قصة قصيدة أيها المنكح الثريا سهيلا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أيها المنكح الثريا سهيلا

أمّا عن مناسبة قصيدة “أيها المنكح الثريا سهيلا” فيروى بأن أخا عمر بن أبي ربيعة الحارث رجل تقي شريف عفيف، لا يصاحب النساء، ولا يقف معهن، ولا يكلمهن، على عكس أخيه، وبسبب ذلك كان كثير الموعظة والنصح له بأن يترك النساء، ويعود إلى ربه، وكان عمر بن أبي ربيعة يحب فتاة يقال لها ثريا، وكانت هي تحبه أيضًا، وفي يوم من الأيام كان هنالك موعد بين عمر وحبيبته ثريا، ولكن عمر نسي الموعد، وذهب إلى المسجد لكي يصلي في وقت المغرب، وجاءت حبيبته في موعدها ولم تكن تعلم بأنه غير موجود في البيت.

وكان أخاه الحارث نائمًا في مكانه، فدخلت إلى الغرفة ورمت بنفسها عليه، وهي لا تشك للحظة بأنه ليس عمر، فقفز الحارث من فوره، صرخ في وجهها قائلًا: من انت؟، فقالت له: أنا الثريا، وعندها قال الحارث: والله إني لا أرى أخي عمر قد انتفع بعظتنا، ومن ثم أخرج الثريا من البيت.

وعندما عاد عمر بن أبي ربيعة إلى بيته بعد الصلاة، كان أخاه ينتظره، وفي اللحظة التي دخل فيها، أوقفه أخاه وقال له: ويلك، لقد كدت أن أفتن بعدك، فقال له عمر: وما الذي حصل؟، فقال له: بينما كنت في المسجد أتت ثريا، ورمت بنفسها علي، ولم أشعر بها حتى أصبحت فوقي، فقال له عمر: إذا لا تمس جسمك النار من بعد أن لمستك، فقال له الحارث: عليك وعليها لعنة الله.

ومن بعد ذلك زوج أهل الثريا ابنتهم لرجل يقال له سهيل بن عبد الرحمن بن عوف، وعندما وصل خير ذلك إلى عمر بن أبي ربيعة، أنشد قائلًا:

أَيُّها المُنْكِحُ الثُّريّا سُهَيْلاً
عَمْرَكَ اللهَ كَيْفَ يَجْتَمعانِ

هيَ شأْميَّةٌ إذَا ما استَقَلَّتْ
وسُهَيْلٌ إِذَا استَقَلَّ يَمانِ؟

نبذة عن عمر بن أبي ربيعة

هو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، شاعر من عراء العصر الأموي، اشتهر بجماله، وحبه للنساء، كان أكثر شعره في الغزل، ولد في مكة المكرمة في عام ثلاثة وعشرون للهجرة، وتوفي فيها في عام ثلاثة وتسعون للهجرة.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: