كيف يتم تقييم أسلوب الكاتب؟

اقرأ في هذا المقال


تقييم أسلوب الكاتب:

من المهم عند القيام بتقييم الكتاب أن يتم تقييم كاتبه أيضاً، إنّ عملية تقييم الكاتب وأسلوبه في الكتابة ليس بالأمر السهل فهي تحتاج من القارئ تركيزاً كبيراً؛ وهذا لكي يكون حكمه عادلاً على الكاتب، وتقييم الكاتب يكون على عدّة معطيات وعوامل تساعد القارئ بحكمه، ويكون التعامل معها بشكل حيادي وليس شخصي؛ لأنّ هذه العوامل تعتمد على ما يحبه الكاتب أو لا يحبه أيضاً.

العوامل التي تساعد في تقييم أسلوب الكاتب:

استخدام الوصف:

أسلوب الوصف للكاتب يعبّر كثيراً عنه، فيجب عليه امتلاك مهارة التعبير عن الأشياء سواء كان هذا الوصف مباشر مثل وصف مكان أو موقف معين، وسواء كان وصف غير مباشر مثل وصف شخصيات أو انفعالات ومشاعر، ويجب على القارئ أن يفرّق بين الكاتب الذي لا يكثر من استخدام الوصف بسبب عدم حبّه له أو عدم إتقانه؛ فهنالك الكثير من الكتّاب الذين يتقنون مهارة الوصف لكن لا يرغبون باستخدامه كثيراً.

أسلوب السرد:

استخدام السرد من قبل الكاتب يساعده على جعل النص مرناً، فهو إمّا أن يكون بلسان الكاتب أو أن يكون بلسان غيره، ويمكن الحكم على الكاتب من خلال استخدامه السرد بطريقة تسلسلية مترابطة.

استخدام الألفاظ:

لكل كاتب من الكتّاب أسلوب معين في الكتابة، بالإضافة إلى أنّ معجم اللغة العربية وقاموسها مليء جدّاً بالمفردات تمكّن الكاتب من تنوّعه في استخدامها، وتقييم الكاتب من خلال استخدامه للألفاظ أمر مهم جدّاً؛ وذلك لأن طريقة اختيار الكاتب للعبارات تعبّر جدّاً عنه من ناحية مخزونه اللغوي ومستوى فكره وثقافته وما هي البيئة المحاط بها كذلك.

الحوار:

الحوار عنصر مهم ويتم استخدامه بكثرة في الكتابة ويساعد كثيراً في الحكم على الكاتب؛ وهذا لأنّ بعض الأحيان تجد القارئ يستطيع معرفة الكاتب من خلال أسلوبه في الحوار الذي يميّزه عن غيره، فمنهم من تكون حواراته باللغة العربية الفصحى ومنهم من يدخل العامية أو لغة دولته في الحوار فيستطيع القارئ تمييز الكاتب من خلال هذا.

الاقتباس:

الاقتباسات يستخدمها الكاتب كنوع من التوضيح أو دعم الرأي، وهي إمّا أن تكون اقتباس من قول لشخص آخر مشهور أو معرف وإمّا أن تكون من استنتاج الكاتب نفسه بالنص، وبغض النظر فهي لا تعتبر عامل مهم جدّاً في الحكم على أسلوب الكاتب؛ لأنّه ليس بالعنصر الضروري أن يكون متواجد في النص.

خطوات تقييم الكاتب:

لتقييم الكاتب بنجاح هنالك خطوات يجب صياغتها جيداً وهي كما يلي:

تدوين الملاحظات:

بمعنى أنّ القارئ يجب أن يكتب جميع ملاحظاته باستمرار أثناء القراءة، ويكون فيما يخصّ العناصر المذكورة أعلاه من حوار واقتباس وألفاظ وسرد ووصف، وبعد ذلك يقوم القارئ بتحويل هذه الملاحظات إلى تقييم ورأي شخصي من خلال تنظيم هذه الملاحظات.

الحيادية وعدم الانحياز في الحكم:

وهذا يعني أن يراعي الكاتب جميع العوامل المذكورة من ناحية التمييز فيما أن يكون الكاتب لم يستخدمها بكثرة بسبب عدم رغبته أو عدم موهبته، فيراعي القارئ قدرات الكاتب ورغباته والأسلوب الذي يفضّله في الكتابة ويكون رأيه مبني على هذه العوامل وليست على رأيه الشخصي.

إدراك تنوع الأذواق:

يراعي الكاتب هذه الخطوة  بأن يكون حيادياً وإدراكه أن بعض الأعمال قد لا تعجب الجميع، لذلك عند تقييمه لا يأخذ آراء وانطباعات الآخرين بعين الاعتبار، بل يتبّع العوامل والخطوات المذكورة ليكون حكمه عادلاً ومناسباً لأسلوب الكاتب.

وأخيراً يجب أن نعرف أن وصول القارئ لمرحلة معرفة تقييم أسلوب الكاتب هي تدل على تطوّره في القراءة، فهي أمر ممتع وتساعد على التمييز ين الكتّاب وأحياناً من خلال كتاباتهم فقط.

المصدر: الأسلوب/د.محمد كامل جمعة/2019الكاتب ليس إلا واحدا من قرائه ومقالات أخرى/عبد الحمبد يونس/2007المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر/ابن الأثير/2007أدب الكاتب/عبدالله بن مسلم أبن قتيبة/1958


شارك المقالة: