قصة العملاق ذو الريش الرمادي

اقرأ في هذا المقال


قصة العملاق ذو الريش الرمادي أو (The Giant with the Grey Feathers) هي حكاية فولكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف، سايروس ماكميلان، نشرها (S. B. Gundy، Toronto) جون لين ذا بودلي هيد.

الشخصيات:

  • الزعيم.
  • العملاق.
  • الشاب.
  • عائلة العملاق.

قصة العملاق ذو الريش الرمادي:

منذ زمن بعيد، عندما سكن هنود بلاك فيت في السهول الكندية، كانت هناك مجاعة كبيرة في كل الأرض، ولعدّة أشهر لم يستطع أحد أن يقتل أي جواميس، ولم يكن هناك لحوم بأي ثمن، كان كبار السن يموتون واحدًا تلو الآخر بسبب نقص الطعام، وتوفي الأطفال الصغار مبكرًا لعدم وجود تغذية، وكان هناك حزن شديد في كل مكان.

فقط النساء القويات والمحاربين الأقوياء بقوا على قيد الحياة، لكن حتى أنّهم ازداد ضعفهم تدريجيًا بسبب شدة الجوع التي سببتها المجاعة إلى الأرض، أخيرًا، أرسل رئيس القبيلة من أجل أن يأتي الزعيم العظيم للهنود إلى منطقته ليخبر الناس بما يجب عليهم فعله لإنقاذ أنفسهم، كان الزعيم العظيم في ذلك الوقت بعيدًا في البلد الجنوبي حيث كانت تهب الرياح الدافئة وكانت الأزهار تتفتح.

ولكن في إحدى الليالي سمع نداء الرئيس الذي حملته الرياح، فأسرع باتجاه الشمال، لأنّه كان يعلم أن شعبه في السهول كانوا بطريقة ما في ضائقة شديدة، وسرعان ما وصل إلى قرية القبيلة الجائعة، وعندما وصل، سأل: من قام بندائي هنا؟ أجاب الرئيس: لقد كنت أنا، شعبي كلهم ​​يتضورون جوعا لأنه لا توجد جواميس في البلاد، ولو لم تأت، فسنهلك جميعًا قريبًا.

ثمّ نظر القائد العظيم إلى شعبه ولاحظ اختفاء كبار السن والأطفال الصغار، ولم يبق سوى عدد قليل من الأطفال وكان لديهم خدود صغيرة وعيون غارقة، فأشفق عليهم وقال: هناك لص عظيم ليس ببعيد، ربما يكون عملاقًا شريرًا، وقد طرد كل الجواميس بعيدًا، لكنّني سأجده وسرعان ما سيكون لديكم طعام، وشعر الناس بالارتياح لأنّهم علموا أنّ الرئيس العظيم سيفي بكلمته.

ثم أخذ الرئيس معه ابن الزعيم الشاب وانطلق في سعيه، أراد الناس الذهاب معه، لكنّه قال: لا! سنذهب وحدنا، إنّه واجب خطير والأفضل إذا لزم الأمر، أن يموت اثنان في المحاولة على أن يموت الجميع، ثمّ سافروا غربًا عبر البراري باتجاه المياه العظيمة في الغرب، وبينما كانوا يذهبون، صلّى الشباب للشمس والقمر ونجمة الصباح لإرسال النجاح لهم.

سرعان ما وصلوا إلى تلال الأقدام المتدحرجة المغطاة بالعشب الحلو والصنوبر، لكنّهم ما زالوا لا يرون أي علامات على الجاموس، أخيرًا وصلوا إلى مجرى ضيق رأوا على ضفته منزلاً يتصاعد منه الدخان من المدخنة. قال الرئيس: هناك سبب كل مشاكلنا، في هذا المنزل يسكن لص الجاموس العملاق وزوجته.

لقد طردوا جميع الحيوانات من البراري حتى لم يبق أحد، قوتي السحرية تخبرني أن الأمر كذلك! ثمّ بقوته السحرية، قام بتغيير رفيقه إلى عصاً مستقيمة حادة مدببة، بينما كان هو نفسه يتخذ شكل كلب، واستلقوا على الأرض وانتظروا، وسرعان ما جاء العملاق وزوجته وابنهما الصغير، ربّت الصبي الكلب على رأسه، وقال: انظر ماذا وجدت كلبًا لطيفًا، لا بد أنّه ضاع.

ثمّ قال: هل لي أن آخذه إلى المنزل؟ فقال أبوه: لا، أنا لا أحب مظهره، لا تلمسه، فبكى الولد بمرارة، لأنّه كان يأمل منذ فترة طويلة في الحصول على كلب خاص به، وتوسلت إليه والدته بشدة لدرجة أنّ الأب العملاق قال أخيرًا: أوه، حسنًا ستحصل عليه، والتقطت المرأة العصا وقالت: سآخذ هذه العصا المستقيمة اللطيفة معي.

ثمّ قالت: يمكنني حفر الجذور بها لصنع الدواء، فذهبوا جميعًا إلى منزل العملاق، كان العملاق غاضبًا، لأنّ المرأة التي تحمل العصا والصبي يقود الكلب، وفي صباح اليوم التالي، خرج العملاق وسرعان ما عاد ومعه جاموس صغير سمين، وقد سلخ جلده وكان جاهزاً للطهي، ثمّ قاموا بشويها على الموقد فوق النار وتناولوا وجبة جيدة.

قام الصبي بإطعام الكلب بعض اللحم، ولكن والده لمّا رأى الصبي ماذا يفعل ضربه ضرباً عظيماً وقال: ألم أخبرك أنّ الكلب شرير؟ ولكن مرّة أخرى توسلت المرأة من أجل ولدها، وتمّ إطعام الكلب، وفي تلك الليلة عندما كانت العائلة كلها نائمة، تغير الكلب والعصا إلى شكلهما البشري وتناولوا عشاءً جيدًا ممّا تبقى من لحم الجاموس.

وقال الرئيس للشاب: العملاق هو لص الجاموس الذي يمنع القطعان من القدوم إلى البراري، لا جدوى من قتله حتى نجد المكان الذي يخفي الحيوانات فيه، لذا فقد عادوا إلى شكل الكلب والعصا وذهبوا للنوم، وفي صباح اليوم التالي، انطلقت المرأة وصبيها إلى الغابة بالقرب من الجبل لجمع التوت واستخراج جذور الأدوية.

أخذوا الكلب والعصا معهم، وفي الظهيرة، بعد أن عملوا لبعض الوقت، جلسوا لتناول الغداء، وألقت المرأة العصا على الأرض، وترك الصبي الكلب يهرب بين الشجيرات، تجول الكلب على جانب الجبل، وهناك وجد فتحة مثل فم الكهف، ثمّ نظر إلى المكان ورأى العديد من الجواميس بداخله، وكان يعلم أنّه وجد أخيرًا مخبأ العملاق.

عاد إلى المرأة والصبي وبدأ ينبح، كانت هذه الإشارة المتفق عليها مع رفيقه، فاعتقدت المرأة وابنها أنّه ينبح على طائر، وضحكوا عليه وهو يقفز. لكنّه في الواقع كان ينادي رفيقه، فهمت العصا النداء وهزَّت مثل ثعبان عبر الفرشاة إلى جانب الكلب، ولم يراها الصبي وأمه، ثمّ دخلوا الكهف الكبير في جانب الجبل، ووجدوا هناك قطيعًا كبيرًا من الجواميس التي طردت من البراري.

نبح الكلب عليهم وضرب كعوبهم، وضربتهم العصا وبدأوا في دفعهم بسرعة خارج الكهف باتجاه الشرق نحو السهول، لكنّهم ما زالوا يحتفظون بشكل الكلب والعصا، وعندما حلّ المساء، وحان وقت عودة الصبي ووالدته إلى المنزل، بحث الصبي عن الكلب وبحثت المرأة عن عصاها، لكنّهم لم يتمكنوا من العثور عليهما، وكان عليهم العودة إلى المنزل بدونهما.

بمجرد وصول المرأة وابنها إلى منزلهما على ضفة النهر، كان اللص العملاق يعود أيضًا إلى المنزل، وتصادف أن ينظر إلى الشرق، وهناك رأى بعيدًا، العديد من الجواميس تجري نحو تلال الأقدام حيث نما العشب الحلو، كان غاضبًا جدًا، وصرخ بصوت عالٍ على ابنه: أين الكلب؟ أين الكلب؟ قال الصبي:لقد فقدته في الغابة،طارد طائراً ولم يعد.

قال العملاق: لم يكن يطارد طائرًا، لقد كانت واحدة من الجواميس الخاصة بي، أخبرتك أنه كان شيئًا شريرًا ولن تلمسه، لكنّك أنت وأمك عصيتما أمري، الآن ذهبت كل الجواموس، ثمّ صرّ أسنانه بغضب شديد، واندفع إلى الكهف المخفي ليرى ما إذا كان هناك أي جواميس متبقية وهو يصرخ: سأقتل الكلب إذا وجدته.

عندما وصل إلى الكهف، كان الرئيس والشاب لا يزالان على شكل كلب وعصا، يجمعان آخر الجواميس، اندفع العملاق إليهم ليقتل الكلب ويكسر العصا، لكنّهم قفزوا على جاموس عجوز واختبأوا في شعره الطويل، وتمسكوا بإحكام، وعض الكلب الجاموس حتى سقط الحيوان العجوز وزأر واندفع من الكهف الذي يحمل الرئيس والشاب مختبئين على ظهره.

ركض باتجاه الشرق حتى وصل إلى القطيع بعيدًا في البراري، تاركًا العملاق بعيدًا ورائه في قمة غضبه، ثمّ اتخذ الرئيس والشاب الشجاع شكلهم القديم من الرجال، وفي روحهم المعنوية العالية قادوا قطيع الجاموس إلى شعبهم الجائع الذي ينتظر بصبر في السهول، كان الناس سعداء للغاية لرؤية الزعيم العظيم والشاب يعودون إلى القرية مع القطيع الكبير من الجاموس السمين، لأنّهم يعرفون الآن أنّ المجاعة قد انتهت.

لكن بينما كانوا يقودون الحيوانات في سياج كبير، طار طائر رمادي كبير فوق رؤوسهم وانقض عليهم ونقر عليهم بمنقاره، وحاول إخافتهم وإبعادهم، عرف الزعيم العظيم من خلال قوته السحرية أنّ الطائر الرمادي لم يكن سوى اللّص العملاق الذي سرق الجاموس والذي غير نفسه إلى طائر يطير عبر البراري بحثًا عنهم.

ثمّ غيّر الرئيس نفسه إلى ثعلب الماء واستلقى على ضفة النهر متظاهراً بأنّه ميت، ثمّ طار العصفور الرمادي عليه، لأنّه اعتقد أنّه سيحصل على وجبة جيدة من ثعلب الماء السمين، لكنّ الرئيس أمسكه من ساقه، وعاد إلى شكله، وحمله منتصرًا وربطه سريعًا بفتحة دخان خيمته وأشعل نارًا شديدة في الداخل.

صرخ العملاق: أنقذني، ولن أؤذيك أبدًا، لكنّ الرئيس تركه على عمود الخيمة طوال الليل بينما تصاعد الدخان الأسود من النار من حوله، وفي الصباح كان ريشه كله أسود، ثمّ أنزله الرئيس. وقال:يمكنك أن تذهب الآن، لكنك لن تكون قادرًا على استعادة شكلك السابق، ستكون من الآن فصاعدًا غرابًا ونذير شؤم على الأرض، وخارجًا عن القانون، ومحتقرًا بين الطيور.

وسيكون عليك دائمًا السرقة والبحث عن طعامك بجدية، وحتى يومنا هذا، فإنّ ريش الغراب أسود، وهو طائر نذير شؤم على الأرض بسبب لقائه مع الزعيم العظيم منذ زمن بعيد.

المصدر: https://www.worldoftales.com/Native_American_folktales/Native_American_Folktale_52.html#gsc.tabThe Giant with the Grey Feathers,The Giant with the Grey Feathers,https://www.youtube.com/watch?v=Ii_i962Lt7M, The Giant with the Grey Feathers,http://www.gutenberg.org/ebooks/36241,


شارك المقالة: