الوقف والابتداء في القرآن الكريم

اقرأ في هذا المقال


أهمية الوقف والابتداء في القرآن الكريم:

يتم معرفة أهمية الوقف والابتداء أهمية لكيفية أداء القرآن، وذلك من باب لسلامة والمحافظة على معاني الآيات. والابتعاد عن اللَّبس والوقوع في الخطأ. وهذا يحتاج إلى دراية بعلوم العربية، وعلم القراءات، وتفسير القرآن، حتى لا يفسد المعنى. وسنذكر بعض الأمثلة:

مثلًا عند قوله تعالى : {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا} , فالواجب الوقف، ثم يتم الابتداء بقوله تعالى: ﴿قَیِّمࣰا لِّیُنذِرَ بَأۡسࣰا شَدِیدࣰا مِّن لَّدُنۡهُ وَیُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱلَّذِینَ یَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنࣰاصدق الله العظيم [الكهف ٢], لئلا يتوهم أن قوله: “قيمًا” صفة لقوله “عوجًا” إذ العوج لا يكون قيمًا.

كذلك وعلى ما آخره هاء سكت في كلمة (حِسَابِیَهۡ) مثل قوله تعالى:﴿فَأَمَّا مَنۡ أُوتِیَ كِتَـٰبَهُۥ بِیَمِینِهِۦ فَیَقُولُ هَاۤؤُمُ ٱقۡرَءُوا۟ كِتَـٰبِیَهۡ ۝١٩ إِنِّی ظَنَنتُ أَنِّی مُلَـٰقٍ حِسَابِیَهۡ ۝٢٠ فَهُوَ فِی عِیشَةࣲ رَّاضِیَةࣲ ۝٢١﴾ صدق الله العظيم [الحاقة ١٩-٢١], وقوله: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ, هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} فإنك في غير القرآن تثبت هذه الهاء إذا وقفت، وتحذفها إذا وصلت، وهي مكتوبة في المصحف بـ “الهاء”، فلا يوصل، لأنه يلزم في حكم العربية إسقاط “الهاء” في الوصل. فإثباتها إذا وصلت مخالفة للعربية، وحذفها مخالفة للمصحف، وفي الوقف عليها اتباع للمصحف والعربية معًا. وجواز الوصل بـ “الهاء” إنما يكون على نية الوقف.

وجوب الوقف عند قوله: ﴿وَلَا یَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِیعًاۚ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [يونس ٦٥]صدق الله العظيم، وبعد ذلك يبتدئ قوله تعالى : {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} , وهنا يستقيم ويتم المعنى الصحيح للآية ، والعلة في ذلك: لأنه إذا وصل يوهم هذا أن القول الذي يحزنه هو قوله تعالى: {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} وليس كذلك.

ومعرفة مثل هذه المسائل من (الوقف والابتداء) لها فائدتها في تفسير المعاني وتدبرأحكام القرآن الكريم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، ولقد رأينا اليوم رجالًا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته، ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده، وكل حرف منه ينادي: أنا رسول الله إليك لتعمل بي. وتتعظ بمواعظي.

المصدر: زبدة الاتقان في علوم القرآن – محمد بن علوي المالكيمباحث في علوم القرآن – حسين صالح حمادة موجز علوم القرآن – الدكتور داوود العطار. البرهان في علوم القرآن – الإمام الزركشي


شارك المقالة: