قصة قصيدة - ومذ مررت على أطوادها قرعت

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصيدة “ومذ مررت على أطوادها قرعت”:

أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو  أحمد بن الحسين الجعفي الكندي فنسب إلى كنده، لأنه ولد فيها، فنشأ محبًا للعلم والأدب، يعدّ المتنبي من أكثر شعراء العرب شهرةً وأعظمهم، كتب هذه القصيدة “ومذ مررت على أطوادها قرعت” يحكى أن المتنبي جلس في الدولة العباسية التي يكثر فيها الأضطربات فكان محتبيا للحكم بهذه البلدة فقد استوى أمرها واستقام حيث أن أصحابها الأحقاد قد هادنوا وتصالحوا حتى زال الشر والخلاف والظلم.

ومذ مررت على أطوادها قرعت
من السجود فلا نبت على القنن

يقول أبو الطيب في هذا البيت أنها لما علمت أنك أفضل منها وأعلى منها شأنًا خضعت لك وسجدت وتوالى سجودها لك حتى أنها سجدت لك على قمم الجبال.

أخلت مواهبك الأسواق من صنعٍ
أغنى نداك عن الأعمال والمهن

ويقول في هذا البيت أن أهل الأسواق قد تركوا محالهم واستغنوا عن أعمالهم بسبب عطاياك لهم، فإن عطاياك قد انتشرت بين جميع الناس ولم يعدّ أحد محتاجًا.

ذا جود من ليس من دهرٍ على ثقةٍ
وزهد من ليس من دنياه في وطن

ويقول أن هذا الكرم الذي رأيناه منك هو كرم شخص زاهد لايخاف الزمن، فأنت تعلم بأن المال الذي تملكه هو فان لا محالة وأنك مهما عمرت وازداد عمرك فإنك ميت ومهما كان معك من المال وقتها فهو ليس لك، وأنت قمت بالإحسان به على الناس فنلت من ذلك حمدًا منهم وأجر من ربك.

وهذه هيبةٌ لم يؤتها بشرٌ
وذا اقتدار لسانٍ ليس في المنن

فمر وأوم تطع قدست من جبلٍ
تبارك الله مجرى الروح في حضنِ

ألا لا أري الأحداث حمداً ولا ذما
فما بطشها جهلا وما كفها حلما

ويقول أبو الطيب في هذا البيت أن جميع الحوادث التي تحصل معنا إن هي إلا من تدبير الله عز وجل وليس لنا فيها يد ولذلك لا أقوم بحمد الأحداث السارة التي تحصل لي ولا أذم الحوادث السيئة.

إلى مثل ما كان الفتى مرجع الفتى
يعود كما أبدى ويكرى كما أرمي

ويقول في هذا البيت أننا جميعنا سوف نعود إلى ماكنا عليه ألا وهو العدم وسوف نرجع إلى حالتنا الأولى وسوف ننقص كما زدنا.

لك الله من مفجوعةٍ بحبيبها
قتيلة شوقٍ غير ملحقها وصما

أحن إلى الكأس التي شربت بها
وأهوى لمثواها التراب وما ضما

ويقول أبو الطيب هنا أنه يحن لكأس الموت ولا يريد البقاء من بعدها وأحب التراب الذي فوقها فهو يريد أن يدفن بالقرب منها.

بكيت عليها خيفة في حيوتها
وذاق كلانا ثكل صاحبه قدما

ويقول هنا أنه كان يبكي عليها وهي حية خوفاً من أن يفقدها وعندما ابتعدت عنه وتغرب أثقلتني هموم الحياة.

ولو قتل الهجر المحبين كلهم
مضى بلد باقٍ أجدت له صرما

فلو كان البعد يقتل المحب لقتله بعده عن بلده ولكن البعد يقتل بعضا من المحبين ولا يقتلهم كلهم.

عرفت الليالي قبل ما صنعت بنا
فلما دهتني لم تزدني بها علما

قبل أن أبعد عنك كنت أعرف بأن البعد عنك سوف يرهقني وعندما ابتعدت عنك وتغربت لم يزد ذلك من معرفتي شيئًا

منافعها ما ضر في نفع غيرها
تغذى وتروى وان تجوع وأن تضمى

المصدر: كتاب "ديوان أبي الطيب المتنبي" تحقيق دكتور عبد الوهاب عزامكتاب " الشعر والشعراء " تأليف إبن قتيبةكتاب " شرح ديوان أبي الطيب المتنبي" شرح أبي البقاء العكبري كتاب " في رحاب سيف الدولة الحمداني " تأليف سعود عبد الجبار


شارك المقالة: