حديث كيف فرضت الصَّلاة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ فرضَ اللهُ سبحانهُ وتعالى على الأمَّةِ الإسلاميَّةِ الصَّلاةَ، وقدْ نزلتْ فرضيَّتها في ليلةِ الإسراءِ ليلةَ أُسْريَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى السَّماواتِ العلى، وقدْ كانتْ في بدايةِ فرضها ركعتينِ، وقدْ نُسخَ عددها بعدَ الهجرةِ واللهُ أعلمُ، وسنعرضُ حديثاً في كيفَ فرضتْ الصَّلاةُ حينها.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ، قال: أخبرنا مالكٌ، عنْ صالحَ بنِ كَيسانَ، عنْ عروةَ بنِ الزُّبيرِ، عنْ عائشةَ أمِّ المؤمنينَ قالت: فرضَ اللهُ الصَّلاةَ حينَ فرضها ركعتينِ ركعتينِ في الحضرِ والسَّفرِ، فأُقرَّتْ صلاةُ السَّفرِ ، وزيدَ في صلاةِ الحضرِ)). رقمُ الحديث:350.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الصَّلاةِ، بابُ كيفَ فرضتْ الصَّلاةُ في الإسراءِ، والحديثُ منْ طريقِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ، وهيَ عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضيَ اللهُ عنها، وهيَ منَ الصَّحابةِ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  • عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ: وهو أبو محمَّدٍ، عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ التَّنِّيسيُّ (ت:218هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
  • صالحُ بنُ كَيْسانَ: وهوَ أبو محمَّدٍ، صالحُ بنُ كَيسانَ المدنيُّ الدُّوسيُّ (ت:بعد130هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ الثِّقاتِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى أنَّ اللهَ تعالى فرضَ على أمَّةِ سيدِنا محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الصَّلاةَ ليلةَ الإسراءِ ركعتينِ في السَّفرِ والحضرِ، فلمَّا هاجرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى المدينةِ واطْمأنَّ وابتعدَ هوَ ومنْ كانَ معهُ عنِ المشركينَ في مكَّةَ؛ زيدَ في صلاةِ الحضرِ أي في الإقامةِ في غيرِ السَّفرِ، وبقيت في السَّفرِ، ويؤخذُ منْ هذا الحديثِ رخصةُ القصرِ في سفرِ المسلمِ؛ وذلكَ بأنْ يقصرَ الصّلاةَ الرُّباعيةَ فيصلِّيها ركعتينِ، واللهُ أعلمً.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ والدُّروسِ المستفادةِ منَ الحديثِ:

  • فرضُ الصَّلاةِ ركعتينِ في السَّفرِ وفي الإقامةِ.
  • زيدَ في صلاةِ الحضرِ (الإقامةِ) بعدَ ذلكَ وقيلَ بعدَ الهجرةِ.
  • جوازُ قصرِ الصّلاةِ للمسافرِ.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذهبيتهذيب الكمال للمزّي


شارك المقالة: