قصة قصيدة أرقت فبت لم أذق المناما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أرقت فبت لم أذق المناما

اعتاد الشعراء العرب على مر العصور منذ العصر الجاهلي وحتى أيامنا هذه على رثاء أحبائهم عندما يموتون، فكانت القصائد طريقتهم للبكاء على أحبابهم، فهي تخرج ما في صدورهم من حزن، ومن هؤلاء الشعراء شاعرنا صخر الغي الذي رثى ابنه تليد.

أما عن مناسبة قصيدة “أرقت فبت لم أذق المناما” فيروى بأن صخر الغي كان له ابنًا يقال له تليد، وكان تليد صبيًا في مقتبل عمره، ولكن مرضًا أصابه، وبسبب هذا المرض توفي الغلام، وعنما وصل خبر ذلك إلى صخر الغي، حزن على وفاة ابنه حزنًا شديدًا، ورثاه بقصيدة تعتبر واحدة من أفضل قصائد الرثاء على مر التاريخ، وفيها قال:

أَرِقتُ فَبِتُّ لَم أَذُق المَناما
وَلَيلي لا أُحِسُّ لَهُ انصِراما

لَعَمرُكَ وَالمَنايا غالِباتٌ
وَما تُغني التَميماتُ الحِماما

لَقَد أَجرى لِمَصرَعِهِ تَليدٌ
وَساقَتهُ المَنِيَّةُ مِن أَذاما

إِلى جَدَثٍ بِجَنبِ الجَوِّراسٍ
بِهِ ما حَلَّ ثُمَّ بِهِ أَقاما

أَرى الأَيّامَ لا تُبقي كَريماً
وَلا العُصمَ الأَوابِدَ وَالنَعاما

يقول الشاعر بأن الأيام لا تبقي أحد، وليس هنالك أحد مخلد في هذه الحياة، حتى وإن كان من الكرماء، ولا تبقى آثار الوحوش والنعام.

أُتيحَ لَه أُقَيدَرُ ذو حَشيفٍ
إِذا سامَت عَلى المَلَقاتِ ساما

خَفِيُّ الشَخصِ مُقتَدِرٌ عَلَيها
يَشُنُّ عَلى ثَمائِلِها السِماما

فَيَبدُرُها شَرائِعَها فَيَرمي
مَقاتِلَها فَيَسقيها الزُؤاما

وَلا عِلجانُ يَنتابانَ رَوضاً
نَضيراً نَبتُهُ عُمّاً تُؤاما

كِلا العِلجَينِ أَصعَرُ صَيعَرِيٌّ
تَخالُ نَسيلَ مَتنَيهِ الثَغاما

الخلاصة من قصة القصيدة: كان لصخر الغي غلام يقال له تليد، وتوفي تليد بينما كان طفلًا صغيرًا فرثاه صخر الغي بقصيدة.

نبذة عن صخر الغي

هو صخر بن عبد الله الهذلي أو الخيثمي أحد أبناء بني خثم. ولقب بالغي لخلاعته وبأسه وكثرة شره، وهو شاعر من الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي، أدرك الإسلام، وتوفي في عصر صدر الإسلام، وكان يغير على القبائل ومعه أخوته الأعلم وصخير وأبي عمر، وكانوا جميعهم يجيدون القتال، وكانوا مشهورين بسرعتهم في العدو.

وفي واحدة من الغزوات التي قاموا بها، وكانت على قبلة بني المصطلق، تمكن بنو المصطلق من قتله، فقد سبق من كانوا معه في تلك الغزوة إلى القتال، وتأخروا عنه، فاجتمع عليه بنو المصطلق، ولكنه ثبت، وقاتلهم، حتى تمكنوا في النهاية من قتله، وبعد أن قتلوه رثوه بقصيدة.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: