قصة الرجل اللطيف وزوجته الشريرة

اقرأ في هذا المقال


قصة الرجل اللطيف وزوجته الشريرة أو (The Mild Man and his Cantankerous Wife) هي حكاية فولكلورية روسية، تمّ جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، ونشرت عام 1916، للناشر ( A. M. Philpo Limite London) روبرت إم ماكبرايد.

شخصيات قصة الرجل اللطيف وزوجته الشريرة

  • الرجل الفقير.
  • زوجة الفقير.
  • الرجل النبيل ورجاله.
  • المرأة العجوز.
  • الريح.

قصة الرجل اللطيف وزوجته الشريرة

كان هناك في يوم من الأيام يعيش رجل وزوجته في فقر مدقع، كان رجلاً لطيفًا، أمّا المرأة فكانت ماكرة مثل الحيّة، لقد أساءت إلى زوجها وضربته مقابل أي شيء تافه، وفي أحد الأيام، طلبت بعض حبوب الذرة من أحد الجيران لتحضير رغيف خبز، وأرسلتها مع زوجها  إلى الطاحونة ليطحنها، فقام الطحّان بطحن الذرة، لكنّه لم يطلب شيئًا بسبب فقرهم، وانطلق المواطن عند عودته إلى المنزل مع وعاءً مليئاً بالدقيق.

ولكن فجأة نشأت ريح قوية لدرجة أنه في غمضة عين تطاير كل الدقيق من الوعاء وهو يحمله على رأسه، فذهب إلى البيت وأخبر زوجته، فلما سمعته قامت بتوبيخه وضربه بلا رحمة، ثمّ أمرته بالذهاب إلى الريح التي نثرت الطحين ومطالبتها بدفع ثمنه، إمّا بالمال أو بالدقيق بقدر ما كان في الوعاء، خرج الرجل الفقير  الذي تألمت عظامه من الضربات التي تلقاها من زوجته، من المنزل وهو يبكي ويفرك يديه.

لكنّه لم يكن يعلم إلى أين يذهب بخطواته، وأخيراً وصل إلى غابة كبيرة ومظلمة، تجول فيها هنا وهناك، وأخيرًا قابلته امرأة عجوز وقالت: أيّها الرجل الطيب، ما الذي أوصلك إلى هذا البلد، حيث نادرًا ما يطير طائر هنا؟ أجاب الرجل: أيتها الأم الطيبة، لقد دفعتني القوّة إلى هنا، ذهبت إلى المطحنة مع بعض الذرة، وعندما تمّ طحنها، وعدت إلى المنزل، ولكن فجأة هبّت ريح وأخرجت الدقيق من الوعاء.

وعندما أتيت بدونها إلى المنزل وأخبرت زوجتي، ضربتني، وأرسلتني لأطلب من الريح، إمّا أن يعيد لي الدقيق أو يدفع لي مقابلها نقودًا، لذا الآن أذهب هنا وهناك للبحث عن الريح، ولا أعرف أين أجدها، قالت المرأة العجوز: اتبعني، أنا أم الريح ولدي أربعة أبناء، الابن الأول هو الريح الشرقية، والثاني ريح الجنوب، والثالث ريح الغرب، والرابع ريح الشمال، أخبرني الآن، ما هي الرياح التي أفسدت وجبتك؟ أجاب الرجل: ريح الجنوب، يا أمي العزيزة.

ثم قادت المرأة العجوز الرجل إلى عمق الغابة، وأتت إلى كوخ صغير، وقالت: هنا أعيش، تسلل إلى الموقد ولف نفسك، وسيكون أطفالي هنا قريبًا، فقال الرجل: ولكن لماذا عليّ أن ألف نفسي؟ قالت المرأة العجوز: لأنّ ريح الشمال ابني بارد جدًا، وسوف تتجمد، وبعد فترة وجيزة، بدأ أبناء المرأة العجوز في التجمع، وعندما جاءت ريح الجنوب مطولاً، نادت العجوز الرجل من على الموقد وقالت لأبنائها: ريح الجنوب، ابني العزيز هناك شكوى عليك، لماذا تجرح الفقراء؟

ثمّ قالت العجوز: لقد نزعت دقيق هذا الرجل من طبقه، ادفع له الآن مقابل ذلك بالمال، أو كيف شئت، أجاب الريح: حسنًا يا أمي، سأدفع له ثمن دقيقه، ثمّ دعا الرجل وقال: اصغ إلي، خذ هذه السلة، فهي تحتوي على كل ما تتمناه، المال والخبز وجميع أنواع الطعام والشراب، ما عليك سوى أن تقول: أيتها السلة، أعطني هذا وذاك، وستمنحك على الفور كل ما تريده.

وقال: اذهب إلى المنزل الآن، لذلك قدم الرجل قوسه إلى الريح الجنوبية، وشكره على السلة، وذهب إلى المنزل، وعندما عاد الرجل إلى المنزل، أعطى السلة لزوجته قائلاً: يا زوجتي العزيزة، هذه السلة لك وتحتوي على كل ما تتمنيه، فقط اطلبي ما تريدين، فأخذت المرأة السلّة وقالت: أيتها السلّة أعطني طحين خبزاً! وعلى الفور أعطتها السلة أكبر قدر ممكن من رغبتها، ثمّ طلبت مرة أخرى هذا الشيء وذاك، وأعطتها السلة كل شيء في غمضة عين.

بعد أيام قليلة، حدث أن مرّ أحد النبلاء بجوار كوخ الرجل الفقير فلما رأته المرأة قالت لزوجها: اذهب وادع هذا الرجل ليكون ضيفنا، إذا لم تحضره إلى هنا، فسوف أضربك بشدة، فذهب الرجل ودعا النبيل إلى العشاء، في هذه الأثناء، أخذت المرأة الطيبة جميع أنواع الطعام والشراب من السلة، وبسطتها على المائدة، ثمّ جلست بصبر عند النافذة، ووضعت يديها في حجرها في انتظار وصول زوجها وضيفها.

اندهش الرجل النبيل من تلقي مثل هذه الدعوة وضحك، ولم يقبل دعوة الرجل الفقير إلى المنزل، وبدلاً من ذلك، أمر رجاله بالذهاب مع الرجل لتناول العشاء، وطلب منهم عند عودتهم إخباره بكيفية معاملته لهم، لذلك ذهب الخدم مع الرجل، وعندما دخلوا كوخه، اندهشوا للغاية، لأنّه من النظر إلى كوخه، حكموا بأنّه لا بد أن يكون فقير للغاية، لكن من الواضح أنّه كان شخصًا غنياً من الأطباق الموجودة على المائدة.

ثم جلسوا على العشاء وفرحوا، لكنّهم لاحظوا أنّه كلما أرادت المرأة  شيئًا تطلبه السلة وتحصل على كل ما تطلبه، لذلك أرسلوا أحد رفاقهم إلى السوق ليجلب في أسرع وقت ممكن مثل هذه السلة الأخرى ويحضرها إليهم، دون السماح للرجل أو زوجته بملاحظته، عندها ركض الرجل بأسرع ما يمكن، وحصل على سلة مثل الأخرى، وعندما أحضرها إلى الكوخ، أخذ الضيوف سرًا سلة الرجل ووضعوا سلّتهم في مكانها، ثم شكروا الرجل وزوجته، وعادوا إلى سيدهم وأخبروه كيف عاملهم الرجل بلطف.

تخلصت زوجة الرجل من كل ما تبقى من طعام، وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى سلّتها وبدأت تطلب منها ما تريد، وعندما وجدت أنّ السلّة لم تعطها شيئًا، نادت زوجها وقالت: ما هذه السلة التي أحضرتها لي؟ ما الفائدة الآن إذا لم تعطنا شيء؟ ارجع إلى الريح واطلب منه أن يعيد لنا طحيننا، وإلا سأضربك حتّى الموت، فرجع الفقير إلى الريح، وعندما جاء إلى المرأة العجوز، وأخبرها بما طلبت  زوجته، فقالت له المرأة العجوز أن ينتظر ابنها الذي سيعود قريباً إلى المنزل.

وبعد فترة وجيزة جاء الريح الجنوبية، وبدأ الرجل  يشكو من زوجته، ثم أجاب الريح: أنا آسف أيّها الرجل العجوز، لأنّ لديك مثل هذه الزوجة الشريرة، لكنّي سأساعدك ولن تضربك بعد الآن، خذ هذا البرميل، وعندما تصل إلى المنزل وستضربك زوجتك، ضع نفسك خلف البرميل وأصرخ: أيّها البرميل، أضرب زوجتي! وسيضربها ضربًا مبرحًا، فأخذ الرجل البرميل وذهب في طريقه.

وعندما عاد إلى المنزل قال:  أتيت لك ببرميل بدلاً من السلة، فاستشاطت المرأة الطيبة غضبًا وقالت: حقًا! ماذا أفعل به؟ وكانت ستضرب زوجها، لكنّه خطا بهدوء خلف البرميل وصرخ: أيها البرميل، أسحق زوجتي على الفور! وفي لحظة، قفز خمسة أقزام شجعان من البرميل وقاموا بضرب المرأة، ولمّا رأى زوجها أنّها ضُربت بما فيه الكفاية، قال: عودوا إلى البرميل، ثمّ توقفوا على الفور عن ضربها وتسللوا عائدين إلى البرميل.

فكّر الرجل في خسارته وقرر الذهاب على الفور إلى النبيل وإحضار سلّته، وعندما ذهب وطلبها ضحك النبيل على حماقة الرجل، وقال له أن يذهب الى الحقل، فوضع الرجل برميله تحت ذراعه، وانتظر النبيل الذي جاء للقائه ولقتاله، وعندما اقترب، أمر خدمه على سبيل المزاح بضرب الفلاح، وعندما رأى الرجل أنّهم يستهزئون به، فاغتاظ من النبيل، وقال: أيّها الأقزام أخرجوا، وعلى الفور قفز خمسة منهم من البرميل وبدأوا في ضرب رجال النبيل بلا رحمة.

ثمّ ظنّ النبيل أنّهم سيقتلونه، وعلى الفور أمر النبيل رجاله بإحضار السلة وإعطائها للرجل الذي أخذها ودفعها إلى المنزل، وعاش بعد ذلك مع زوجته في سلام ووئام.

العبر المستفادة من قصة الرجل اللطيف وزوجته الشريرة

  • الصبر: تحلى الرجل الفقير بالصبر على الرغم من تصرفات زوجته الشريرة.
  • الذكاء: استخدم الرجل ذكاءه للتخلص من زوجته الشريرة.
  • العدالة: تمّت معاقبة الزوجة الشريرة على تصرفاتها.
  • الرضا: عاش الرجل في سلام ووئام بعد التخلص من زوجته الشريرة.
  • التعاون: ساعدت الريح الرجل الفقير على التخلص من زوجته الشريرة.
  • العقاب: تمّ عقاب النبيل على استهزائه بالرجل الفقير.
  • الندم: ندمت الزوجة الشريرة على تصرفاتها.
  • التغيير: تغيّر سلوك الزوجة الشريرة بعد تلقيها العقاب.
  • الدرس: يجب على الإنسان أن يكون طيبًا ويتعامل مع الآخرين بالاحترام حتى لا يندم على تصرفاته.
  • العائلة: أهمية العائلة والحياة الزوجية السعيدة.
  • الشكر: يجب على الإنسان أن يشكر الله على ما لديه.
  • الرضا بالقضاء والقدر: يجب على الإنسان أن يرضى بما قسمه الله له.

شارك المقالة: