قصيدة إذا ما لقيت الله عني راضيا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الحجاج بن يوسف الثقفي:

هو أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي، كان قائدًا في العصر الأموي، ولد في الطائف ونشأ فيها، ثم انتقل إلى الشام، قاتل عبد الله بن الزبير بأمر من عبد الملك بن مروان، وقتله وفرق جماعته، ومن بعد ذلك توجه إلى الكوفة، وقمع الثورة فيها، وأصبح واليًا عليها.

قصة قصيدة إذا ما لقيت الله عني راضيا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “إذا ما لقيت الله عني راضيا” فيروى بأن الحجاج بن يوسف الثقفي مرض مرضًا شديدًا، فبعث في طلب أحد المنجمين، وعندما أتاه المنجم، سأله قائلًا: هل رأيت في تنجيمك أن ملكًا يموت؟، فقال له المنجم: نعم يا مولاي، ولكنّك لست هو، فقال له الحجاج: كيف ذلك؟، فقال له المنجم: يا مولاي إنّ الملك الذي رأيته يموت اسمه كليب، وهذا ليس باسمك، فقال له الحجاج: والله إنه أنا، عندما كنت صغيرًا كانت أمي تناديني بها الاسم، وعندها تيقن بأن منيته قد اقتربت، وكتب وصيته، ومن ثم كتب إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان بكتاب وأخبره به بأنّه مريض، وكتب له في آخر هذا الكتاب:

إذا ما لقيت الله عنـي راضـياً
فإن سرور النفس فيما هنالـك

فحسبي حياة الله من كل مـيت
وحسبي بقاء الله من كل هالك

لقد ذاق هذا الموت من كان قبلنا
ونحن نذوق الموت من بعد ذلك

وكان ينشد في مرضته هذه بيتين للشاعر عبيد بن سفيان الكعلي، وهما:

يا رب قد حلف الأعداء واجتهدوا
أيمانهم أنني من ساكني الـنـار

أيحلفون على عمـياء ويحـهـم
ما ظنهم بقديم العفـو غـفـار

وكان المرض قد انتشر في جسمه، فبعث إلى طبيب لكي ينظر إليه، فأخذ الطبيب لحمًا وربطه بخيط، ثم وضعه في حلق الحجاج لساعة، ومن ثم أخرجه، فوجده قد التصق عليه الكثير من الدود، وكان ممّا أصابه مرض الزمهرير، فقد كانوا يقربون النار من جسمه حتى تحرق له جسمه، وهو لا يحس بها، وفي يوم شكا للحسن البصري مرضه: فقال له الحسن: لقد نصحتك بأن لا تتعرض للصالحين، ولكنك رفضت ذلك، فقال له الحجاج: يا حسن، والله إني لا أسألك أن تدعو الله أن يخفف عني مرضي، ولكنّي أسألك أن تدعوه أن يسرع في موتي، وأقام بعد ذلك خمسة عشر يومًا ثم مات.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهانيكتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعودكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليل


شارك المقالة: