قصة يد أمي الجميلة

اقرأ في هذا المقال


من أكثر ما يقدّمه الآباء هي التضحية من أجل الأبناء، سنحكي في قصة اليوم عن أم فقدت إحدى يديها بسبب إنقاذها لابنتها الصغيرة من حريق نشب في منزلها، وعندما كبرت البنت وسألت أمّها عن السبب فأخبرتها والدتها أنّ السبب هو إنقاذها لها، بكت الفتاة الصغيرة وأصبحت ترى يد أمّها من أجمل الأيادي على الرغم من التشوّه الذي تعرّضت له.

قصة يد أمي الجميلة

ماري كانت أم لطفلة صغيرة، وفي إحدى الأيام بينما كانت ماري ترضع ابنتها الصغيرة نامت ابنتها، قالت ماري: سأضع ابنتي في سريرها وأذهب لجارتي كي أعطيها الأشياء وأعود قبل استيقاظ ابنتي، وعندما ذهبت ماري لجارتها وقفت وبدأت تتحدّث معها، وبينما هم كذلك إذ سمعت ماري صوت إنذار الحريق والدخان يملأ المكان.

خافت الأم ماري ممّا حدث، ولكن قالت لها جارتها: لا تقلقي فهذه حرائق الغابات التي تنشب باستمرار دون توقّف، ولكن ماري شعرت بعدم ارتياح وقالت لجارتها: لا بدّ أن أعود قبل استيقاظ ابنتي، ذهبت مسرعة إلى المنزل، ولاحظت بأن الناس يركضون باتجّاه منزلها، وعندما وصلت كان الحريق قد نشب في منزلها بالداخل، صرخت ماري بصوت عالي وقالت: ابنتي بالداخل.

كان رجال الإطفاء قد وصلوا المنزل، وكانوا يحاولون السيطرة على هذا الحريق، وعندما وصلت ماري لباب منزلها وكانت تريد الدخول قال لها أحد الجيران: لا تقلقي فرجال الإطفاء سيقومون بإطفاء النار وستكون ابنتك بخير، ابتعدي كي لا تؤذي نفسك، ولكن ماري أصرّت على الدخول؛ حتّى إن أحد رجال الإطفاء حاول منعها، ولكنّها قامت بدفعه إلى الداخل واتجّهت مسرعة لغرفة ابنتها.

وصلت الأم غرفة ابنتها وكانت ابنتها نائمة في سلام ولم يصبها أي أذى، حملت الأم ابنتها وخرجت من المنزل وكان الدخان يملأ المكان، أغشي على الأم ووقعت على الأرض، وعندما تم إسعافها إلى المستشفى كانت الأم قد أصيبت بجروح بالغة في يدها، ومع مرور الوقت ورغم العلاجات التي أجرتها ليدها إلّا أنّها أصبحت بشكل غير لائق وقبيح.

كبرت الفتاة الصغيرة وعندما كانت تنظر ليدي أمّها كانت تستغرب من شكلهم، وفي مرّة من المرّات قرّرت الفتاة أن تسأل أمّها عن سبب شكل يديها القبيح، فردّت عليها أمّها وهي تبكي بحرقة عندما تذكّرت يوم الحادثة: لقد نشب حريق في المنزل وكنت أريد أن أنقذك لذلك أصبحت يداي بهذا الشكل، ولكن أنا لست حزينة بل أنا سعيدة لأنّني استطعت إنقاذك.

نظرت الأم لابنتها وبكت متأثّرة ممّا قالته لها أمّها، اقتربت منها واحتضنتها وقالت لها: إنّ يداكِ يا أمي هما أجمل يدين في كل العالم، إنّني أحبك جداً.

المصدر: مدخل الى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: