ما هو الأساس القانوني للضريبة

اقرأ في هذا المقال


الأساس القانوني للضريبة:

لا يمكن توضيح نوع الضريبة إلا بعد أن نعرف أساسها القانوني هذا هو ما يسمى التعديل القانوني للضريبة. نلاحظ أيضًا أن تحصيل الضرائب يقع تحت السيادة السياسية للدولة وأن تحصيل الضرائب أو استبدالها أو إعفائها يجب أن يتم من قبل الهيئة التشريعية أو وكالتها.

ومن ثم، كان الأساس القانوني للضريبة موضوعًا للجدل بين العديد من النظريات التي روج لها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من قبل العديد من الكتاب الماليين مثل هوبز ولوك والفيزيكوقراطيين وعمور وغيرهم. ويرى البعض أن الضرائب تقوم على العلاقة التعاقدية بين الدولة والفرد، ويرى البعض أن الضرائب التزام وطني، و “نظرية تضامن”.

أولاً: النظرية التعاقدية للضريبة:

يجادل أصحاب هذه النظرية بأن الضريبة كانت علاقة تعاقدية بين الدولة والفرد وأن هناك عقدًا ضمنيًا بينهما بحيث كانت الدولة مطالبة بتقديم خدمات للناس، إذا دفع الناس مبلغًا ماليًا تجاوز الضريبة التمثيلية،
على الرغم من اتفاق الملاك مع النظرية القائلة بأن الضريبة هي عقد ضمني، إلا أن تفسير العقد كان مختلفًا بداً.

ثانياً: نظرية التضامن الاجتماعي:

يؤمن مؤيدو هذه النظرية بأن تضامن المجتمع يخضع للسلطة السياسية، وهذا يدل على أن هذه الفكرة مشتقة من التطور التاريخي للضريبة؛ ممّا يجعل الضريبة “فكرة تضامن” بين مختلف القبائل والمجتمع.

وأصبحت القبيلة التي يتبعها الدعم المالي للأفراد للحاكم نفقة عامة، والتي أصبحت فيما بعد ضريبة يدفعها الحزب بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية للناس في إطار اجتماعي وتضامني؛ ولذلك يمكننا القول أن نظرية التكافل الاجتماعي هي الأكثر موضوعية وواقعية؛ لأنها لا تقوم على عقد ضمني بين الدولة والأفراد، ولكن على أساس التكافل الاجتماعي ترغب الدولة والأفراد في التعايش.

القواعد الأساسية للضريبة:

الضريبة الحديثة: هي ضريبة الغير محايدة، كما كانت في ظل الدولة التقليدية أو الدولة الحاضنة؛ لذلك فهي تلعب دورًا مهمًا في السياسة الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وفي اتجاه الاستثمار الإنتاجي، وقبل كل شيء هي مورد مالي حيوي توليه الدولة عن كثب. ونظرًا لأن الضريبة مهمة جدًا، فقد أرست منذ فترة طويلة قواعد يجب أن يأخذها التشريع الضريبي في الاعتبار عند إنشاء النظام الضريبي.

وتشكل هذه القواعد الأساس التقليدي للضريبة لدرجة أن البعض عبر عنها، ومؤلف هذه القواعد، الاقتصادي الإنجليزي “آدم” الذي أعلن حقوق دافعي الضرائب “سميث” في كتابه الشهير “ثروة الأمم” ومضمون هذه القواعد كما يلي:

أولاً: قاعدة العدالة أو المساواة في المقدرة التكليفية:

وبحسب هذه القاعدة فإن جميع المتهمين بدفع الضريبة ملزمون بدفعها ولكن حسب قدرتهم على العمولة، ويعفى منها كل من له دخل، وقال آدم سميث: “يجب على جميع أفراد المجتمع المساهمة في نفقات الدولة قدر الإمكان حسب طاقتها النسبية، أي نسبة الدخل”. ونلاحظ أن معظم الدول قد تبنت هذا المبدأ، وأفضل دليل على ذلك هو تطبيق الضريبة التصاعدية واعتماد الإعفاءات الأسرية والحد الأدنى مطلوب للعيش.

ثانياً: قاعدة الوضوح واليقين:

يجب أن تكون الضريبة المفروضة على دافعي الضرائب القانونيين واضحة، بحيث يعرف الشخص الخاضع لها مبلغ السفينة ومعدل الضريبة وتاريخ دفع الضريبة والعقوبات والجزاءات الناتجة عن التهرب الضريبي والاحتيال.

فكل ضريبة يتم تحصيلها متى وأين يتم تحصيلها وحيثما لا يكون معروفا بشكل كامل، يتم احتسابها كضريبة عشوائية تؤدي في النهاية إلى التهرب والاحتيال، وبالتالي ليس من الضروري دفعها. ولقد تبنى التشريع الضريبي المعاصر قاعدة الوضوح واليقين، وأولى لها اهتماماً كبيراً، فأصبحت الضريبة واضحة ومحددة بمكوناتها.

ثالثاً: قاعدة الملاءمة:

يجب تحصيل الضريبة في أنسب وقت للمكلف وبالطريقة الأنسب لتنفيذها، والوقت الذي يتلقى فيه دافع الضرائب دخله هو أنسب وقت لدفع الضريبة، مثل دفع الأجور وضريبة المرتبات يتم تحصيلها من دافعي الضرائب عند استلام أجورهم ويتم تحصيل ضريبة الأعمال والضرائب الصناعية في نهاية الدورة المالية، وعندما يتم تحقيق الأرباح.

رابعاً: قاعدة الاقتصاد:

مع علم الاقتصاد هنا يهدف إلى توفير تكاليف التحصيل، وبالتالي فإن النفقات التي تنفقها الدولة للحصول على إيرادات ضريبية صغيرة قدر الإمكان ارتفاع. وليس من السهل دائمًا تطبيق القاعدة الاقتصادية؛ لأن هناك ضرائب تتطلب عددًا كبيرًا من العمال، خاصةً في عصرنا الحديث ممّا يتطلب أعباءهم ونفقاتهم المالية الباهظة.

أهداف الضريبة:

من المؤكد أن الضريبة لها أغراض وأهداف متعددة ومتباينة من وجهة النظر التاريخية حتى بداية القرن العشرين، كان للضريبة هدف واحد وهو الغرض المالي، وبالتالي استخدمت السلطات الضريبة للحصول على دخل مالي لتغطية النفقات العامة.

فكان لا بُدّ أن تظل الإيرادات الضريبية في ذلك الوقت عند أدنى مستوياتها حتى يعتمد المفهوم التقليدي للضريبة على فكرة أن “الضريبة شر لا بُدّ منه ” ولذا أطلقوا على ضرورة البقاء على الحياد حتى لا يتم استخدامها لأغراض اقتصادية أغراض اجتماعية اختفى مبدأ الحياد الضريبي تدريجياً واستبدل بمبدأ “الضريبة الوظيفية”، حيث اعتبرت الضريبة أهدافاً اجتماعية واقتصادية وسياسية إضافة إلى الأهداف المالية القديمة.

أولاً: الأهداف المالية:

يعتبر الهدف المالي من أهم وأهم أهداف أي ضريبة؛ لأن تأمين دخل دائم من مصادر داخلية لخزينة الدولة هو أحد أهداف الجهات الحكومية، ومن ثم فهو الأساس لوفرة يتم إنشاء الإيرادات الضريبية، أي توسيع القاعدة الضريبية لتشمل جميع الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين ذوي الأعمال التجارية قدر الإمكان في تكاليف التحصيل الإيرادات الضريبية عالية، وهذا ما نراه في الدول المتقدمة، حيث تزداد نسبة الإيرادات الضريبية إلى الناتج القومي الإجمالي؛ لأن الأمر يتعلق بالفعل بالتنمية الاقتصادية.

ثانياً: الأهداف الاجتماعية:

بعد ظهور مفهوم العدالة الاجتماعية وظهور الاتجاهات الحديثة في التوزيع العادل للثروة من خلال إعادة توزيع الدخل في بلادنا وحاولنا في عصرنا استخدام الضرائب كوسيلة مهمة لتحقيق مجموعة من الأهداف الاجتماعية، من أهمها:

  •  منع تراكم الثروة: تحاول بعض الدول منع فئة صغيرة من المجتمع من اكتساب الثروة من خلال فرض ضرائب بمعدلات عالية على الثروة وبنسبة الزيادة المطبقة في ألمانيا وفي فرنسا.
  • القيام بسياسة البذور في الدولة: الدولة التي تريد تشجيع البذور مثل دول أوروبا تستخدم الضريبة كأداة لزيادة عدد السكان وتخفيض معدلات الضرائب وفي بعض المناطق مبدأ الإعفاء من دخل معين من العمل للضريبة، وفي المقابل فإن البلدان التي تريد الحد من البذور ترفع معدل الضريبة على الدخل ويزداد المعدل مع زيادة عدد الأعضاء قوانين الأسرة والضرائب تعفي الحد الأدنى لمستوى المعيشة من الضرائب كما هو الحال في الكل من الهند والصين.
  • التعامل مع أزمة السكن: يمكن استخدام الضريبة كأداة لحل مشكلة الإسكان، وتحرير رأس المال المستثمر في قطاع البناء من الضرائب لوقت محدد، نجد فرنسا على سبيل المثال، فرض ضريبة إضافية على المساكن غير المستغلة بالكامل يجب تأجير العقارات أو تشغيلها لتجنب دفع ضرائب عالية.
  • محاربة بعض الظواهر الاجتماعية الضارة: بعض المنتجات ضارة بصحة المواطنين وتتسبب في أضرار جسيمة وخطيرة تؤدي أحياناً إلى الوفاة مثل السجائر والكحول، بحيث تفرض الدولة ضرائب على معدلات عالية للإنتاج والبيع.

ثالثاً: الهدف النقدي:

هذا هو الغرض من الضريبة، خاصةً أثناء الأزمة التضخمية، بحيث يتم استخدام الضريبة كوسيلة لتخفيض عبء المال أكثر من كمية السلع حفاظًا على قيمة المال وحدة الإنتاج، وعدم القدرة على توليد النمو الاقتصادي وبالتالي تحقيق توازن نسبي بين العرض والطلب.

رابعاً: الأهداف السياسية:

للضريبة العديد من أهداف السياسة، يتم تصويرها أحيانًا من خلال فرض تعريفات عالية على المنتجات من بعض البلدان وخفضها على بلدان أخرى على سبيل المثال، يمكن للولايات المتحدة استخدام الضريبة لمحاربة طبقة اجتماعية معينة في روسيا بعد الثورة عن طريق زيادة معدل الضريبة على دخلهم.

كما يمكن استخدامه كوسيلة لمساعدة بعض الجماعات مالياً عن طريق إعفاء أو خفض دخلها من الضرائب، مثل الإعفاءات الضريبية التي يستفيد منها المقاتلون الجزائريون، وهذا لأن الضريبة تستخدم كأداة ووسيلة لخلق توازن إقليمي في توطين الصناعات في ولايات الوطن من خلال منح إعفاءات ضريبية للاستثمارات والعمل في الولايات المتحدة في الجنوب.

وأخيراً، فإن الأهداف التي تهدف الضريبة إلى تحقيقها يحددها الطابع الاجتماعي والسياسي للدولة ويُنظر إلى الضرائب على أنها إحدى المتغيرات الاقتصادية المتغيرة مع التغيرات الاقتصادية. وتبعاً لذلك، كان للضريبة أنواع وأشكال مختلفة عبر التاريخ وهي مبنية على أن الضريبة أداة مالية تستخدمها الدولة لزيادة دخلها المالي لتغطية العبء العام الذي تضعه على المجتمع.

وبالإضافة إلى الدور الحديث للضريبة كأداة للتدخل في الاقتصاد الوطني من جهة، وفي التعامل مع الأزمات الاقتصادية من جهة أخرى، عندما أدركنا أن الضريبة هي أحد مكونات النظام الضريبي، لم تعد ضريبة محايدة بل هي ضريبة تدخل، بالإضافة إلى ضرائبها التقليدية المركز في المركز المالي، ونلاحظ أن الضريبة تتم حسب أساسها ومعدل الضريبة على السلع والخدمات وله فوائد للأشخاص الطبيعيين والاعتباريين، وكذلك إلغاء الضرائب سواء التهرب الضريبي أو التجنب الضريبي.


شارك المقالة: