قصة قصيدة إلى أوس بن حارثة بن لأم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إلى أوس بن حارثة بن لأم:

أمّا عن مناسبة قصيدة “إلى أوس بن حارثة بن لأم” فيروى بأن النعمان بن المنذر وهو ملك الحيرة، قد جلس في مجلسه في يوم وكان يرتدي ملابسًا مرصعة لم ير أحد مثلها من قبل، وسمح للناس بالدخول عليه، وكان من بينهم رجل يدعى أوس بن حارثة، فأخذ الناس ينظرون إلى حلته ويقولون لبعضهم البعض: إني لم أر مثل هذه قط، ولم أيمع بأن أحد يقدر على مثلها، وأوس لا ينظر إليها كما يفعل البقية، فقال له النعمان بن منذر: إني لم أر أحدًا من الحاضرين لم يستحسن حلتي، ولم يتحدث عنها إلا أنت، لم تنظر إليها ولم تستحسنها، فقال له أوس: أسعدك الله، إنّي إن رأيت ملابسك مع تاجر لاستحسنتها، ولكن عندما ترتديها أنت فنظري سوف يتوجه إليك وليس إلى ملابسك، فاستحسن النعمان قوله.

وعندما أراد الناس أن يخرجوا، قال لهم الملك: احضروا إلى مجلسي في الغد، فسوف ألبس حلتي لسيدكم، فانصرفوا وأتوا في اليوم التالي، ولكن أوس لم يحضر معهم، فقال له من معه: لم لم تذهب مع الجمع إلى الملك، فلعله يلبسك الحلة، فقال لهم: إن كنت سيد قومي فلست سيد العرب، وإن ذهبت ولم يعطني إياها فسوف أغادر وأنا منقوص، وإن كان يقصدني، فسوف يعرف أين يجدني.

وعندما اجتمع الناس عند الملك، نظر إليهم لم يجد أوس بينهم، فسأل عنه، وأخبر رجاله أن يحضروه، وعندما أتاه ألبسه الحلة، فحسده الحاضرون، وقرروا أن يدفعوا للشعراء لكي يقوموا بهجائه، فجمعوا خمسمائة ناقة، وذهبوا إلى الحطيئة، وقالوا له بأن يهجو أوس، ومقابل هجائه سوف يعطونه الخمسمائة ناقة، ولكنه رفض وقال لهم: كيف أهجوه؟، وهو حسيب كريم شجاع محسن، لا ينقطع عطائه ولا ينكر بيته.

وسمع بخبر ذلك بشر بن أبي خازم، فهجاه قائلًا:

إلى أوس بن حارثة بن لأمٍ
ليقضي حاجتي فيمن قضاها

فما وطئ الثّرى مثل ابن سعدى
ولا لبس النّعال ولا احتذاها

ووصل خبر الشعر إلى أوس، فأرسل في طلبه، فهرب بشر وترك الإبل ورائه، فأحضرها الرجال إلى أوس، فأخذها، وبقي يلاحقه، وكان بشر يستجير بقبائل العرب، ولكن لم يقبل أي منهم بأن يجيره، فقبض عليه رجال أوس، وأحضروه له، وعندما وقف بين يديه، قال له: أتذكر أمي في شعرك؟، والله لأقتلنك، ولكن أمه أقسمت عليه أن يطلق سراحه، فأطلق سراحه وأخبره بأن أمه هي من منعته من قتله، فأقسم بشر على أن لا يقول الشعر إلا إذا كان مدحًا لأوس.

نبذة عن الشاعر بشر بن أبي خازم:

هو بشر بن أبي خازم بن عمرو بن عوف، شاعر جاهلي من أهل نجد، من بني أسد.

المصدر: كتاب "ديوان بشر بن أبي خازم الأسدي" تأليف ابن ابي خازمكتاب " الشعر والشعراء " تأليف ابن قتيبة كتاب " الاغاني " تاليف أبو فرج الاصفهانيكتاب " البداية والنهاية " تأليف ابن كثير


شارك المقالة: