الحياة الاقتصادية في عصر الخلفاء الراشدين

اقرأ في هذا المقال


امتدّت تطورات الحياة الاقتصادية من عصر الرّسول _عليه الصلاة والسلام_ إلى عصر الخلفاء الراشدين، بسبب التغيّرات التي حصلت آنذاك مثل حركة الفتوحات الإسلامية، وتعدّد المصادر المالية لبيت مال المسلمين.

مراحل تطوّر الحياة الاقتصادية في عصر الخلفاء الراشدين:

  • كان للفتوحات الإسلامية أثر كبير في الحياة الاقتصادية للدولة الإسلامية، فدخل الكثير من الغنائم بعد المعارك والغزوات التي حقّق بها المسلمون نجاحاً، وتمَّ عقد معاهدات الصلح بين المسلمين وبعض المدن والقُرى في البلاد المفتوحة، وكان نتيجة هذه العقود دخول مبالغ كبيرة إلى بيت مال المسلمين.
    كما استمرّت الفتوحات الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، ففُتحت بلاد الشام والعراق ممتدّة إلى شرق العراق وشماله وجنوبه في خلافة عمربن الخطّاب، وامتدّت إلى خلافة عثمان بن عفّان فتوحات كبيرة، منها ما فُتح بالقتال والحصول على الغنائم، ومنها ما تمَّ عقد معاهدة صلح مع أهل المدن والقُرى مقابل الفيء.
    وفي هذه المراحل تمَّ تقسيم الأرض المفتوحة على المسلمين، لزراعتها والاستفادة من إنتاجها، والإنفاق على الجُند وعلى مصالح الدولة العامّة، إضافةً إلى قضاء حاجات المحتاجين، وكانت بداية هذا القرار في خلافة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، واتّبع الخلفاء بعده نفس المنهج.
  • بعد اتّساع الدولة الإسلامية وزيادة الفتوحات الإسلامية، أصبح من اللازم تنظيم أمور الدولة المالية، من حقوق وواجبات على المسلمين داخل الدولة، وما يتعلّق بالأمور المالية الخاصّة بالبلاد المفتوحة، فظهر نوع جديد من الضرائب يُطلق عليه الجزية والخَراج، فالجزية هي ضريبة يدفعها غير المسلمين مقابل إقامتهم في بلاد المسلمين.
    أمَّا الخَراج فهو ضريبة يدفعها جميع الناس من الأرض وتُعرف بضريبة الأرض، وكان تنظيم الضرائب في كلّ بلد مُعتمداً على الظروف السائدة ومقدار الغلّات الناتجة من الأرض، فاختلفت الضريبة وطُرق تحديدها وجبايتها في العراق، عنها في بلاد الشام ومصر وهكذا.
  • كان للزكاة والصدقات دور في تمويل بيت مال المسلمين في عصر الخلفاء الراشدين، حيث قاتلوا القبائل التي رفضت تأدية الزكاة والصدقات إلى العاملين على جبايتها، وكانوا يُقسّمون ما تمَّ جبايته وجمعه من أموال الزكاة والصدقات على الفقراء والمحتاجين، إضافةً إلى الإنفاق على المصارف الأخرى التي تستحق الزكاة حسب ما جاء في أحكام الشريعة الإسلامية.
  • اهتمّ الخلفاء الراشدين بكلّ من الزراعة والصناعة والتجارة، كما كانت عليه في عصر النبي عليه الصلاة والسلام، فأبقوا الأرض في أيدي من يعمل على زراعتها وإحيائها، واستمروا بالصناعة ومتابعة حركة التجارة، رغم استمرار الفتوحات الأسلامية، وزاد الاهتمام بالحياة الاقتصادية وتطوّرت الصناعات المحلّية للمسلمين، ونشطت الحركات التجارية داخل البلاد الإسلامية وخارجها.

المصدر: الاقتصاد الإسلامي، رفعت العوضي، 1986معالم الاقتصاد الإسلامي، ناصر الأحمد، 2019الحياة الاقتصادية في العصور الإسلامية الأولى، محمد ضيف الله البطاينة، 2008


شارك المقالة: