزيع المعرفة وتنميتها، وفي آخر مرحلة من مراحل إدارة المعرفة يتم تطبيقها. فإن المنظمة تتطلب إلى تعلّم تنظيمي لتوليد المعرفة، وتحتاج إلى أسلوب لتوزيع هذه المعرفة والعمل على نقل هذه المعرفة، وإن نظام إدارة المعرفة يجب أن يكون قادر على تخزين المعرفة ووسائل التطوير والإضافة لها، والعمل على التعديل وإعادة التصحيح المناسب للمعرفة.

كما أن عمليات إدارة المعرفة هي اكتساب ومعالجة المعرفة  وخزنها واستعمالها وإعادة استعمالها، بالإضافة إلى أن المعرفة عندما تكون موجودة استراتيجيًا فإن نجاح المنظمة يكون معتمد بشكل كبير على عمليات الجمع لهذه المعرفة وتوليدها، والمحافظة عليها وثم القيام بتوزيعها.

حيث أن المنظمات تقوم بتنفيذ مجموعة من عمليات إدارة المعرفة وهي:

  • تحديد طبيعة المعرفة  وأنواعها ورسم هذه المعرفة.
  • أسر المعرفة المتواجدة واكتساب المعرفة اللازمة.
  • تخزين المعرفة الموجودة وتخزين المعرفة المكتسبة.
  • المشاركة بالمعرفة.
  • تطبيق المعرفة، أي استرجاع واستخدام المعرفة.
  • ابتكار وتوليد المعرفة الجديدة عن طريق البحث والتطوير والتحسين وتعلّم الدروس.

وأكّد قسم آخر من الباحثين على عمليات اكتساب المعرفة والمشاركة ورفعها واستعمالها ثانية. لكن كان هناك رأي آخر  أوضح أن عمليات إدارة المعرفة تتنوع بناءً على مدخل دراستها، فمدخل الوثائق والمدخل التقني يؤكدان على أن عمليات إدامة ورفع المعرفة الحالية وأسرها و استعمالها وإعادة استعمالها، أما المدخل التنظيمي الاجتماعي ومدخل القيمة المضافة فيؤكدان على عملية ابتكار وتولید المعرفة الجديدة.

وكان رأي آخر أشار إلى أن العمليات الجوهرية لإدارة المعرفة تكون على شكل دائرة مغلقة تبدأ من توليد المعرفة، وثم خزن المعرفة وثم توزيعها وبالآخر تطبيقها ثم تعود وتولّد معرفة جديدة. أما عمليات إدارة المعرفة وفق نموذج إحدى المنظمات والذي تم اعتماده في دراسة مسحية عن المنظمات الأوربية، فقد تضمن عدد من العملیات الأساسية لإدارة المعرفة، وهي كما يلي:

  • تشخيص المعرفة.
  • تحديد أهداف المعرفة.
  • تولید المعرفة.
  • خزن المعرفة.
  • توزيع المعرفة.
  • تطبيق المعرفة.

وتعتبر العمليات السابقة العمليات التي تعتبر الأشمل من بين جميع النماذج التي تم ذكرها سابقًا، وخصوصًا أن عمليات توليد المعرفة وخزنها وتوزيعها وتطبيقها لا تتم بمحض الصدفة، بل بناءً على تشخيص المعرفة اللازمة وتحديد أهدافها.

المصدر: إدارة المعرفة لبناء لبنات النجاح، حازم حسن صبحي ، القاهرة، 2001.إدارة المعرفة الرأسمعرفية بديلا، د. حسني الشيمي، القاهرة ،2010.إدارة المعرفة تحديات وتقنيات وحلول، د. خضر الطيطي، 2010، عمان.رسالة ماجستير أثر عمليات إدارة المعرفة في الابتكار التنظيمي في شركات الصناعات الدوائية في الأردن، د.جمال الدوري، د.أحمد الحيت، الأردن. إدارة المعرفة، د.صلاح الدين كبيسي، أ.د سعد المحياوي، الجمهورية العراقية، 2005.


شارك المقالة: