قصة قصيدة بنيت بعبد الله بعد محمد

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة بنيت بعبد الله بعد محمد:

بالنسبة مناسبة قصيدة “بنيت بعبد الله بعد محمد”، فيروى بأنه في يوم من الأيام وبينما كان الشاعر سعيد بن سلم جالسًا في مجلس أمير المؤمنين هارون الرشيد، وبينما هو يتحدث إليه، ذكر له خبر شاعر من الأعرابيين، وأثنى عليه خير الثناء، وقال للخليفة: والله إني لم أسمع لأعرابي مثله من قبل قط، فأعجب الخليفة هارون الرشيد بهذا الأعرابي قبل أن يراه، وأمر أحد رجاله بأن يذهب إليه، ويأتيه به، وأمره بأن لا يعود إلا وهذا الأعرابي معه، فخرج الرجل يبحث عنه، حتى وجده، وأخبره بأن أمير المؤمنين يريده، وبأنه يجب عليه أن يذهب معه، فوافقه الأعرابي، وتوجه معه نحو قصر الخليفة.

وعندما وصل الأعرابي إلى قصر الخليفة، دخل إلى باب مجلسه، فدخل الحاجب إلى الخليفة وأخبره بأنه في الخارج يستأذن للدخول، فأمره بأن يدخله، فخرج إليه وأدخله، وعندما دخل الأعرابي، ورآه الخليفة تبسم، ومن ثم قال له سعيد: تكلم يا أخي، بشرف الخليفة، فأنشد الأعرابي شعرًا أعجب جميع من كان حاضرًا، وأعجب أمير المؤمنين.

وقال له الخليفة: إني أسمع ما تقول وأنا مستحسن له، وانكره عليك متهمًا إياك، فإن كان ما تقول من شعر لك؛ فقل في هذين الإثنين “وأشار إلى ولديه محمد الأمين وعبد الله المأمون” ببيتين من الشعر في هذه اللحظة، فقال له الأعرابي: يا أمير المؤمنين، والله إنك قد أخذتني على حين غرة، وحملتني على غير جدد، إني أرجو منك أن تمهلي لحظة لكي أفكر قليلًا، قبل أن أقول فيهما الشعر، فقال له هارون الرشيد: حسنًا، سوف أمهلك بعضًا من الوقت، وجعلت لك حسن اعتذارك بدلًا في امتحانك، فأخذ الأعرابي لحظة يفكر فيها، ثم أنشد قائلًا:

بنيتَ بعبد الله بعد محمدٍ
ذرى قُّبة الإسلام فاخضرَّ عودها

هما طُنُباها بارك الله فيهما
وأنت أمير المؤمنين عمودها

فقال له الخليفة: أحسنت أيها الأعرابي، بارك الله في لسانك، فاطلب ما شئت، فطلب الأعرابي من الخليفة مائة من الإبل، وأعطاه الخليفة إياها كجائزة له عما قال فيه وفي أبنائه.

حالة الشاعر:

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الفخر بأمير المؤمنين هارون الرشيد وابناه الأمين والمأمون.

المصدر: كتاب "الدولة العباسية" تأليف محمود شاكر أبو فهر كتاب " تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ " تأليف الدكتور محمد سهيل طقوش كتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: