قصة ثلوج كليمنجارو

اقرأ في هذا المقال


هذه القصة هي للمؤلّف المعروف أرنست همينغوي، والذي حاز على جائزة نوبل في مجال الأدب لأكثر من مرة، حتى أن هذه القصة قد تحولّت لعمل سينمائي،  وتحكي هذه القصة عن معاناة رجل من سافر إلى إحدى دول إفريقيا وكان يصارع آخر لحظات حياته فوق جبال كيلمنجارو الثلجية الشهيرة حتى أصابته الغرغرينا ومات.

ثلوج كليمنجارو:

كان هنالك رجل اسمه هاري يسافر كثيراً، وكان أكثر الأماكن التي يسافر إليها هي دول إفريقيا، وفي إحدى رحلات السفاري التي سافر لها، كان يمشي بين الغابات الكثيفة حتى تعرّض لجرح في إحدى أرجله من شوكة نبتة ما، وقامت هذه النبتة بنقل عدوى قاتلة له حتّى تحوّلت لغرغرينا.

بدأت هذه الغرغرينا بالانتشار برجله شيئاً فشيئا وصار يدنو من الموت، في هذه اللحظات بدأ هاري وكأي شخص يتعرّض لهذا الموقف أن يستعيد كل ذكريات حياته ويتأمل بها، كان متردّداً في الكتابة عن وصف آخر لحظات حياته على الرغم من أنه كاتب ولكنّه في النهاية قرّر تدوين هذه اللحظات.

كان من أول ما بدأ هاري الكتابة عنه هو ذكرياته مع زوجته هيلين، ومع غيرها من النساء اللاتي قابلهن في حياته، ودوّن كذلك جميع المشاجرات التي كان يقوم بها مع هؤلاء النسوة؛ فهو كان كثير الشجار وكان دائماً يشعر بأنّه يشعر بتحسّن بعد كل مشاجرة تحصل.

وأثناء كتابته عاد فتردّد في الكتابة؛ فهو يحمل بداخله الكثير من المشاعر المتضاربة التي تجعله يشعر بالدهشة، من التناقضات التي حوله، ومن تغيّر بعض الأشخاص الذين قابلهم في حياته، وكان يشعر كذلك أنّه ربّما لن لن يملك الوقت الكافي للكتابة فربّما إصابته لن تساعده على كتابة كل ما يجو في ذهنه.

بدأ هاري بالكتابة عن المشاجرات التي كانت تحدث بينه وبين زوجته هاري ، والتي كانت تحدث لأسباب تافهة تكاد لا تذكر، وكان يشعر بالندم على تلك اللحظات أثناء كتابته عنها، فهو أمضى فترة من فترات حياته يشرب الكحول ويتعرّف على العديد من النساء في حياته.

كان ينام ويفيق أثناء كتاباته، وكان من ضمن ما خطر بذهنه ولمع للكتابة عنه، هو الحروب التي حدثت في بلده والجنود الذين ماتوا في الحرب، تذكّر أيضاً مشاجرة له مع أحد الضباط، كان يدوّن ويتذكّر لحظات فرحه وحزنه، وشعر وقتها كأن حياته كشريط مسجّل أمامه.

وفجأة وأثناء نومه مرة وإفاقته مرة أخرى نام هاري نوماً عميقاً، وبدأ يحلم بأن هنالك طائرة جائت على جبل كليمنجارو لإنقاذه، وكان بها طيار يدعة كمبتون، ورأى نفسه باخل هذه الطيارة وكان ينظر للمناظر الطبيعية والثلوج الكثيفة التي تغطّي الجبال من أعلى، في تلك اللحظة كان هاري قد مات بعد رحلته الطويلة التي أراد بها اكتشاف نفسه ونعاها أيضاً، وتستيقظ زوجته هيلين على صوت نباح الكلب وهو بجانب جثة هاري وجسده بارداً كالثلج.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال ماقبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: