تطور القطاع الصناعي

اقرأ في هذا المقال


من الممكن تعريف الصناعة على أنها الأعمال التي يتم من خلالها تحويل السلع والمنتجات من حالة إلى أُخرى ومن صورة إلى أُخرى ليتم استهلاكها مباشرة من قِبل المستهلك أو الزبون بأبسط وأسهل صور

أهمية الاقتصاد الصناعي

عمل الاقتصاد الصناعي على دعم العديد من المنتجات والسلع والخدمات والصناعات الاقتصادية المتنوعة والمختلفة، والتي تم تشكيلها مع مرور الزمن وأصبحت جزء من حياة الكثيرين منها المنتجات والسلع والخدمات الأساسية والثانوية والكمالية، مثل الصناعات التكنولوجية والصناعات الغذائية والصناعات الثقيلة والصناعات الاستخراجية وغيرها الكثير من أنواع الصناعات المقدمة للأسواق المحلية والعالمية.

وكان لابد من العمل على دعم الاقتصاد الصناعي لما له من تأثير كبير على حياة الكثيرين من الأفراد وكذلك الاقتصاد الخاص بالدولة بشكل عام وعلى المجتمع ككل، فمن خلال الاقتصاد الصناعي يتم دعم معظم القطاعات الاقتصادية المتنوعة ومنها: قطاع النقل وقطاع السياحة وقطاع التجارة والقطاع العقاري وغيرها الكثير، والتي لا يمكن لأي فرد أن يعيش في المجتمع بدون استخدامها واستغلالها لمصالحه الشخصية وكذلك للمصالح العامة.

فعلى سبيل المثال يعتمد الاقتصاد السياحي على الاقتصاد الصناعي بشكل كبير وعلى الصناعة بشكل خاص، فلابد من وجود صناعات أساسية ناجحة في البلاد لكي يتمكن الاقتصاد السياحي من النجاح والاستمرار والتطور، فالسائح لكي يأتي إلى البلاد يجب أن تتمتع بالعديد من الصناعات الأساسية والصناعات الثانوية والكمالية، وببساطة يجب أن يحتوي على جميع ما يحتاج له السائح، ومن خلال الأرباح التي يحققها القطاع السياحي من السائحين يتم الحصول على العديد من الأرباح التي تساهم بالحصول على قطاع سياحي ناجح واقتصاد نامي ومتقدم.

وكما هو الحال مع الاقتصاد السياحي يأتي الحديث عن القطاعات الاقتصادية المتنوعة وعن العديد من المقومات الاقتصادية مثل الناتج المحلي الإجمالي الذي يرتفع ويتحسن مع وجود قطاع صناعي ناجح من خلال زيادة معدلات المنتجات المحلية ودعمها.

وكذلك الحال مع معدلات البطالة والتي تنخفض مع وجود قطاع صناعي ناجح وقوي يعمل على توفير العديد من فرص العمل للأفراد وللطاقات الشبابية؛ حيث يتيح الفرصة لهم من تفريغ طاقاتهم بالعمل والحصول على دخل شهري ثابت يُمكّنهم من العيش بكرامة، وهنا يأتي بنا الحديث عن الحد الأدنى للأجور والذي يتم رفعه من خلال التنافس الكبير بين القطاعات الاقتصادية المتنوعة أهمها القطاع الصناعي.

نشأة وتطور القطاع الصناعي

هناك العديد من المراحل التي مر بها الاقتصاد الصناعي حتى وصل إلى يومنا هذا؛ حيث استغرق الانتقال من الاقتصاد الزراعي إلى الاقتصاد الصناعي أكثر من قرن في غالبية دول العالم المتقدمة، فكان الاعتماد في السابق على الزراعة والمنتجات الزراعية بجميع أشكالها وأنواعها وكانت المنتجات الزراعية هي المنتجات المكتسحة في الأسواق وكانت تحظى بدعم كبير نظراً للأهمية الكبيرة لها فهي أساس الأرباح والإيرادات والعوائد المالية.

وفيما يخص تطور الاقتصاد الصناعي وتطور القطاع الصناعي بشكل خاص، فإن هذا التطور الطويل دخل مرحلته الأولى من تسعينيات القرن التاسع عشر حتى ثلاثينيات القرن التاسع عشر، عندها بدأت الثورة الصناعية في بريطانيا خلال منتصف القرن الثامن عشر، والتي اكتسحت الأسواق بشكل كبير، ولكن مع وجود العديد من المخاوف والضعضعة والتردد لأصحاب القرار في القطاع الصناعي؛ نظراً لعدم وجود وفرة الأراضي المخصصة لإنشاء المصانع، وكذلك ندرة العمالة في العالم الجديد.

وفيما يخص الاستثمارات المالية المتعلقة في مجال إنتاج الآلات ومع التحول الكبير الذي احتاج عالم الصناعة، والذي أدى إلى تحويل المنتجات المصنوعة يدوياً إلى المنتجات المصنوعة آلياً، بدأ عصر جديد من الخبرة البشرية حيث أدت زيادة الإنتاجية إلى خلق مستوى معيشة أعلى بكثير مما كان معروفاً في عالم ما قبل الصناعة؛ الأمر الذي سهل حياة الكثيرين ووفر الوقت والجهد والأموال على الكثير من الأفراد الذين كانوا يقضون معظم أوقاتهم في إنتاج بعض السلع البسيطة.

حيث بدأت الثورة الصناعية الأمريكية في نهاية السبعينيات، والتي تم من خلالها افتتاح أول مطحنة صناعية في الولايات المتحدة من عام 1790، وكان التصميم الخاص بهذه المحطة قد أُخذ من نموذج بريطاني، وأدى هذا النموذج أو هذه التقنية المقرصنة إلى زيادة سرعة غزل الخيوط القطنية بشكل كبير.

ومن ثم تم تقديم تقنية جديدة حيوية إلى الولايات المتحدة.، وبهذا تم اكتساح العالم بأكمله من الصناعات والآلات والمعدات والتقنيات الصناعية بجميع أنواعها وصولاً إلى تقنية تكنولوجيا المعلومات الحديثة والمتطورة والتي جعلت من العالم قرية صغيرة.


شارك المقالة: