مكانة النظام الضريبي خلال مرحلة الليبرالية المتقدمة

اقرأ في هذا المقال


ما هو النظام الضريبي الحديث؟

كان النظام الليبرالي قادراً خلال المرحلة الأولى من تطور مرحلة الليبرالية الناشئة، والتي من خلالها استطاع أن يؤسس جهاز إنتاجي كبير على حساب محدودي الدخل ودون الاهتمام بالقدرة الشرائية للجماعة، يعني أنه كان هناك اهتمام كبير بالجانب الاقتصادي على حساب الجانب الاجتماعي.

ويمكن أن يكون استكشاف الطرق المختلفة لكيفية تحقيق الرأسماليين للأرباح وتعظيمها دون خلق تنسيق بين مختلف المنتجين هو السبب الرئيسي للأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت على الاقتصاد الليبرالي.

هذه هي أزمة الكساد التي اضطرت فيها الدول الليبرالية إلى التدخل في الحياة الاقتصادية ومحاولة التعامل مع هذه الأزمة، ممّا أدى إلى تغيير في التوقعات الدولة من آفاقها الاقتصادية إلى منظوراتها الاجتماعية من جهة وإدراج النظام الضريبي كأداة وطريقة غير محايدة للتدخل كما في الماضي، مما أدى إلى تغيير في محتوى النظام الضريبي في هذه المرحلة الثانية من النظام الليبرالي مخاطبته والاهتمام به، واعتبر ذلك في النظام الضريبي وسيلة فعالة للقيام بذلك وتحقيق الهدف المنشود وفق متطلبات هذه المرحلة.

جعلت الرؤية الجديدة للنظام الليبرالي من النظام الضريبي أداة تدخلية ظهرت خلال المرحلة الثانية من:

  • توسيع آفاق النظام الليبرالي، خاصةً عندما تسببت أزمة الركود فيما يتعلق بالاقتصاد الليبرالي في تغيير منظورها الضريبي بحيث أصبح أداة للتدخل في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالإضافة إلى الدور التقليدي الذي يمثله الجانب المالي. وقد أدى ذلك إلى زيادة في تحصيل الضرائب، وخاصة تحصيل الضرائب المباشرة ، لأنها مفروضة على مجال ضريبي واسع سيتم إنشاؤه في المرحلة الأولى.
  • لتجسيد فكرة الجديدة، استمرت الدولة في التوسع ورفع الضرائب على الدخل والثروة؛ لذلك أدت هذه الضريبة إلى تشكيل المورد الرئيسي للدولة، لكن تدخل الدولة وزيادة ناتاليا واضطراب أكبر في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية توسع أيضًا في عدد الشركات.
  • وتجدر الإشارة إلى أن النظام الليبرالي الذي فضل الضرائب النسبية التي تزيد ثروة الأغنياء وتضر بدخول الفقراء، أصح من جانب منهجيات الضرائب والتوسع متقدم لتحقيق مفهوم العدالة الضريبية على الرغم من تغيير سياسة النظام الليبرالي في المرحلة الثانية من تطوره الاقتصادي، إلا أنه لم يغير مبادئه الأساسية، وهي الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وتشجيع الاستثمار الخاص حسب دخلهم الفعلي، كما سعت إلى استخدام النظام الضريبي كأداة لمنع الأزمات الاقتصادية في بعض الأحيان أو التدخل عند وقوعها.

أثر النظام الاشتراكي في النظام الضريبي:

الدولة في ظل النظام الليبرالي ليس لديها سيطرة كاملة على المؤسسات الاقتصادية ولن تكون قادرة على توسيع نفوذها على الاقتصاد الوطني، ثم يتعين عليها فرض ضرائب مختلفة لتمويل الإنفاق العام وكذلك النشاط الاقتصادي المباشر، مما يشير إلى أهمية السياسة الضريبية والسياسة المالية بشكل عام والسياسة والاقتصادية والاجتماعية على وجه الخصوص.

نجد أن السياسة الضريبية مهمة للنظام الاشتراكي، بالنظر إلى المبدأ الأساسي للدولة في أنها تعمل على تقليل الفروق بين الدخل الفردي والثروة؛ لذلك تعتبر الضريبة أداة مالية مهمة لتمويل الإنفاق العام.

هل للسياسة الضريبية في الدول الاشتراكية أهمية كبيرة لما لها بالنسبة للدولة الرأسمالية ؟

  • أما النظام الشيوعي، فعلى أساس أن كل شيء يخضع لخطة إنتاج وطنية بالأسعار، ليكون له فائض اقتصادي للمؤسسات المالية، وأموال الدولة توزع على الجميع حسب احتياجاتهم، وهذا يدل على عدم وجود نظام ضريبي في الدولة الشيوعية؛ لذلك ليس من الضروري أخذ الضريبة للحصول عليها، وليس من الضروري استخدام الضريبة كوسيلة لإدارة الاقتصاد الوطني.
  • على الرغم من أن الدولة تمتلك جميع وسائل الإنتاج للنظام الاشتراكي والتخطيط مركزي، كما أن نطاق الإنتاج والأسعار محدد سلفًا، نجد أنه على الرغم من توسع ملكية الدولة، لا يزال للضرائب معنى لكنها تختلف أهمية الضرائب في النظام الرأسمالي وهدف توليد الدخل لتغطية نفقات القطاع العام، حيث أن القطاع التعاوني والخاص لم يختف تماما في هذه البلدان.

كما أن المبدأ الأساسي الذي يقوم عليه هذا النظام موجه للجميع حسب عملهم وأن الدولة تفرض ضرائب مختلفة على المؤسسات العامة هو الحفاظ على السيادة الوطنية من أجل تمويل خزينة الدولة.

كما نلاحظ أن النظام الضريبي الرأسمالي أثناء فرض الضرائب المختلفة يحافظ على تراكم رأس المال بين الأفراد لتمكينهم من الاستثمار في مختلف المجالات الاقتصادية وبالتالي الحفاظ على التوازن الضروري بين النظام الضريبي ومصلحة الأفراد.

أما بالنسبة للنظام الاشتراكي وقائمًا على حقيقة أن الدولة هي التي تؤدي دور تحقيق تراكم رأس المال، فلا يترك مجالًا للاستثمار للأفراد.

الأهمية النسبية الكبيرة للضرائب المباشرة المفروضة على المؤسسات العامة للدولة، وانخفاضها على دخل الأفراد وانخفاض دخل الفرد، ونجد ضرائب غير مباشرة مرتفعة في هذه الدول رغم آثارها السلبية على الناس ولكن هدف الدولة هو تقليل الاستهلاك وخاصة في مرحلة التنمية الاقتصادية.

ونذكر أن الدول التي تتميز بالاقتصاد المختلط، أي تلك التي تحتفظ بالقطاع الخاص. بالإضافة إلى القطاع العام، لا سيما أثناء الانتقال إلى النظام الاشتراكي، وتعمل هذه الدول على وضع نظام ضريبي يتماشى مع القطاعين، سواء من حيث الضرائب أو إدارة النشاط الاقتصادي.

أثر الهيكل الاقتصادي في النظام الضريبي:

لا تعتبر الاقتصادات الدولية المختلفة نفس التقدم، أي أن الوحدة الإنتاجية تختلف من دولة إلى أخرى، سواء من حيث المكونات أو مدى قدرتها الإنتاجية هيكل مشاكله الخاصة، والتي تتطلب سياسة اقتصادية ومالية مختلفة لكل منها، وبالتالي يتطلب نظام ضريبي لكل منها يتعامل مع مشاكله ويعمل عليها.

ومن أجل التمكن من تحديد طبيعة النظام الضريبي، يجب على المرء أن يعرف طبيعة الاقتصاد المتقدم والاقتصاد المتخلف من أجل تحديد مشاكل كل منهما. وعندما نقول إنها دولة تقدمية، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو أن هذا البلد لديه آلية إنتاجية كبيرة يمكنها تسخير الموارد المتاحة لتحقيق دخل قومي مرتفع، مما يؤدي إلى انخفاض الدخل إخلاء مرتفع.

فمشكلة هذا البلد البحث عن السبل والوسائل لتحقيق التوازن بين العمالة الكاملة، بينما الدول المتخلفة هي التي لا تملك آلية إنتاجية ضخمة، وغير قادرة على الاستفادة من الموارد المتاحة، مما يؤدي إلى انخفاض الدخل القومي وانخفاض متوسط دخل الفرد.

والمشكلة في هذا البلد هي إيجاد السبل والوسائل لتحقيق التوازن الوظيفي الكامل، في حين أن البلدان المتخلفة ليس لديها جهاز إنتاج كبير وغير قادرة على استخدام الموارد المتاحة، مما أدى إلى انخفاض الدخل القومي وانخفاض في متوسط المهني قيادة الإيرادات الرئيسية.

أي إنشاء آلية إنتاج ضخمة قادرة على تسخير الموارد المالية والبشرية غير المستغلة وغير المستغلة، وهذا هو أساس عملية التنمية.

وأن الاقتصادات المتقدمة؛ بسبب إنتاجيتها العالية وزيادة دخل الفرد واتساع نطاق المؤسسات في هذه البلدان، تخلق قواعد ضريبية جديدة ومتنوعة، مما يؤدي إلى ارتفاع عائدات الضرائب المباشرة والعكس بالعكس بالنسبة للبلدان المتخلفة.

النظام الضريبي في الاقتصاديات المتخلفة:

المشكلة الأساسية لاقتصاديات الدول النامية هي ضعف أجهزة الإنتاج وعدم القدرة على استخدام الموارد المادية والبشرية وبناءً عليه، فإن النظام الضريبي له دوره في دعم سياسات التنمية من خلال الحد من الاستهلاك وخلق المدخرات لتمويل وتشجيع الاستثمار من خلال الإعفاءات الضريبية؛ لذلك نعتقد أن النظام المناسب لهذه البلدان هو وقف تراكم المدخرات وتشجيع الاستثمار، والعوامل التي تؤدي إلى التقدم لا ينبغي أن تتأثر بعبء ضريبي ثقيل.

تتميز اقتصادات الدول النامية بخصائص عامة رغم اختلافها فيما بينها من حيث دخل الفرد وطبيعة هياكلها الاقتصادية والاجتماعية وتنوع مواردها البشرية المادية. يمكن تلخيصها على النحو التالي:

  • متوسط دخل الفرد مقارنة بالدول المتقدمة.
  • ارتفاع معدل البطالة في الدول المتخلفة في الدول المتقدمة.

تجد معظم الدول النامية أن هناك سيطرة للزراعة على الهياكل الاقتصادية، وبالتالي فإن السيطرة على الزراعة على اقتصاديات هذه البلدان تجعلها عرضة للعديد من التقلبات الاقتصادية الشديدة بسبب تقلبات الإنتاج والأسعار الاقتصاد الوطني بما يضمن إزالة التقلبات التي تؤثر على النشاط الاقتصادي أو على الأقل تهدئتها نتيجة سيطرته الزراعية.

وبما أن الضريبة هي إحدى الأدوات المالية الحديثة التي يمكن للدولة من خلالها التأثير على السياسة الاقتصادية والاجتماعية، فلا بد من استخدامها لتحقيق هذه الأهداف.

لذلك، يجب أن يكون النظام الضريبي لهذه الدول متسقًا مع هيكلة القطاع الاقتصادي والاجتماعي وأن يكون له تأثير عليهما وليس نظامًا ضريبيًا محايدًا يمكننا تلخيص خصائص النظام الضريبي في الدول النامية بالنقاط التالية:

  •  الضرائب ليست مهمة بالمقارنة مع أهمية القطاعات الاقتصادية ، في كثير من البلدان النامية الزراعة هي جزء مهم من الناتج المحلي الإجمالي.
  • تدني نسبة المدخرات الوطنية إلى الناتج المحلي الأمر الذي ينعكس سلباً على الموازنة العامة للدولة والعجز في ميزان المدفوعات وضعف القطاع الصناعي، قلة الإنتاج، التراكم على المستوى الفني وطرق الإنتاج.
  • هياكل إنتاج جامدة نسبياً ، حيث أن الزيادة القوية في الطلب المحلي لا تؤدي بسرعة إلى زيادة حجم الإنتاج. ومع ذلك، فإن عائدات الضرائب الزراعية منخفضة للغاية، سواء لأنها معفاة من الضرائب أو لأنها تتلقى دعمًا حكوميًا وتشجيعًا لضمان الأمن الغذائي.
  • تتنافس العديد من الدول النامية لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة من خلال تقديم إعفاءات ضريبية لرؤوس الأموال الأجنبية بسبب حاجتها إلى مصادر تمويل لدفع عملية التنمية، كما تفعل الجزائر لتحقيق الانتعاش الاقتصادي وإعفاءات المنح لتشجيع قطاعات صناعية محددة قد لا تزال ضعيفة ومحتاجة دعم إضافي وتشجيع أو توفير استثناءات للأغراض الاجتماعية.

شارك المقالة: