الايات المتشابهة وأقسامها

اقرأ في هذا المقال


من المعروف عند علماء هذا الفن أنَّ المتشابه : هو ما يُحتمل عدَّة أوجه من التأويل حيث يحتاج إلى بيان وتوضيح، حيث منشأ التشابه يعود إلى وجود الخفاء من مراد الشارع في كلامه،

الخفاء يعود إلى عدة أسباب منها :

  • خفاء في المعنى : كما جاء في كتاب الله الكريم والسنَّة النبوية الشريفة في التكلُّم عن صفات الله تعالى أو وصف أهل الجنَّة، وعذاب النار، وأهوال يوم القيامة، فإنَّ عقل الإنسان لا يستطيع أن يحيط بصفات الله تعالى، وأهوال يوم القيامة، ونعيم أهل الجنَّة وعذاب أهل النار، وهي من الأمور التي لا يستطيع العقل البشري إدراكها.
  • الخفاء في اللفظ: مثل الفواتح التي أفتتح الله بها بعض السور، أو المفرد وهو الاشتراك بين عدَّة معان، كلمة العين، وتعني الجارحة، وعين الماء، والذَّهب، والفضّة، وغير ذلك من المعاني.
  • الخفاء في اللفظ والمعنى معاً: كما جاء في قوله تعالى ﴿۞ وَلَیۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُوا۟ ٱلۡبُیُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُوا۟ ٱلۡبُیُوتَ مِنۡ أَبۡوَ ٰ⁠بِهَاۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [البقرة ١٨٩] كان العرب في أيام الجاهلية، إذا أرادوا أن يُحرموا دخلوا بيوتهم- حيث كانوا من أهل البيوت- قاموا ونقبوا نقباً في ظهور البيوت يدخلون ويخرجون منها، وإن كانوا يسكنون في الأخبية قاموا بالخروج من الخلف،فقال الله لهم : (وَأۡتُوا۟ ٱلۡبُیُوتَ مِنۡ أَبۡوَ ٰ⁠بِهَاۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ) فالسَّبب في خفاء اللفظ الاختصار، وكأن المعنى: وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها إذا كنتم محرمين، ومنشأ الخفاء في هذه الآيات: أنَّه لا بدَّ من معرفة العادات التي يتبعها العرب في تعاملهم، وإلَّا تعذر الفهم الصحيح للآيات .

نماذج من الآيات المتشابهة

  • كقوله تعالى ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ یَعۡلَمُ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۖ مَا یَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَـٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ ﴾ [المجادلة ٧]
  • وكقوله تعالى ﴿وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَیۡهِ مِنكُمۡ وَلَـٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ﴾ [الواقعة ٨٥]
  • وكقوله تعالى ﴿ٱلرَّحۡمَـٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه ٥]
  • وكقوله تعالى ﴿وَجَاۤءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفࣰّا صَفࣰّا﴾ [الفجر ٢٢]
  • وكقوله تعالى ﴿یَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ وَیَفۡعَلُونَ مَا یُؤۡمَرُونَ ۩﴾ [النحل ٥٠]
  • وكما جاء في قوله  ﴿هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّاۤ أَن تَأۡتِیَهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَوۡ یَأۡتِیَ رَبُّكَ أَوۡ یَأۡتِیَ بَعۡضُ ءَایَـٰتِ رَبِّكَۗ یَوۡمَ یَأۡتِی بَعۡضُ ءَایَـٰتِ رَبِّكَ لَا یَنفَعُ نَفۡسًا إِیمَـٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ أَوۡ كَسَبَتۡ فِیۤ إِیمَـٰنِهَا خَیۡرࣰاۗ قُلِ ٱنتَظِرُوۤا۟ إِنَّا مُنتَظِرُونَ﴾ (الأنعام ١٥٨)

المصدر: الاتقان في علوم القران - السيوطيتفسير الطبري - الامام الطبري الواضح في علوم القرآن - مصطفى البغا


شارك المقالة: