قصة روزيت في بلاط والدها الملك

اقرأ في هذا المقال


قصة روزيت في بلاط والدها الملك أو (Rosette at the Court of the King Her Father) هي حكاية فرنسيه خيالية، من كتاب الأميرة روزيت، يحتوي هذا الكتاب على خمس حكايات شعبية فرنسية طويلة، كل قصة لها عدة فصول، للمؤلف (Comtesse de Ségur) للناشر، شركة (Penn Publishing Company).

الشخصيّات:

  • الأميرة روزيت.
  • الأمير تشارمان.
  • الملك والملكة.
  • أخوات روزيت.
  • الخادمة.

قصة روزيت في بلاط الملك والدها:

لم تمضِ روزيت في رحلتها سوى ساعتين على الطريق؛ لأنّ عاصمة الملك كانت على بعد عشرة فرسخ فقط من المزرعة، وعندما وصلت روزيت، فوجئت عندما رأت أنّها اضطرت للنزول في ساحة صغيرة قذرة، حيث كانت تنتظرها إحدى الخادمات وقالت لها: تعالي، يا أميرة، أنا مفوضة لتوصيلك إلى غرفتك، فسألت روزيت بخجل: ألا أستطيع رؤية الملكة أمي؟

فردّت الخادمة: في غضون ساعتين، يا أميرة، عندما يجتمعون لتناول العشاء سترينها، في هذه الأثناء يمكنك ارتداء الملابس وتجهيز نفسك، تبعت روزيت الخادمة التي قادتها عبر ممر طويل، كان في نهايته درج ضيق، ثمّ صعدت ببطء، بعد وقت طويل من وصولها إلى ممر آخر حيث دخلت الغرفة المخصصة لها، أقامت الملكة روزيت في إحدى غرف الخدم، حيث وضعت الخادمة الصغيرة ثوب روزيت المتواضع في الزاوية.

وقالت في جو من الإحراج: عفواً، أيتها الأميرة، لأنّني أدخلتك إلى هذه الغرفة، فأنت لا تستحقين الدخول إلى هنا ومكانك هو في أجمل غرف القصر، ولكن أعذريني لقد حجزت الملكة جميع الغرف الأخرى في القصر لضيوفها، من الملوك والملكات والأمراء والأميرات، ولم تكن هناك غرفة أخرى شاغرة، فقالت روزيت مبتسمة: حسنًا، لن ألومك، إلى جانب ذلك، سأكون مرتاحة جدًا هنا، ثمّ قالت الخادمة: سآتي من أجلك أيتها الأميرة بعد ساعتين، لأقودك إلى الملك والملكة في الساعة المناسبة.

قالت روزيت: سأكون جاهزة في انتظارك، فقالت الخادمة: وداعاً أيتها  الأميرة الجميلة وخرجت، قامت روزيت الآن بتفكيك صندوقها، وكان قلبها ينبض ويتسارع بشكل مضطرب، ثمّ تنهّدت بشدة، وسحبت رداءها من القماش الخشن والأشياء الأخرى من صندوقها، كانت روزيت بارعة للغاية حيث رتّبت شعرها الأشقر الرائع بشكل أكثر جمالاً، وقامت بوضع الورود والزينة الأخرى بشعرها.

كان غطاء رأسها ساحرًا جدًا لدرجة أنّه جعلها أكثر جمالًا بمئات المرات، ولمّا لبست حذائها وجواربها ورداءها، كانت دهشتها عضيمة عندما رأت أنّه أصبح مصنوعاً من الديباج الذهبي المطرز بالياقوت الرائع، وأصبح حذائها الثقيل الخشن الآن من الساتان الأبيض، مزين بإبزيم من ياقوتة واحدة ذات لمعة رائعة، كانت جواربها من الحرير ولها نعومة مثل نسيج العنكبوت.

كان عقدها من الياقوت المحاط بماسات كبيرة، وأساورها من الماس، أروع ما يمكن رؤيته على الإطلاق وكأنّ سحراً سقط فوق ملابسها وحوّلها إلى هذا الشكل الرائع، ركضت روزيت الآن إلى المرآة ورأت أنّ ملابسها قد أصبحت رائعة وأنّ القلادة من حبّات الفول كانت عبارة عن قطع من اللؤلؤ، وكانت في غاية الجمال والروعة بحيث لا يمكن أن يمتلكها إلا الجنيّة وحدها.

عند رؤيتها ذلك رقصت روزيت السعيدة المبتهجة حول الغرفة الصغيرة، وشكرت عرّابتها الطيبة بصوت عالٍ على اختبار طاعتها ومن ثمّ كافأتها بشكل رائع، طرقت الخادمة الباب الآن، ودخلت وبدأت من جديد منبهرة بجمال روزيت وروعة ملابسها، ثمّ طلبت من روزيت أن تأتي معها فتبعتها روزيت حيث نزلنّ السلالم، ومررن بالعديد من الغرف والممرات ودخلنّ أخيرًا مجموعة من الصالونات الرائعة، مليئة بالملوك والملكات والنبلاء.

فكان كل من رأى روزيت توقف وتحوّل إلى الإعجاب بها، ومع ذلك، كانت الأميرة المتواضعة تخجل من أن تحدّق بهم ولم تجرؤ على رفع عينيها، أخيرًا توقفت الخادمة مؤقتًا وقالت لروزيت: أيتها الأميرة، انظري هذه الملكة والدتك والملك! رفعت روزيت عينيها ورأت أمامها الملك والملكة اللذان اعتبراها مفاجأة كوميدية، فقال لها الملك أخيرًا: سيدتي، يسعدني أن تخبريني باسمك، لا شك أنّك ملكة عظيمة أو جنيّة أعظم، وجودها غير المتوقع هو شرف وسعادة لنا.

قالت روزيت وهي تنزل برشاقة على ركبتيها: مولاي، لست ملكة عظيمة ولا جنيّة قوية، ولكن ابنتك روزيت الذي كان لطفًا منك بما يكفي لدعوتها، عند ذلك صاحت الملكة قائلة: روزيت، أنت ترتدين ملابس رائعة أكثر مما كنت عليه في أي وقت مضى! من إذاً يا آنسة أعطاك كل هذه الأشياء الجميلة؟ فقالت روزيت بأدب: عرّابتي، يا سيدتي، أرجو أن تسمحي لي يا سيدتي، بلطف أن أقبّل يدك وتقدميني إلى أخواتي.

أعطتها الملكة يدها ببرود، ثمّ أشارت إلى ابنتيها أورانجين وروسيت اللتان كانتا بجانبها فقالت: هناك أخواتك، استدارت روزيت المسكينة التي حزنت على هذا الترحيب البارد من والدها وأمها، بكل سرور نحو أخواتها وأرادت أن تعانقهما، لكنهما تراجعتا برعب خوفًا من أن تثير انتباه الجميع لمقارنة جمال لونها معهما، ثمّ غطت أورانجين نفسها بالأبيض لإخفاء بشرتها الصفراء وروسيت لإخفاء نمشها القبيح.

صُدمت روزيت من تصرف أخواتها، لكن سرعان ما أحيطت بسيدات البلاط وجميع الأمراء المدعوين، وبينما كانت تتحدث بتهذيب وطيبة وأظهرت تحدثها عدة لغات، فتنت كل من اقترب منها وأظهروا مدى إعجابهم بها، كانت أختيها أورانجين وروسيت غيورتين بشكل مخيف، وكان الملك والملكة من جهة أخرى غاضبين، لأنّ روزيت استحوذت على كل الاهتمام، ولم ينتبه أحد لأخواتها بعد ذلك.

كان من بين المدعوين على المائدة، الأمير الشاب شارمان الذي كان ملكًا لأروع وأجمل ممالك الأرض، والذي كانت أورانجين تأمل أن يتزوج بها، ولكنّه وضع نفسه بجانب روزيت وانغمس في النظر لها تمامًا أثناء تناول الطعام ولم يبعد عينيه عنها طوال الحفل، وبعد العشاء، غنّت أورانجين وروسيت مع بعضهما من أجل لفت الانتباه إلى أنفسهنّ، لقد غنين بالفعل بشكل رائع ورافقن غنائهنّ العزف على القيثارة.

في تلك الأثناء كانت روزيت جيدة حقًا وتمنّت لأختها أن يحبها الأمير، وأشادت بأخواتها بلطف وأثنت عليهنّ وعلى موهبتهن، وبدلاً من أن تتأثر أورانجين بهذا الشعور الإيجابي والسخي من أختها الطيبة، بل على العكس فكّرت في أن تلعب أختها خدعة خبيثة على أختها من أجل إحراجها أمام الجميع، لذلك طلبت منها الغناء وأصرّت على ذلك.

أمّا روزيت فقد رفضت بشكل متواضع لبعض الوقت وذلك لأنّها فعلاً كانت تشعر بالخجل لظهورها لأول مرة أمام هذا الجمع من الناس الذين لا تعرفهم، ولكنّ أخواتها اللواتي افترضن أنها لا تعرف كيف تغني أصررن على ذلك حتى الملكة نفسها، كان لديها الرغبة في إذلال روزيت المسكينة، وانضمت بتوسلاتها لتوسلات بناتها وبعد كثير من التوسل دون جدوى، أمرت الملكة الأميرة الشابة بالغناء.

بعدما سمعت روزيت رغبة والدتها وأصرارها، انحنت إلى والدتها الملكة باحترام، وقالت: أنا رهن أوامرك يا سيدتي، ثمّ أخذت القيثارة وأذهلت أخواتها بطريقتها الساحرة وصوتها الرائع الذي جعل الجميع يصمت بذهول ليتابع نغمات صوتها، ولكن كان من دواعي سرور أخواتها حقًا مقاطعتها عندما بدأت مقدمتها لأنهنّ رأين في لمحة أن موهبتها كانت أعلى بكثير من موهبتهن.

ولكن عندما أكملت غنائها بصوت جميل ورخيم، حيث غنّت قصة رومانسية ألّفتها بنفسها عن سعادتها بكونها طيبة ومحبوبة، فاندلع الإعجاب بها، وأصبح الحماس عامًا وكادت أخواتها تغمرهن الغيرة والحسد، ثمّ تقدم منها الأمير شارمان بإعجاب، واقترب من روزيت وعيناه مبللتان بالدموع، وقال لها: أيتها الأميرة الساحرة والجميلة، لم أسمع صوتًا بهذا الشكل من قبل، ألا يمكنني الاستمتاع بسماعك مرة أخرى؟

ولكنّ روزيت التي كانت تدرك بشكل مؤلم غيرة أخواتها، اعتذرت عن نفسها قائلة أنّها مرهقة، ولكنّ الأمير شارمان الذي كان يتمتع بذكاء ودقّة ملاحظة واضحين، عرف الدافع الحقيقي لرفضها ولاحظ  جفاء عائلتها تجاهها، وأعجب بروزيت أكثر بسبب رقتها، غضبت الملكة من نجاح روزيت، وأنهت الحفلة في ساعة مبكرة وذهبت غاضبة لغرفتها، ثمّ عادت روزيت إلى غرفتها الصغيرة وخلعت ملابسها بنفسها.

خلعت رداءها وزينتها ووضعتها في علبة رائعة من خشب الأبنوس وجدتها في غرفتها، ولدهشتها، وجدت في جذعها الصغير رداء من القماش الخشن، وغطاء من الريش، وقلادة المكسرات، والفاصوليا الجافة، والأحذية الخشنة من اللباد والجوارب الزرقاء، ومع ذلك، لم تسمح لنفسها بالانزعاج، وتأكدت من أنّ عرابتها الطيبة ستساعدها في الوقت المناسب.

لقد حزنت روزيت بالفعل لبرودة والديها وغيرة أخواتها، ولكن كما توقعت أن يفعلوا ذلك، لأنّها لم تكن تعرفهم من قبل، وفكرت بأنّ هذا من الممكن أن يكون السبب، ولقد بقي هذا الانطباع المؤلم من أهل روزيت في عقل الأمير تشارمان الذي بدا رجلاً جيدًا جدًا، والتي كانت مستمتعة للغاية في انتباهه إليها، وسرعان ما نامت روزيت بسلام واستيقظت في وقت متأخر من الصباح.

المصدر: https://en.wikipedia.org/wiki/,Rosette at the Court of the King Her Father المصدرhttps://www.youtube.com/watch?v=-Thnfxz0BZY,Rosette at the Court of the King Her Fatherhttps://www.worldoftales.com/Old_French_fairy_tales.html#gsc.tab=,Rosette at the Court of the King Her Father


شارك المقالة: