قصة ينبوع العملاق

اقرأ في هذا المقال


قصة ينبوع العملاق أو (The Fountain of Giant) هي قصة خيالية من القصص البرازيلية حيث تعتمد الحكايات البرازيلية التقليدية من قصص الإبداع وقصص السحر إلى حكايات الحيوانات والمخادعين على التقاليد الثقافية المتنوعة للشعوب الأصلية.

الشخصيات:

  • الأمراء الثلاثة.
  • الملك.
  • العجوز.

قصة ينبوع العملاق:

منذ زمن بعيد عاش ملك أعمى ولقد جمع جميع الأطباء الحكماء في المملكة لعلاجه، لكن دون جدوى ولم يفعل أي منهم شيئًا واحدًا لاستعادة بصره المفقود، وذات يوم جاءت امرأة عجوز إلى باب القصر تتوسل الصدقات فقالت للخادم: أود أن أقول للملك الأعمى أنني أعرف علاجًا أكيدًا له، قاد الخادم المرأة العجوز أمام الملك الذي كان جالسًا على العرش.

لكنّ عينيه العمياء كانتا مغطاة بالضمادات وكان وجهه حزينًا لأنّه لم يعد يرى ضوء الشمس من نافذة القصر ولا وجه الملكة، قالت المرأة العجوز وهي تنحني أمامه: جلالة الملك لا يوجد سوى شيء واحد في العالم كله يعيد بصرك المفقود، إنّه ماء ينبوع العملاق، اغسل عينيك بهذا الماء وستستعيد بصرك في الحال، فسألها الملك: كيف يمكنني الحصول على هذه المياه الرائعة؟

أرض العملاق هي مسافة طويلة من مملكتي ولا أعرف الطريق إلى هناك، قالت العجوز: ستحتاج إلى بناء أسطول قوي للإبحار فوق النهر العظيم الذي يؤدي إلى أرض العملاق وسوف تحتاج الرحلة كقائد لها إلى أمير ذي قلب شجاع، لأنّه سيكون هناك العديد من المخاطر في طريقه لاختبار قوته حيث تقع نافورة العملاق على قمة جبل صخري طويل شديد الانحدار.

ولا يمكن الوصول إليها إلا من قبل الأمير الذي يصعد الجبل لا ينظر إلى اليمين ولا إلى اليسار، وعلى طول الطريق يقف عمالقة ضخمة على استعداد لاستعباد أحدهم عندما يتوقف عن النظر إلى الأمام مباشرة، وإذا نجح في تسلق الجبل فإنّ النافورة موجودة في القمة، لكن يحرسها تنين ويمكن أن يقترب منه عندما يكون نائماً، و إذا كنت قادرًا على إرسال أمير شجاع وحكيم بما يكفي للنجاح، فسيجد هناك على قمة الجبل امرأة عجوز صغيرة ستخبره ما إذا كان التنين نائمًا أم لا.

ثمّ بعد هذه الكلمات غادرت المرأة العجوز الصغيرة وفكر الملك في نصيحتها، ثمّ أرسل إلى أولاده الأمراء الثلاثة وأخبرهم القصة، قال الأمير الأكبر : أنا سأحضر لك زجاجة من مياه ينبوع أرض العملاق حتى تستعيد بصرك، أمر الملك بتجهيز أسطولًا عظيمًا بالاستعداد للإبحار عبر النهر إلى أرض العملاقة وكانت المملكة بأكملها تعج بالتحضير للرحلة.

قام الأمير بزرع شجرة برتقال في حديقة القصر وقال لأخيه الأصغر: راقب هذه الشجرة عن كثب، إذا بدأت أوراقها تذبل ستعلم أنّ الشر قد أصابني، لذلك تعال لمساعدتي وانطلق الأمير الأكبر بأسطوله ورسوا في العديد من الموانئ على طول الطريق، كان الأمير مغرمًا جدًا بالألعاب وكانت هناك العديد من الفرص للعب في طريقه وقبل أن يصل إلى أرض العملاق فقد نقوده الذهبية.

وبعد أن أبحر الأمير فوق النهر العظيم الذي يؤدي إلى الأرض العملاقة، رأى الجبل الصخري أمامه، فصعد ببطء إليه وأبقى عينيه مثبتتين للأمام، وسرعان ما سمع أصواتًا ضخمة تصرخ في وجهه حيث كان يرى من زوايا عينيه أشكالًا عملاقة على طول المسار، ونسي أنه لا ينبغي أن ينظر إلى اليمين ولا إلى اليسار، وفي اللحظة التي أدار فيها الأمير عينيه، قبض عليه عملاق على الفور وجعله عبدًا له.

قال العملاق: ستكون عبدي إلى الأبد إلا إذا كان لديك ما يكفي من الذهب لدفع فدية، ولكنّ الأمير لم يكن لديه ذهب، في تلك الأثناء بدأت أوراق شجرة البرتقال التي زرعها الأمير الأكبر تذبل ولاحظ شقيقه الأصغر ذلك على الفور وذهب إلى الملك، وقال: أبي أعلم أن أخي وقع في ورطة ويجب أن أذهب لمساعدته، أعدّ الملك على الفور أسطولًا عظيمًا آخر، ولقد زود الأمير بذهب أكثر مما أخذه معه أخوه.

ثمّ زرع الأمير شجرة ليمون ودعا أصغر أمير إلى الحديقة وأخبر الأمير أن يراقب شجرة الليمون، وإذا بدأت أوراقها تذبل سيكون في ورطة لذلك يجب أن يلحق لمساعدته، وحدث معه ما حدث مع أخيه تماماً وأصبح عبداً للعمالقة، وفي حديقة القصر كان الأمير الأصغر يراقب شجرة الليمون التي ذبلت أيضاً، وعندما لاحظ ذلك وركض في الحال إلى الملك وقال: أخي في ورطة ويجب أن أذهب لمساعدته.

قال الملك: أنت مجرد فتى كيف يمكنك أن تنجح عندما فشل أخوتك الأكبر سناً؟ لا أستطيع أن أتركك تذهب، أنت كلّ ما لدي الآن، توّسل الأمير الأصغر بشدة ليذهب إلى حد أن والده وافق مطولاً على طلبه وأعد له أسطولًا، وأعطاه كل الذهب الذي يمكن أن يجمعه في المملكة وانطلق الأمير بقلب شجاع، أبحر في طريقه بثبات على الرغم من وجود أصوات في كل موانئ تأمره بالبقاء.

وكانت هناك ألعاب وولائم ولكنّه لم يتوقف عندها كما فعل إخوته، وسرعان ما وصل أصغر أمير إلى أرض العملاق، وقبل أن يبدأ في الصعود وضع القطن أولاً في أذنيه، ثمّ صعد الجبل شديد الانحدار، ولم ينظر إلى اليمين ولا إلى اليسار ومن خلال القطن في أذنيه لم يسمع أصوات العملاقة تناديه، لقد أبقى عينيه مثبتتين للأمام بثبات وتسلق للأعلى على الرغم من أنّ الطريق كان مليء بالحجارة، ومنعه القطن في أذنيه من سماع أصوات شقيقيه وهم يصرخون.

ثمّ رأى الصبي النافورة في قمة الجبل وكانت المرأة العجوز تقف في الطريق تراقب صعوده وحالما اقترب منها أخرج القطن من أذنيه حتّى يسمع ما تقوله له فقالت: لقد وصلت إلى لحظة آمنة، التنين نائم، وساعدت المرأة العجوز الصغيرة الأمير في ملء الزجاجة بالماء من النافورة، ثمّ قالت: التنين الذي يحرس النافورة هو أميرة مسحورة وفي غضون عام ويوم من هذه اللحظة سينكسر سحرها.

تعال مرة أخرى واطلب منها  الزواج، وأعطت المرأة العجوز الصغيرة خاتمًا للأمير وسحب الأمير خاتمًا من إصبعه وأعطاه للمرأة العجوز الصغيرة وقال: عندما ينكسر السحر ضع خاتمي على إصبع الأميرة وتوقعي مني العودة بعد عام ويوم، وعاد الأمير إلى أسفل المنحدر الحاد للجبل، وعندما كان في منتصف الطريق أسفل الجبل رأى شقيقيه واقفين في طريقه، وصرخوا له لإنقاذهما.

فدفع الأمير الصغير فدية لأخوته، وعادوا معاً وعندما كانوا يبحرون عبر النهر العظيم باتجاه المنزل، تآمر الشقيقان الأكبر سناً على الأمير الأصغر، وقال أحدهما للآخر: دعنا نلقي بأخينا في الشاطئ، ثمّ نذهب لأبينا مع الماء من ينبوع العملاق وعندما يستعيد بصره لن نقول أننا رأينا أخينا الأصغر، وهذا ما فعله الأميران الكبيران حيث رميا أخوهما إلى الشاطئ عندما كان نائمًا.

وعندما أفاق وبعد العديد من الرحلات الطويلة المرهقة، وجد ملاذاً في كوخ صياد فقير وذهب للعمل لديه، واستعاد الملك بصره على الفور عندما غسل عينيه في الماء من ينبوع العملاق، وتمّ تقسيم المملكة بين الأميرين، لكنّ المملكة كلها حزنت على فقدان الأمير الصغير ولم يستسلم الملك والملكة أبدًا على أمل أن يعود إليهما، وفي تلك الأثناء تخلصت الأميرة التنين في أرض العملاق من سحرها واستعادت شكلها كأميرة جميلة.

وكانت المرأة العجوز الصغيرة والأميرة تنتظران عودة الأمير وفقًا لوعده، وعندما شكّت العجوز بأنّ الشر قد حلّ بالصبي ذهبت للبحث عنه ورافقتها الأميرة الجميلة إلى قصر الملك، وعندما استمع الملك إلى قصتهن، استدعى الأمراء المذنبين أمامه و أُجبروا على الاعتراف بعملهم الشرير، وتمّ إلقاءهم على الفور في السجن، ثم أبحر الملك والملكة بأسرع سفنهم إلى المكان الذي أُلقى فيه الأمير الصغير إلى الشاطئ.

وعندما وجدوا كوخ الصياد والأمير يعمل لدى الصياد فرح الجميع عندما رأوا الأمير على قيد الحياة والتقى الأميرة الجميلة التي أصبح عروسه، وقال الملك: لقد أثبتت للعالم أجمع أنك مؤهل للحكم كملك على أرضنا العادلة عندما أموت.

المصدر: The Fountain of Giant


شارك المقالة: